أبوظبي تحتضن مشاريع متكاملة تجمع بين المنشآت الفندقية والمرافق السكنية والتجارية

رشا طبيلة (أبوظبي) - احتضنت أبوظبي خلال الـ 12 شهراً الماضية مشاريع سياحية متكاملة، تجمع بين المنشآت الفندقية والمرافق السكنية والتجارية التي أسهمت في تنويع المنتج السياحي وتعزيز حركة الزوار المحليين والأجانب بالإمارة. وأصبحت تلك المرافق والمنشآت مقاصد عالمية تعزز من مكانة أبوظبي على الخريطة السياحية وتسهم في نمو عدد زوارها. واستقبلت المنشآت الفندقية في الإمارة 984,45 ألف نزيل، خلال الفترة من يناير إلى مايو 2012 بنسبة نمو بلغت 14%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ويعتبر منتجعا “بارك حياة” و”سانت ريجيس” بجزيرة السعديات أول المنتجعات التي يتم تدشينها في الجزيرة، مع تميزهما بالسياحة الشاطئية من خلال الشاطئ الرملي الأبيض الطبيعي بالجزيرة الذي يجذب محبي الشواطئ. وخلال الـ 12 شهراً الماضية، شهدت شركة التطوير والاستثمار السياحي افتتاح فندقين هما “روكو فورتي” بوسط العاصمة، بالشراكة مع “الفريدة للاستثمارات”، و”ويستن أبوظبي منتجع جولف وسبا”، إضافة إلى نادي مونتي كارلو الشاطئي بجزيرة السعديات، في وقت شهد العام الحالي افتتاح منتجعي القرم الشرقي و”سانت ريجيس” جزيرة السعديات. ويعتبر فندق “سانت ريجيس” بجزيرة السعديات أحد الفنادق التي تمتلكها شركة التطوير والاستثمار السياحي بالكامل بأبوظبي، والذي تديره شركة “ستاروود” العالمية المحدودة للفنادق والمنتجعات، ويجمع بين المنتجع الشاطئي الترفيهي والشقق السكنية والمرافق التجارية. وتحتوي جميع غرف وأجنحة المنتجع البالغ عددها 377 غرفة على شرفة خاصة تطل على مياه الخليج العربي. ويضم المنتجع 33 فيلا فخمة و259 شقة تحمل جميعها علامة سانت ريجيس، إضافة إلى المجمع التجاري “الكوليكشن” للتسوق والترفيه الذي سيضم مجموعة من المطاعم والمقاهي العالمية، إضافة إلى محال تجارية وخدمات من المقرر أن تفتتح جميعها على مراحل خلال العام الجاري. وافتتحت شركة التطوير والاستثمار السياحي عدداً من المنتجعات التي تملكها بالكامل خلال السنوات القليلة الماضية، وهي منتجع “قصر السراب” في صحراء ليوا ومنتجع وسبا جزر الصحراء بجزيرة صير بني ياس. أما فندق “بارك حياة” بجزيرة السعديات، التي تمتلكه شركة أبوظبي الوطنية للفنادق، فيحتوي على 305 غرف وأجنحة وفلل تطل على شاطئ السعديات. وفي الجزيرة، افتتح في الربع الأخير من العام الماضي نادي مونتي كارلو الشاطئي، الذي تملكه شركة التطوير والاستثمار السياحي، وتبلغ مساحته نحو 39500 متر مربع ويشغل موقعاً متميزاً على شاطئ السعديات الممتد على مسافة 9 كيلومترات من الرمال البيضاء والمياه النقية. وروعي في تصميم النادي أن يكون مماثلاً من حيث الخدمات الراقية والرفاهية لنادي مونتي كارلو المطل على شاطئ الريفييرا في إمارة موناكو. وسيحظى أعضاء نادي مونتي كارلو الشاطئ بفرصة الاستمتاع بأسلوب الحياة الفاخر نظراً لما يوفره النادي من مرافق متميزة تشتمل على أحواض سباحة خارجية، ونادٍ صحي، ومطعم يقدم الأطباق العالمية. أما منتجع وسبا ويستن في نادي أبوظبي للجولف الذي تديره “ستاروود هوتيلز آند ريزورتس” العالمية، فيستقطب المنتجع عشاق رياضة الجولف من مختلف أرجاء العالم، والباحثين عن بيئة داعمة للأعمال. ويضم الفندق 172 غرفة فندقية وأجنحة تنفيذية، إضافة إلى جناح رئاسي، ومرافق للاجتماعات تتسع لغاية 1500 شخص وقاعات للمؤتمرات ومركز للأعمال وناد صحي ومنطقة استجمام تضم حوضي سباحة، إضافة إلى 6 مطاعم داخلية وخارجية، وتطل جميع غرف الفندق على ملعب الجولف الذي تم تحديثه وتوسيعه في يناير 2011. أما مشروع القرم الشرقي الذي تطوره وتملكه شركة التطوير والاستثمار السياحي، فيعتبر مشروعاً متكاملاً يضم فندقاً سياحياً ومرافق سكنية وتجارية. ويضم فندق وسبا القرم الشرقي في أبوظبي، الذي تم تدشينه الشهر الماضي وتديره “أنانتارا”، خمسة طوابق تضم 222 غرفة وجناحاً تتراوح ما بين غرف ديلوكس بشرفة و”رويال مانغروفز ريزيدنس” والذي يُعتبر أضخم جناح فندقي في الإمارات، في وقت تستعد فيه الشركة لإنجاز كامل المشروع الذي يضم مرافق سكنية وتجارية بنهاية العام الحالي. ويعد افتتاح فندق وسبا القرم الشرقي الذي يقع على امتداد 1,2 كيلومتر من محمية منطقة القرم الشرقي، إضافة مهمة إلى مشاريع الشركة ومشاريع الضيافة المتنامية التي تحتضنها إمارة أبوظبي من خلال تميزه عن منتجعات أخرى باطلالته على أشجار القرم الشرقي، إضافة إلى أنه يجذب سياح الأعمال والترفيه في آن معاً. ويحتضن مشروع القرم الشرقي بجانب الفندق، مجمعاً سكنياً يضم 220 شقة عالية الجودة، ومركزاً تجارياً، ومرسى يستوعب 30 قارباً، ومن المقرر البدء في تسليم المجمع السكني على مراحل اعتباراً من هذا الصيف وحتى نهاية العام الحالي. وسيتم إنجاز المرحلة الأولى من المجمع السكني والتي تضم 50 شقة سكنية في أغسطس، في حين سيتم إنجاز المركز التجاري، إضافة إلى المرحلة الثانية للأبنية السكنية، والتي تضم 170 شقة بنهاية العام الحالي. وفيما يتعلق بفنادق الأعمال، تم افتتاح فندق روكو فورتيه في نوفمبر الماضي، ويعد المشروع شراكة بين “الفريدة للاستثمارات” وشركة “التطوير والاستثمار السياحي”. وتضم المرحلة الثانية من المشروع برج روكو فورتيه الذي يضم شققاً فندقية ومساحات مكتبية. وبجانب المرافق الترفيهية والرياضية في جزيرة السعديات، فإن الجزيرة بدأت تستقبل حالياً سكانها من خلال البدء بتسليم المرحلة الأولى المكونة من 254 فيلا، والتي بيعت بالكامل وباشر السكان بالانتقال إليها، في وقت سيتم إنجاز المرحلة الثانية التي تتألف من 90 فيلا، خلال الربع الأخير من العام الحالي، على أن تبدأ عملية التسليم بنهاية العام. ويبلغ إجمالي عدد فلل السعديات المكونة من 3 إلى 6 غرف نوم والمتوافرة بالنمط العصري والعربي والمتوسطي 354 فيلا، منها 10 فلل يتم عرضها للزوار وهي “فلل عرض شاطئ السعديات ومركز المبيعات”. وما يميز فلل شاطئ السعديات عن مشاريع أخرى بأبوظبي أنها تتميز بأعلى معايير الجودة وأفضل التشطيبات والتصاميم الخارجية والداخلية والمساحات الواسعة والخصوصية لكل فيلا، إضافة إلى موقع الفلل في جزير السعديات التي تعد مقصداً سياحياً متكاملاً يضم مشاريع فندقية وترفيهية وتجارية وثقافية. ومن المتوقع أن يصل عدد سكان فلل شاطئ السعديات إلى نحو 1400 شخص. وتدرس شركة التطوير والاستثمار السياحي حالياً إنشاء مقصد تجاري وسياحي متكامل في المنطقة الثقافية، عبارة عن وجهة للتسوق تضم متاجر ومطاعم، إضافة إلى مرافق ترفيهية، وستكون في قلب منطقة المتاحف العالمية بالمنطقة الثقافية، ما يجعل الزائر والساكن يستمتع بالتسوق وزيارة المتاحف في آن معاً. وستواصل الجزيرة احتضان مشاريع ثقافية وترفيهية وتجارية مستقبلية، أهمها افتتاح 3 متاحف بدءاً من عام 2015 وهي متحف “اللوفر” و”زايد الوطني” و”جوجنهايم أبوظبي”، إضافة إلى المشاريع الثقافية المتوافرة حالياً في جزيرة السعديات والمتمثلة في منارة السعديات، ومبنى جناح الإمارات الذي يقع بالقرب من منارة السعديات، الذي استضاف العديد من المعارض الفنية والثقافية.