الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب الأهلية تشتعل في أميركا بعد 150 عاماً!

الحرب الأهلية تشتعل في أميركا بعد 150 عاماً!
24 يوليو 2011 23:47
يقول رون ميلر “جد جدي شارك في كل المعارك الكبرى في الحرب الأهلية”، وها هو يرتدي بزة جنود الجنوب ليعيد مع آلاف آخرين تمثيل أكبر مواجهة وقعت قبل 150 عاماً في ماناساس. في هذه المدينة الصغيرة الواقعة في فيرجينيا على بعد 40 كيلومتراً عن واشنطن، بدأت فعلاً في 21 يوليو 1861 الحرب بين الأخوة، التي تواجه فيها على مدى أربع سنوات الجنوب والشمال، ووضعت حداً لعبودية السود وجعلت من الولايات لمتحدة أمة واحدة. إعادة تمثيل المعركة على موقعها التاريخي خلال عطلة نهاية الأسبوع، هي من بين مئات الفعاليات من معارض ومؤتمرات وغيرها، ستقام على مدى أربع سنوات لإحياء ذكرى الحرب. انطلقت الفعاليات الخميس الماضي مع خطاب لحاكم فيرجينيا بوب ماكدونل، وعرض للمارينز وحلف اليمين على العلم، في حين راح أشخاص ارتدوا الزي العسكري يستقبلون طلائع الزوار. ويقول رون ميلر (60 عاماً) الذي أتى من ولاية ميريلاند المجاورة، متوجهاً إلى الأطفال الذي ينظرون إليه “هكذا نحشو المدفع”. ويوضح لوكالة الأنباء الفرنسية “أنا شغوف منذ صغري بالتاريخ. اثنان من أجدادي شاركا في كل المعارك الرئيسية في الحرب الأهلية. انخرطا في سن الرابعة عشرة وسن الأربعين وأفلتا من الموت”. في الموقع الممتد على مساحة 600 هكتار نصبت خيام بيضاء، لتشكل بذلك معسكراً للجنود، فيما غرق أحد جنود الكتيبة الحادية عشرة من نيويورك في قيلولة. كيفن زيب (60 عاماً) يتحمل بهدوء سرواله المصنوع من الصوف الرمادي رغم درجات الحرارة المرتفعة. ويوضح “كان هذا لباس الفلاحين والعمال، كان جينز تلك الفترة. وكان الجنود يخيطون عليه شارات كتيبتهم. أما هو فيرفع ألوان ألاباما”. تحت إحدى الأشجار، تقوم كارين كوانبيك (52 عاماً) “بدور كاثرين باربرا برون، وهي مزارعة نظمت مع شقيقها وهو كاهن عملية نقل الجرحى”. كل هؤلاء المتطوعين ينتمون إلى مجموعات من الشغوفين بالتاريخ الذين يقومون في كل أرجاء البلاد بإعادة تمثيل هذه الحقبة. نانسي انويل من سبرينجغيلد (فيرجينيا) أتت كزائرة، لكن سبق أن ترأست واحدة من هذه المجموعات “نجتمع مرة في السنة. ونحاول أن نفهم المعاناة التي مروا بها”. وتقول هذه المدرسة المتقاعدة إن “أجدادها حاربوا في الجانبين”. ويؤكد رون ميلر “اليوم الحرب انتهت. ما أقوم به يهدف إلى تلقين الأطفال التاريخ. من المهم أن يتذكر بلدنا ماضيه”. يجلس دنيس رابيدا (46 عاماً) من نيوجيرسي على كرسي طويل لحضور المراسم، إلا أنه يعتبر “أن الكثير من تباين تلك الفترة لا يزال قائماً الآن مثل العلاقات بين الأجناس. لا تزال المشاكل هي هي من دون حل”. دان باييرز الجندي المتقاعد أتى “لتكريم” أجداده، مشيراً إلى أن “الشماليين اجتاحوا بلادنا” أي الجنوب. في ماناساس بدأت المواجهة في أجواء بريئة، إذ إن جنود الشمال كانوا غير مدربين كفاية، إلا أنهم كانوا على ثقة بانتصارهم على أنصار العبودية. ويقول مؤرخون إنهم كانوا يتوقفون في طريقهم إلى المعركة “لقطف التوت البري”. والمعركة التي أطلق عليها الشماليون اسم “بول ران”، انتهت بهزيمة “اليانكيز” أي الشماليين، ومقتل 900 شخص، وشكلت بداية أربع سنوات من المعارك الطاحنة التي قتل فيها أكثر من 600 ألف شخص.
المصدر: ماناساس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©