الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الجارديان: الإمارات تساعد البشرية على فهم أسباب تصحر المريخ

21 يوليو 2015 13:05

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مشروع الإمارات الطموح للوصول إلى كوكب المريخ.

وقالت الصحيفة، في تقرير مطول التقت فيه مع القائمين على المشروع، إن الإمارات سيكون لها مسبار فضائي يدور حول كوكب المريخ بحلول 2021، ويعتبر الأول من نوعه بالنسبة للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

وقال عمر شرف مسؤول بعثة مسبار المريخ للصحيفة "إنها المرة الأولى التي نذهب فيها إلى المريخ، وعلي أن أقول إن الفريق لا ينام. لكنه أمر يتوجب علينا تحقيقه إن أردنا التقدم والسير إلى الأمام. إذا تمكنا من الوصول إلى المريخ، يمكن لكل تحديات المستقبلية الأخرى في البلاد أن تتحقق.

المهمة أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في يوليو 2014 على أن يرسل في يوليو 2020 مسبار في رحلة تمتد لمسافة 60 مليون كيلومترا إلى الكوكب الأحمر. ويتوقع أن يصل المسبار بعد سبعة أشهر بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبعد العديد من الدراسات بدأت في 2013، تم الإعلان في 2014 عن المهمة، ومنح فريق العمل المكلف 90 يوما بعد الإعلان لوضع خطة لتنفيذ المهمة حسب الموعد المحدد.

وقد بني المسبار من الألمنيوم وزود بمتعقب للنجوم فضلا عن مجموعة من الألواح الشمسية والدفاعات وهو بحجم سيارة صغيرة. كما سيضم تجهيزات تصوير ومناظير طيف تعمل بالأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء ستساعد العلماء على فهم الديناميات والمناخات من طبقات مختلفة من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتساعد أيضا معرفة نسب العناصر والمركبات المختلفة في الغلاف الجوي للكوكب، وآلية تسرب الهيدروجين والأوكسجين في الفضاء.

ويتوقع أن تدوم المهمة لمدة سنتين، ويأمل الفريق أن تساعد المعلومات التي سيجمعها المسبار على مدار الساعة في تقديم نظرة مفصلة عن تطور الكوكب.

وقالت سارة أميري رئيسة الفريق العلمي إن الهدف من مهمة سبر أغوار المريخ هو فهم تطور الكوكب، من كوكب تتدفق منه المياه على حافة النظام الشمسي الصالح للسكن وهو "المنطقة المعتدلة" إلى ما هو عليه الآن من كوكب جاف وقاحل. وأضافت إن "فهم تطور الكوكب وكيفية فقدانه للماء والذي نجم عن فقدان الغلاف الجوي على الكوكب والديناميات والتغير المناخي الذي حصل ويحصل على المريخ، هي أمور مهمة، وتساعد العلماء والمختصين في معرفة تطور الأرض نفسها".

ويعتبر كل من عمر شرف وسارة أميري مهندسان من بين أقدم العاملين في برنامج الفضاء الوليد في البلاد. وقد شاركا في إطلاق القمرين الصناعيين دبي سات 1 و2 اللذين تم تطويرهما وإطلاقهما مع كوريا الجنوبية.

وكان القمر الصناعي الأول مجهودا كوريا شارك فيه مهندسون وعلماء إماراتيون يتعلمون من نظرائهم الكوريين، أما الثاني فكان جهدا تعاونيا بين الطرفين.

ومن المقرر أن يتم إطلاق القمر الصناعي الثالث "خليفة سات" في 2018 ويتم بناؤه بالكامل من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين، بينما يقوم مهندسون كوريون بمراقبة جهدهم في مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو الاختبار النهائي قبل إطلاق مسبار المريخ.  

وقد أصبح اسم دبي مرادفا للمشاريع العملاقة في عناوين الصحف حيث يظهر في سماء المدينة أطول برج في العالم وهو برج خليفة، ويمكن للسياح المسافرين عبر مطار دبي، وهو أحد أكبر مطارات العالم، أن يشاهدوا من الجو جزرا صناعية على هيئة أشجار نخيل. كما دشنت المدينة نظاما للمترو في 2009.

وقال شرف إن ميزانية المشروع محدودة وإن الفريق لا يسمح له بشراء قطع من المصنعين مثل "ايرباص" و"بوينغ" أو "لكهيد مارتن"، مضيفا "كان بإمكاننا شراء ووضع التجهيزات فقط. لكن ذلك ليس هو ما تريده الحكومة. إنهم يريدون أن تكون للفريق الإماراتي والمهندسين الإماراتيين مساهمة خاصة".

وبينما يتم دمج واختبار المسبار في منشآت في دبي، يعمل الفريق المكلف بالمشروع مع علماء وأكاديميين من جامعات كولورادو وبولدر وكاليفورنيا وبركلي وآريزونا في الولايات المتحدة حول تصميم المركبة الفضائية والبرامج ومتطلبات الأجهزة. وتكمن الفكرة في تعلم الفريق من نظرائه الأكاديميين وجلب المعرفة إلى الإمارات في مجال تجميع المركبات الفضائية.

ويقول شرف إن الوصول إلى كوكب المريخ ليس سوى وسيلة لهدف أوسع هو زيادة عدد العلماء في الإمارات وتطوير قطاع الفضاء والمساهمة في دعم وتطوير المعرفة الإنسانية، وهذا هو السبب في أنهم حريصون على إشراك الأكاديميين المحليين.

ويؤكد "هذه المهمة ليست للوصول إلى الكوكب الأحمر فحسب بل تتعلق بإلهام جيل جديد كليا وتحويل طريقة تفكير الشباب في المنطقة، والهدف هنا هو الأمل للإنسانية وللمنطقة وللشباب في دول تعاني من صراعات كثيرة".

وتضم مهمة الإمارات إلى المريخ نحو 150 شخصا، كلهم إماراتيون ومن الجنسين ومتوسط أعمارهم 27 عاما

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©