السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انهيار سوق العقارات العراقية

19 أغسطس 2006 01:40
إعداد - أيمن جمعة: انتعشت أسعار العقارات بقوة بعد انهيار نظام الرئيس العراقي صدام حسين، مع اقبال كثيرين من الاثرياء على العودة الى بلادهم، لكن الاوضاع الامنية المتوترة وخاصة عمليات الاختطاف التي تستهدف بشكل رئيسي كل الاطراف المشاركة في صفقات العقارات، تسببت كما تقول صحيفة التايمز البريطانية في انهيار هذا القطاع· وتقول الصحيفة ''صفقات العقارات في بغداد من الامور بالغة السرية والخطورة في آن واحد· فالبائعون يرفضون وضع علامة للبيع على عقاراتهم، والمشترون لا يكشفون عن الاسعار التي يدفعونها، والسماسرة يخشون على أنفسهم من تهديدات القتل·'' ويقول علي رمزي وهو من أشهر سماسرة العقارات في بغداد منذ 30 عاما ''أطراف الصفقة الثلاثة يخشون من ارتباط أسمائهم بصفقة عقارية لان هذا قد يجعل منهم هدفا رئيسيا لفرق الاعدام أو عمليات الاختطاف·'' ويضيف بنبرة حزن ''لا بد وأن بغداد هي العاصمة الوحيدة التي يخشى فيها السماسرة التحدث عن العقارات المعروضة للبيع· اذا كنت ستبيع فان الخاطفين سيعرفون ان لديك سيولة نقدية·· واذا كنت ستشتري فقد يسارع المسلحون لاختطافك وأخذ أموالك· ويعتقد الخاطفون أيضا ان السماسرة أغنياء، وكثيرا ما يقومون باختطافهم للمطالبة بفدية·'' ونادرا ما يدخل من يريدون بيع منازلهم في مفاوضات خشية ان يكون الامر مجرد كمين لاختطافهم مقابل أموال· ولذا فان الباعة والسماسرة لا يتعاملون الا مع العائلات التي يعرفونها ويثقون فيها· ويؤكد المراقبون أن رمزي وغيره من السماسرة هم هدف رئيسي للجماعات المسلحة الشيعية التي تأخذ عليهم التعامل مع الاجانب· ويقول رمزي ''الشهر الماضي، لقي أفضل أصدقائي حتفه رميا بالرصاص أمام متجره عندما كان يهم لاستقبال احد زبائنه· وقبل ذلك بقليل اقتحم مسلحون في ضاحية الجهاد بشرق بغداد، مكتب أحد السماسرة وقطعوا رأسه ووضعوها على مكتبه لتحذير ثلاثة سماسرة آخرين في الشارع نفسه· وبالفعل أغلق الجميع مكاتبهم·'' ويضيف رمزي ''لا يوجد احصاء دقيق لعدد السماسرة الذين لقوا حتفهم لكن المسلحين الاسلاميين يكنون لنا كراهية شديدة، لقد قتلوا عددا من السماسرة يفوق من قتلوهم من تجار المخدرات والعاهرات·'' وتزداد أزمة سوق العقارات في بغداد مع تهاوي الاسعار في بعض المناطق بنسبة 75 %· ويتذكر رمزي كيف كان يستطيع ان يبيع منزلا بمبلغ مليوني دولار في بعض الضواحي الفاخرة مثل المنصور خلال يوم واحد، لكنه الآن يعتبر نفسه محظوظا لو باع منزلا مماثلا خلال شهر كامل وبربع هذا السعر· وتشير التايمز الى انه بعد حرب العراق، ظهرت تكهنات بطفرة عقارية في العراق وبان الشركات الغربية ستكون بحاجة ماسة لعشرات بل ومئات المنازل والفيلات الفاخرة لسكن العاملين في قطاع التشييد· ولم يحدث ذلك· ففي منطقة مثل الدورا التي كان يمكن استئجار سكن فيها بمبلغ 300 دولار شهريا، فانك تستطيع استئجار المنزل نفسه الان بمبلغ 70 دولارا، وذلك مع افتراض ان هناك من قد يقرر السكن في واحدة من أخطر المناطق بالمدينة· ويندب رجل الاعمال محمد الطاهري حظه لانه دفع مبلغا طائلا قبل ثلاثة أعوام لشراء فيلا في منطقة الاميرية بسبب قربها من المطار بما يوفر وقته بسبب كثرة أسفاره للخارج· لكن الشارع الذي تقع عليه الفيلا والقريب من احد أكبر القواعد الاميركية تحول الى واحد من أخطر الشوارع على مستوى العالم· ويقول ''دفعت حوالي نصف مليون دولار ثمنا للفيلا، واليوم لو قررت بيعها فلن أحصل الا على 150 الفا، مع افتراض ان هناك من قد يريد المخاطرة بالعيش هنا·'' وتتقلص مساحة المناطق التي يمكن وصفها بانها آمنة او راقية او محبذة للسكنى مثل المنصور واليرموك والقادسية والتي يديرها الآن مسلحون، وهو ما يجبر الكثيرين من أصحاب المنازل على ترك عقاراتهم والنجاة بارواحهم· والمفارقة ان واحدة من أسوأ مناطق بغداد وهي مدينة صدر التي يقطنها حوالي مليوني شيعي هي التي تشهد اقبالا متزايدا من العائلات التي تسعى للحصول على حماية جيش المهدي· ---------
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©