الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرى الجنوب تستعيد شهداءها من مقبرة صور

19 أغسطس 2006 01:18
بيروت -''الاتحاد'' والوكالات: أخرجت مدينة صور امس عشرات الجثامين من الشهداء الذين دفنوا كوديعة ابان العدوان الاسرائيلي من مقابرهم الجماعية وسلمتهم الى ذويهم الذين نقلوهم في مواكب حاشدة الى بلداتهم حيث اعيد دفنهم في مآتم جماعية· وتولت بلدية صور وادارة مستشفى صور الحكومية عملية الاشراف على تسليم ذوي الشهداء واهالي المناطق والبلديات جثامين الشهداء الذين كانوا قد دفنوا في باحة المستشفى الخارجية وقرب ثكنة صور العسكرية كوديعة· وتم اخراج جثامين 70 شهيداً من باحة المستشفى تعود الى بلدات منطقة صور وقرى مدينة بنت جبيل و70 جثة اخرى تعود الى شهداء مدينة النبطية والقرى المجاورة لها· واحصى سحب 139 جثة شهيد من المقبرة الجماعية قرب ثكنة صور و50 جثة اخرى اخرجت من مقبرة جماعية في محلة البص قرب صور واعيدت كل جثامين الشهداء الى مساقط رؤوس اصحابها· واقامت بلدة عيتا الشعب مأتماً حاشداً لحوالي 20 شهيداً من ابنائها وكذلك بلدة عيناتا وايضاً بلدة قانا تسلمت جثامين شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق عشرات الاطفال والنساء الذين قضوا في ملجأ احد المباني في البلدة وبلغ عددهم 56 شهيداً· وتحول جنوب لبنان امس الى مأتم كبير حيث لملم اهالي عشرات البلدات اشلاء موتاهم الشهداء وهم اكثر من 270 شهيداً اعيدوا الى مساقط رؤوسهم ليدفنوا بما يليق بهم من تكريم· واستقبلت جثامين الشهداء عند مدخل كل بلدة بتظاهرة للاهالي الذين حملوا نعوش فلذات اكبادهم وطافوا بها في الشوارع قبل الصلاة الجماعية على ارواح الشهداء ونثر النسوة الورود والارز على النعوش وعلت التكبيرات من كل المآذن وصدحت اجراس الكنائس بقرع نواقيس الحزن· والقيت كلمات في جميع مآتم الشهداء في المدن والبلدات اشادت بالمقاومة التي حققت الانتصار، واكدت على اهمية الصمود والوحدة في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد لبنان· اما في ضاحية بيروت الجنوبية والتي كان لها النصيب الاكبر من العدوان والتدمير الوحشي، فقد تواصلت عمليات رفع الانقاض والبحث عن ضحايا محتملين لا يزالون تحت ركام المباني المدمرة كلياً· وافادت مصادر الدفاع المدني بأنه تم انتشال ثلاث جثث مجهولة الهوية يوم امس من تحت ركام مباني مجمع الحسن في محلة الرويس التي دمرت بالكامل وعددها 11 مبنى وكل مبنى كان يتكون من 11 طابقاً، ولا زال البحث مستمراً بحثاً عن ضحايا محتملين آخرين· واضافت المصادر انه لا يزال تحت انقاض المبنى المدمر في شارع الحجاج في محلة الشياح مدخل ضاحية بيروت الجنوبية الشمالي تسعة مفقودين وتم انتشال 3 جثث جديدة يوم امس· وكانت عناصر هيئات الاسعاف قد انهمكت في استخراج التوابيت الخشبية التي حمل كل منها رقم واسم الشخص وتاريخ وفاته والمكان الذي سقط فيه· وجاء علي وهبه من قرية محرونة وجلس على الارض قرب المقبرة الجماعية فيما كان العمال يخرجون النعوش من الارض· وقال وهو يجهش بالبكاء ''انتظر لاخذ جثة ابنتي سالي وعمرها ست سنوات''· وروى ان سالي كانت تزور عمتها عليا (47 عاما) في صور التي وعدتها منذ اشهر برحلة بحرية خلال فصل الصيف وبقيت عند عمتها حين بدأ العدوان· ولجأت معها الى مركز للدفاع المدني لم يوفره القصف الاسرائيلي ودمره فوق رؤوس الذين احتموا به· وقال ''ستبقى الحسرة في قلبي لانني لم اكن بجانبها لمساعدتها· كلمتني كثيرا عندما هربنا الى بيروت وكانت تطلب بالحاح ان آتي لاخذها''· واضاف وقد غض صوته ''كنت اكلمها على الهاتف عندما اصاب القصف الاسرائيلي مركز الدفاع المدني وانقطع الاتصال وعرفت للتو انها ماتت''· وحمل غازي السمرا (52 عاما) بلحيته البيضاء الكثة مع اربعة مسعفين نعشين من المقبرة الى سيارة الاسعاف· وقال ''انهما لزوجتي وابنتي'' مضيفا ''اتيت وحيدا لان اولادي الثلاثة الاخرين ما زالوا يعانون من جراحهم''· ويحمل غازي ''العرب مسؤولية دم عائلته'' ويقول ''العرب اعطوا الضوء الاخضر لاسرائيل لتذبحنا كالخراف في جنوب لبنان''· ويضيف ''لكنهم خسروا وانتصرنا على اسرائيل''· اما رلى بديع (33 سنة) فتبحث مع والدها بين النعوش التي وضعت الى جانب الحفرة الواسعة· وحملت رلى ورقة بيدها عليها ارقام التوابيت تبحث عن شقيقاتها الثلاث اللواتي قتلن في زبقين في الاسبوع الاول من بداية الحرب· وجاء نظام بلال من سوريا لينقل جثة صديقه علي عمر دياب (17 عاما) الى دمشق· وقال ''نعش صديقي رقمه واحد وقتل في قذيفة اسرائيلية سقطت قرب قرية دير قانون العين جنوب صور· انقله الى دمشق لأدفنه في ترابها''· واوضح رئيس المستشفى الحكومي في صور الرائد المتقاعد سلمان زين الدين انه ''خلال الفترة الممتدة من 21 يوليو وحتى 15اغسطس دفنا في المقبرة الجماعية وعلى ثلاث دفعات 156 جثة''· وما زال في براد مشرحة المستشفى الحكومي 52 جثة لم ينضم اصحابها الى المقبرة الجماعية لكن الاهالي ينقلونها تدرجيا الى قراها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©