الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإعلانات الإباحية».. اتجاه معاكس للدعوة إلى الفضيلة

«الإعلانات الإباحية».. اتجاه معاكس للدعوة إلى الفضيلة
23 يناير 2014 21:28
حسام محمد (القاهرة) - حذَّر علماء الإسلام من الانفلات الإعلاني في الدول العربية والإسلامية، وطالبوا بوضع ميثاق شرف إعلاني يتضمن عقوبات رادعة للمنفلتين الذين يعتمدون على وسائل الإثارة الجنسية، ويهدرون القيم والأخلاقيات في منافسات إعلانية تهدم ما نغرسه في أبنائنا من قيم ومبادئ، حيث يقول الدكتور محمد أبو ليلة الأستاذ بجامعة الأزهر: في الوقت الذي يسعى فيه الغرب إلى اتباع أخلاقيات الإسلام وتعاليمه، من أجل ضبط العلاقات الاجتماعية والتخلص من الانحلال والفجور، نفاجأ بأن هناك من يتربص بالمجتمعات العربية وينشر فيها الانحلال والفساد تحت شعار الإعلانات الترويجية. الآداب العامة وأضاف: المتابع لوسائل الإعلام العالمية سيجد أن هناك دعوة صريحة للعودة إلي الفضيلة من أجل كبح جماح الانفلات الأخلاقي، بل إن السلطات الدينية الغربية بدأت تنادي وبقوة بتحريم الخروج عن الآداب العامة في حين ناشد بعض المفكرين الغربيين المسيحيين واليهود صناع الفنون والإعلانات، ضرورة التخلص من الاعتماد على جسد المرأة كوسيلة لكسب ما في جيب المستهلكين. صور النساء وأشار إلى أن مصلحة الدولة للإذاعة والسينما والتليفزيون في بكين قامت بسحب حوالي ألفي إعلان تجاري، تحمل إيحاءات جنسية من محطات التلفزة والإذاعة بعموم الصين في الأسبوعين الماضيين، وكذلك دولة أخرى بدأت مؤخراً حملات رسمية ودينية للتخلص من الإباحية الشديدة في الإعلانات، لدرجة إجبار شركات الإعلان على عدم تضمين إعلاناتها صور نساء يعرضن مفاتنهن. طرق متخصصة أما الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامبة بجامعة القاهرة، فيقول: وسائل الإعلام العربية لم ترق حتى الآن للمستوى الحقيقي للإعلان الذي يتم وفق ضوابط ونظم وطرق متخصصة، قادرة على إيصال رسالة للمتلقي أمام الشاشة الصغيرة وتحقيق مزيد من العائدات الربحية لصاحب المنتج أياً كان، وقد حدد الإسلام الضوابط الشرعية الكفيلة بالقضاء على الانفلات الواضح في السوق الإعلانية العربية، وهو الانفلات الذي انعكس على سلوكيات الشباب والنشء والفتيات فنحن أمام ثقافة إعلانية عربية متدنية، أهملت تماماً كل مبادئ وأخلاقيات الإسلام والإعلانات أصبحت تعول اليوم وبشكل خاص على المناظر المنافية للآداب العامة، فهناك فتيات الإعلان اللاتي يتمايلن في إثارة دون أن يكون لهذا التمايل أي علاقة بالمنتج المعلن عنه، والمفروض أن تقوم وزارات الإعلام العربية بدورها في الحفاظ على أخلاقياتنا وقيمنا بدلاً من حصر دورها في مراقبة ما تبثه القنوات الإخبارية. القيم العربية ويرى أن هُناك حالة من التسيب الشديد تشهدها الشاشات العربية، وهي حالة شديدة الخطورة على القيم العربية والإسلامية، فهناك إعلانات أصبحت تجاهر بعدم احترام قيم المجتمع وأخلاقياته والعديد من القنوات لا يعنيها أي أخلاق أو قيم، بل يعنيها فقط الربح المادي، وهو ما يلزمنا بضرورة وضع ميثاق شرف إعلاني ملزم للجميع، بحيث يحتوي على ضوابط تمنع ظهور أي نوع من الانفلات سواء الأخلاقي أو غيره وبحيث لا يمس الإعلان الحياء العام، ولا يعتمد بأي حال من الأحوال على العري والابتعاد التام عن كل ما يأتينا من الغرب والذي يهدد هويتنا بالضمور والاختفاء. وعن ضوابط الممارسة الإعلانية في الإسلام يقول: الإسلام لم يترك شيئاً من دون أن يضع له ضوابط تساعد الإنسان على أن يحيا حياة كريمة، وقد جاء في الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللاً، فقال: ما هذا يا صاحبَ الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله! قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس! من غشَّ فليس مني. وهكذا أعطانا الرسول درساً في الصدق عند الإعلان عن أي سلعة أو منتج، فالإسلام حث على الصدق في الإعلان، وألا يحتوي على ما يثير الرجل والمرأة لأن هذا لا يليق إطلاقاً، فكل إعلان لا يكون معبراً عن الأخلاقيات الإسلامية هو إعلان مرفوض تماماً. سلاح خطير أما الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، فيدعو إلى أن ندرك أن الصورة الإعلانية سلاح خطير يهدد هويتنا وأخلاقياتنا، بل ويهدد أيضاً لغتنا العربية بعد أن أصبحت كل الإعلانات تعشق تدمير اللغة العربية وابتكار لغة جديدة لا علاقة لها بالعربية من قريب أو بعيد، وأصبح من المعتاد استخدام المرأة بشكل بعيد عن قيم وتعاليم الدين الإسلامي كأداة جذب لجمهور المستهلكين، بحجة أن استخدام المرأة الغربية المتحللة من القيم الأخلاقية قد حقق نجاحاً على مستوى الإعلان الغربي والمجتمعات الغربية، فهو بالتالي سينجح حتماً في المجتمعات الإسلامية والحقيقة أن ذلك التحلل والامتهان القيمي للمرأة والرجل أيضاً، لا ينبغي أن يجد طريقاً إلى المنظومة الإعلانية الإسلامية. الأسلوب الفكاهي وأضاف أن العديد من الفقهاء أشاروا إلى أنه لا يجوز استخدام الأسلوب الفكاهي الساخر والساقط أخلاقياً والمخالف لتعاليم الدين الإسلامي، وعن كيفية التصدي لهذا الانفلات أرى ضرورة تدعيم دور المقاطعة الشعبية ضد كل من تسول له نفسه العبث بأخلاقياتنا وقيمنا، وأذكر أنني قرأت عن نجاح حملة شعبية في التخلص من إعلان كان يحتوي على صور نساء لسن محتشمات، بعد أن هدد أصحاب الحملة بمقاطعة هذه السلعة. ضوابط العمل الإعلاني لفت فضيلة الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق إلى أن العديد من الدول العربية والإسلامية لديها قوانين ولوائح تحدد ضوابط العمل الإعلاني، وتحتوي تلك الضوابط على عبارات إنشائية بليغة مثل ضرورة أن يحافظ الإعلان على القيم الإسلامية الأصيلة ولا يمسها بأي سوء، وألا يتسبب الإعلان في خدش الحياء العام وضرورة الصدق عند عرض مميزات السلعة المُعلن عنها ورغم كل هذا الكلام الجميل الطيب، فإن أحداً لا ينفذه، وهو ما يعني حاجة المجتمعات الإسلامية لقوانين رادعة ولا مانع من أن يضاف للعقوبة غرامة مالية ضخمة، بحيث تؤدي تلك الغرامة في حال تطبيقها إلى ردع كل من تسول له نفسه غش المسلمين أو خداعهم أو العبث بمشاعرهم الجنسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©