العين ـ صالحة الكعبي:
إنهن وبكل بساطة لا يجدن أنفسهن إلا في هذا العالم البسيط ولا يشعرن بامتلاكهن للأشياء إلا من خلال ما يقمن بعمله وتشجيع من حملهن ويمضين جل وقتهن في غرفة الأشغال اليدوية وبين كراسات الرسم وأقلام التلوين وبين أدوات الخياطة والتطريز والنسيج وتزيين العلب وصنع علب وأشكال منوعة من مخلفات البيئة، والتنافس فيما بينهن على عمل تحفة فنية بسيطة أوصنع شيء مميز من الأدوات المتوفر لهن· تبذل المؤسسة جهودا كبيرة ومساع حثيثة في سبيل إبراز فئة ذوي الاحتياجات الخاصة للمجتمع وذلك من خلال تدعيم أنشطتهم وفعالياتهم وصقل مواهبهم وقدراتهم وأشاركهم بكل البرامج التي تمكنهم من هذه القدرات والإمكانيات· طالبات قسم التأهيل المهني في مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة نموذج يضاف إلى نماذج كثيرة من أبناء فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والذي تضمها مراكز رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات سواء في المؤسسة أو في كافة هذه المراكز داخل الدولة وخارجها ويعبرون من خلال إبداعاتهم وانتاجاتهم للأسوياء عن ان الإعاقة تتحول إلى طاقة يشهد لها الجميع· يتحدث هذا التحقيق عن كيفية التعامل مع الطالبات ''التخلف الفكرية'' وما هي الأساليب التعليمية والتأهيلية التي تخضع لها الطالبات وما هي ابرز إبداعاتهن وانجازاتهن في قسم التأهيل المهني بالمركز·
تعليم وتأهيل
تقول سلمى الساعدي مدرسة متخصصة في قسم التأهيل المهني '' بنات'' : نقوم في قسم التأهيل المهني بتدريس الطالبات اللواتي لديهن القدرة على التعلم ويستوعبن المناهج التدريسية الخاصة بوزارة التربية والتعليم وأساسيات هذه المناهج وهذه الفئة أوالمجموعة من الطالبات يدرسن في المراحل الأساسية '' تمهيدي ، أول ، ثاني ابتدائي'' وتتنوع أساليب التدريس بحسب ما يتناسب مع المستوى الفكري مثل أساسيات الحاسب الآلي وكافة البرامج المتطورة وأجهزة العرض الحديثة التي تمكننا من إيصال المناهج التدريسية بشكل أفضل· وتشير إلى الالتزام الواضح لدى الطالبات من حيث الحرص على الحضور إلى المركز والتفوق الأكاديمي إضافة إلى الالتزام سلوكيا وأخلاقيا وتقبل الكثير منهن من ملاحظات المدرسات والأخصائيات في المركز واهتمامهن بتحسين مستواهن الدراسي للحصول على الدرجات العالية في مختلف الدروس سواء أكان في مادة اللغة العربية أو الرياضيات أوالتربية الإسلامية وغيرها· وتؤكد الساعدي على أن هناك عددا من الطالبات اللواتي لديهن مواهب لابد من استغلالها وتوجيهها التوجيه الصحيح مثل موهبة الإنشاد والإلقاء للأناشيد الوطنية والدينية وتذكر من الطالبات '' افراح النعيمي '' أم بدرية حمدان المنذري التي تعد من الطالبات المتفوقات سلوكيا وأكاديميا·
وتضيف: من خلال احتكاكنا بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة فإننا وجدنا أن من أكثر الطرق التي تنجح في تعديل سلوك هؤلاء الطلاب والطالبات ورفع مستواهم الدراسي هو التودد لهم واحتضانهم بمشاعر الحنان والحب والعطف وتقدير كلامهم والاستماع إلى مشاكلهم وهمومهم وحتى لو وجدنا من بعضهم ما قد يزعجنا فلابد أن نتغاضى عنه في سبيل تحسين مستواهم· كما يعتمد دور المدرسات في التأهيل والتعليم بل تثقيف الطالبات وتعليمهن أمور دينهن وحياتهن والتركيز على تغيير بعض السلوكيات·
منتجات وإبداعات
عن الجانب العملي والذي يتمثل في الأشغال اليدوية والتدبير المنزلي قالت:إن أجمل هدية تقدمها لهن هي إدخال البسمة والفرح إلى قلوبهن وتعليمهن هذه الأشغال البسيطة · كلمات عبرت خلود سامح كوجان مدرسة متخصصة أشغال يدوية''فئات خاصة '' قائلة: هناك مجموعة أخرى من طالبات غير قادرات على التعلم مستواهن العقلي لا يتوافق مع الجانب التعليمي وهذه المجموعة نقوم بتعليمهن مهارات معنية يستطعن استيعابها مثل الأشغال اليدوية · وتبدع الطالبات في عمل تصاميم لوحات من الورود باستخدام الخيوط والقماش ،والتنافس فيما بينهن في أعمال النسيج واللصق والتزيين ·
عدد اليوم
