الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمطار الغزيرة تجتاح خيام المشردين في قطاع غزة

الأمطار الغزيرة تجتاح خيام المشردين في قطاع غزة
22 فبراير 2009 01:08
نكأت السيول الجارفة التي تسببت بها الأمطار الشديدة على قطاع غزة امس، جراح المشردين في خيام الايواء التي اقيمت في 9 مخيمات في عدة مناطق متفرقة من القطاع، وحرمتهم من تلك الخيام بعد ان اقتلعتها الرياح العاتية فاصبحوا مجددا بلا مأوى، كما هي الحال حينما دمرت الحرب الاسرائيلية الاخيرة منازلهم· والزائر الى تلك المخيمات، يجد ان المشـهد يزداد قسوة وألما مـع كل خطـوة، فالخيام انهارت وتناثر قماشها هنا وهناك، والصغار يحملون حقائبهم ومـلابسهم المبتلة ويهربون بها إلى مكان لا تصله الأمطار، والاهالي المثقلون بالهموم ينشغلون بإصلاح خيـامهم وتثبيت أوتادها مجددا· فقد استقبلـت غـزة أمطارا غـزيرة ورياحا شـديدة، ولم تكن تدري هذه المدينـة الجريحة، أن المطر سيكشف عن جراحها وينكأها من جديد، وأن العواصف سترمي بأقمشة وضمادات وجـعها بعيدا·واكد شهود العيان ان العديد من العائلات استيقظت من نومها وهي تشعر بالبرد الشديد، لتجـد الخيام وقد تحولت إلى برك للمياه· وبعد الحرب باتت أكثر من 35 ألف أسرة في قطاع غزة بلا مأوى، تعيش في 9 مخيمات شمال وشرق ووسط وجنوب قطاع غزة، اطلقت عليها اسماء مخيمات الصمود والكرامة والثبات والتحدي، كرمز للتصدي لسياسة التدمير الاسرائيلية التي استهدفت بشكل خاص، هدم وقصف منازلهم بشكل مبالغ فيه· وفي شمـال قطـاع غـزة وعلى أرض انتشـرت فيـها عشـرات الخيـام كان ابوصقر المزيني يُحـاول تثبيت وتـد خيمتـه بعـد أن ألقت بها الريح عشرات الأمتـار، فانطفأت النار التي اوقدها في ركن الخيمة بحثا عن حرارة تقيه البرد القارس· كذلك غرق الفراش حينما دخل الماء إلى الخيـمة· ''نعم انها مأساة حقيقية'' بهذه الكلمات تمتم المزيني ابن السبعين عاما، وقلب كفيه وهو يحوقل والدموع تحتبس في عينيه الزرقاوين فيحيلها كلاما عميقا تعكس قدرته على العلو فوق الجراح بالقول: ''مش مهم، المهم نحن صامدين والرجال سلموا''· ويقول المزارع ابراهيم عبد ربه شرق قطاع غزة :'' لـو أنّ المطـر هطل قبـل أسـابيع قليـلة فقط، لـركضت جذلا وفـرحت كثيـرا، لان المياه كانت ستسقي مزرعتي التي باتت حطاما وخرابا''· وقد حملت وزارة الأشغال العامة والإسكان في حكومة غـزة المجتمع الدولي مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية في ظل استمرار الصمت على إغلاق المعابر وتشديد الحصار الذي يحول دون وصول المعدات والآليات والوحدات السكنية الجاهزة اللازمة لإيواء الأسر المتضررة·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©