أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أنها استدعت السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بعد نشر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يندد بنقص تعاون دمشق في التحقيق حول برنامجها النووي المفترض ·
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جوردون دوجيد الليلة قبل الماضية أن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فلتمان ''طلب اللقاء'' بسفير سوريا في واشنطن عماد مصطفى· واضاف أن هذا اللقاء ''سيمثل خيارا لبحث القلق الذي ينتابنا مع السوريين'' ولكنه لم يحدد أي موعد للقاء·
واوضح أنه ''لا تزال هناك خلافات جوهرية بين حكومتينا خصوصا في مسألة دعم سوريا لمجموعات وشبكات (إرهابية) ونشاطاتها في الحصول على اسلحة نووية غير تقليدية''·
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت أن فريقا تابعا لها عثر على مزيد من جزيئات اليورانيوم وعلى آثار مادة الجرافيت في موقع في الصحراء السورية تؤكد الولايات المتحدة أنه كان مفاعلا نوويا· وقالت الوكالة في تقرير إن مفتشي الوكالة عثروا على مزيد من جزيئات اليورانيوم في الكبر ، وجودها غير مفسر· وكشف مسؤول كبير قريب من الوكالة أن المفتشين عثروا للمرة الاولى على آثار جرافيت في الموقع ، لكن من المبكر تحديد ما اذا كانت هذه المادة بلغت درجة اعتبارها نووية·
والجرافيت عنصر أساسي في صلب المفاعلات النووية· وتؤكد سوريا أن الكبر الذي دمرته اسرائيل في سبتمبر 2007 كان منشأة عسكرية غير مستخدمة· وقالت سوريا إن اليورانيوم الذي عثر عليه جاء من القصف الاسرائيلي للكبر· إلا أن الوكالة استبعدت هذا التفسير·
الى ذلك قال مصدر في الخارجية الاميركية إن الحوار مع سوريا مفيد للمصالح الأميركية في المنطقة رغم اختلافها مع دمشق حول عدد من القضايا بينها رعاية منظمات ''إرهابية'' والتدخل في لبنان وتردي حقوق الإنسان في سوريا·
وذكّر المصدر بقول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في خطابها أمام مجلس الشيوخ لدى تسلمها مهام منصبها أنها تعتقد أن العلاقة المباشرة مع دمشق تعزز المصالح الأميركية· ولكنه أضاف: ''هناك خلافات أساسية بين الحكومتين في عدة مواضيع منها القلق الأميركي من دعم سوريا للمنظمات (الإرهابية) وحيازتها أسلحة نووية غير تقليدية وتدخلها في لبنان وتردي أوضاع حقوق الإنسان في سوريا''· وأضاف المصدر أن اللقاء بين فيلتمان ومصطفى سيكون مناسبة لمناقشة هذه المواضيع·
وردا على سؤال بشأن تغير سلوك الإدارة الأميركية تجاه سوريا، قال المصدر إن السياسة الأميركية تجاه سوريا لا تزال قيد المراجعة ، رافضا الدخول في تفاصيل اللقاء قبل أن تنتهي هذه المراجعة· ولكنه أضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون قالا إنه من المهم للولايات المتحدة الانخراط في حوار مع سوريا· وقال المصدر إن سوريا لديها فرصة لتظهر للمجموعة الدولية التزامها بالاستقرار والأمن في المنطقة·
الأسد يستقبل كيري وبيرمان
دمشق (وكالات) - استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس، كلاً على حدة، جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وهاورد بيرمان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي· وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ''الرئيس الأسد استقبل كيري بعد ظهر السبت في إطار جولة في الشرق الأوسط''·
وقالت السفارة الأميركية في بيان إن ''الوفد الاميركي سيزور مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة'' للاطلاع على وضع اللاجئين العراقيين في سوريا الذين يبلغ عددهم نحو مليون ونصف مليون شخص· والتقى كيري بعد ظهر أمس ايضاً نائب الرئيس السوري فاروق الشرع·
وكان الرئيس السوري قد استقبل في وقت سابق أمس هاورد بيرمان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي·
وكان الرئيس السوري قد أعلن في 26 الشهر الماضي أن ''الحوار مع الولايات المتحدة بدأ منذ أسابيع بشكل جدي من خلال شخصيات مقربة من الإدارة الأميركية أرسلت من قبل هذه الإدارة للحوار مع سوريا''· وكانت العلاقات السورية الاميركية تدهورت في عهد الرئيس جورج بوش الذي فرض عقوبات العام 2004 على دمشق· وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما نيته التحاور مع خصوم واشنطن·
عدد اليوم
