رام الله - تغريد سعادة والوكالات:
صرحت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس، بان رئيس الحكومة اعترف خلال الاسبوع الجاري بان خطته لانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية لم تعد مطروحة بعد اخفاقات جيشه في الحرب على لبنان·
وتدعو خطة اولمرت الى انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجزء الاكبر من الضفة الغربية من دون اي تحديد واضح، والى تفكيك عشرات المستوطنات المعزولة واجلاء ثمانين الف مستوطن من اصل 240 الفا يعيشون في هذه الاراضي الفلسطينية وتعزيز بعض المستوطنات ، بالاضافة الى ضم القدس الشرقية وغور الاردن·
وقال اولمرت لوزراء ومسؤولين في حزبه ''كاديما'' انه من ''غير المناسب'' تحريك خطة ''التجميع'' كما اطلق عليها، موضحا ان الحكومة ستعطي اولوية لاصلاح اضرار الحرب في مستوطنات شمال اسرائيل·
ورأى انه سيكون من الصعب على الرأي العام ان يوافق على الانسحاب الاحادي الجانب من الضفة الغربية بعد ان تعرضت الاراضي الاسرائيلية للقصف بالصواريخ من منطقتين انسحبت منهما اسرائيل بهذه الطريقة، هما الجنوب اللبناني في مايو عام 2000 وقطاع غزة في ايلول/سبتمبر 2005 · وقالت صحيفة ''ها آرتس'' امس، ان أولمرت قال إنه لا يتجاهل أن شيئا أسياسيا وكبيرا تغير في الأسابيع الأخيرة· وهو يفهم بأن عليه أن يلائم سلم الأولويات الحكومية مع الواقع الذي يقف أمام الحكومة، موضحا انه لا مكان لتجاهل القضية الفلسطينية، ولكن أمام إسرائيل وحكومة إسرائيل يقف غرض أساسي هو إعادة الحياة إلى الشمال الذي تعرضت مستوطناته لقصف عنيف بصواريخ المقاومة اللبنانية· وقالت صحيفة ''هاآرتس'' نقلا عن مصادر بالخزانة ان قيمة التكاليف والاضرار الاجمالية التي لحقت باسرائيل من جراء الحرب تقدر عند 5,3 مليار دولار·
وقال مسؤولون في الحزب الحاكم ''كديما'' لـ''هآرتس'' ان معنى كلام أولمرت في هذه المرحلة، أن برنامجه لانسحاب كبير أحادي الجانب قد انتهى أو قد تأجل إلى المستقبل البعيد على الاقل ·
وتأتي تصريحات اولمرت في تناقض مع التصريحات التي كان قد أدلى بها خلال الحرب الأخيرة على لبنان، وقال فيها لصحيفة أجنبية ، ان انجازات الجيش الإسرائيلي في الحرب سيساعد على تطوير خطة التجميع ·
وقال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، إنَّ المدافع الأبرز عن خطة ''التجميع'' في الحكومة الاسرائيلية هو وزير القضاء حاييم رامون، سيترك الحكومة قريبًا نتيجة تقديم المستشار القضاء الإسرائيلي ضده لائحة اتهام بسبب تحرش جنسي·
وكانت خطة الانسحاب الاحادي الجانب قد وضعت لتطبق في الضفة الغربية بعد انتهاء الانسحاب من قطاع غزة· وجعل اولمرت من خطة الانسحاب الاحادي الجانب اساسا لبرنامجه الانتخابي خلال الانتخابات التشريعية في اواخر اذار/مارس الماضي والتي أدت الى فوز حزبه ''كاديما''· وقدم بوش دعمه لخطة اولمرت هذه خلال زيارة الاخير الى العاصمة الاميركية في ايار/مايو الماضي·
عدد اليوم
