الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول الاكتشافات والتحولات العلمية في مواجهة أمراض العصر

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول الاكتشافات والتحولات العلمية في مواجهة أمراض العصر
20 أكتوبر 2010 23:33
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول المحاضرة التي ألقاها الدكتور مايكل براون، بعنوان “الاكتشافات والتحولات العلمية في مواجهة أمراض العصر”، في مجلس سموه بقصر البطين في أبوظبي، والدكتور براون أستاذ في علم الوراثة وحاصل على جائزة نوبل في الفسيولوجيا لجهوده في تطوير عقاقير خافضة للكوليسترول، ويعمل في كلية طب “ساوث يسترن” بجامعة تكساس. وحضر المحاضرة سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وحشد من أساتذة الطب والأطباء الاستشاريين ورؤساء الأقسام والمدعوين. وقدمت الدكتورة مها تيسير بركات المدير الطبي للبحوث والدراسات، استشارية أمراض الغدد الصماء في مركز امبريال كوليدج لندن للسكري في أبوظبي، المحاضر الذي أبدى سعادته لاستضافته في أبوظبي وقال: “شرف كبير أن أحاضر في مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي هذا الجمع من الحضور، مشيراً إلى أنه يزور أبوظبي للمرة الأولى، وهي أيضاِ الزيارة الأولى للشرق الأوسط”. مخاطر الكوليسترول الضار قال الدكتور مايكل بروان في مستهل محاضرته إن وجود الكوليسترول الضار في الدم يشكل خطورة ويؤدي إلى انسداد الشرايين، حيث إن هذا النوع من الكوليسترول لزج ويلتصق بجدران الشرايين ما يؤدي إلى تضيقها ثم انسدادها وحدوث النوبات القلبية، موضحاً أن النوبات القلبية تقتل سنوياً نحو 100 ألف شخص على مستوى العالم. وقال الدكتور مايكل براون إن هناك علاقة قوية بين الكوليسترول منخفض الكثافة (الضار) والإصابة بالسكتات القلبية بالذات عند الفئات العمرية التي تزيد على 55 عاماً، كما أن لطبيعة الجسم دوراً في حدوث الإصابة، وتساءل عن سر انخفاض نسبة النوبات القلبية في الصين. وأضاف قائلا “في واقع الأمر جسم الإنسان ينتج من خلال الكبد مستقبلات تنتشر في الدم تعمل على التقاط الكوليسترول ويتم التخلص منه، وفي حالة انخفاض نسبة المستقبلات التي ينتجها الكبد تزداد نسبة الكوليسترول الضار في الدم وهنا تزداد نسبة الإصابة بالسكتات القلبية. وأضاف براون أن نسبة الكوليسترول عند الطفل حديث الولادة هي من 25 إلى 50 ملم وعند الشخص الذي يبلغ عمره 40 عاماً تكون نسبة الكوليسترول الطبيعي 130 ملم وهو المستوى الطبيعي، بينما في الصين نسبة الكوليسترول عند الغالبية من 80 إلى 130 ملم، والذي يحدث أن الطعام الذي نتناوله يحتوي على نسبة عالية من الدهون حيث نتناول اللحوم بشكل شبه يومي ما يؤدي الى تراكم الكوليسترول في اجسامنا وفي الاوعية الدموية ما يرفع من نسبة الكوليسترول في الدم، ومع زيادة نسبة الدهون في الجسم تعمل هذه الدهون في الكبد على وقف إنتاج المستقبلات ما يرفع من نسبة الكوليسترول، وبالتالي حدوث انسداد في شرايين القلب والأوعية الدموية وحدوث السكتات القلبية”. وأوضح مايكل أنه تم العمل على انتاج وتطوير عقاقير تعرف بـ “الاستاتين” تجعل الكبد ينتج المزيد من المستقبلات في الكبد والتي تعمل على التخلص من الكوليسترول وبالتالي انخفاض مستواه في الدم. السكري.. وباء عالمي وقال الدكتور براون إن مرض السكري تحول إلى فرض وبائي في أنحاء العالم، وتعتبر الإمارات ثاني بلد في العالم من حيث انتشار المرض موضحاً أن الغذاء غير المتوازن والوفرة الكبيرة في الغذاء يرفعان من نسبة الإصابة إلى جانب العوامل الأخرى ومنها الوراثة وقلة الحركة، موضحاً أن طبيعة الحياة في الماضي تحديداً في الصحراء وقلة الغذاء كان لها دور في منع حدوث الإصابة بالسكري. وأضاف أجريت في وقت سابق دراسة على عينة تبلغ أعمار أفرادها 55 عاما من المصابين بمرض السكري، ومجموعة أخرى غير مصابة بالسكري وتمت مراقبتهم لمدة من 15 الى 20 عاما، حيث عندما بلغ المشمولون بالدراسة 70 عاما تبين ان 60% من الفئة غير المصابة بالمرض ظلت على قيد الحياة و20% فقط من المصابين بالسكري، ومن هنا يعتبر مرض السكري مرضاً قاتلاً وفتاكاً وبالذات في حال بدء العلاج بشكل متأخر. وأكد أنه وفق الدراسات العالمية تعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق انتشاراً لمرض السكري، والإمارات من أكثر دول المنطقة انتشاراً للمرض، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات تزيد بين المصابين عندما يبلغون عمر 60 عاماً فأكثر ما يتطلب اهتماماً أكبر بالإجراءات الوقائية لمنع حدوث الإصابات. وأضاف بروان أن 20% من مرضى السكري في الإمارات على سبيل المثال يحتاجون الى عملية جراحية مشيرا الى أن المريض يحتاج الى تناول 300 وحدة انسولين اذا كان مستوى السكر 400 ولكن المريض الذي أجرى العملية تم حقنه بعشرين وحدة انسولين فقط وبعد أسبوعين توقف عن تناول الانسولين حيث أدت العملية الى تحسن المرضى. وقدم براون شرحاً عن آلية حدوث مرض السكري موضحا أنه عندما يتم تناول الطعام ترتفع نسبة السكر في الدم ويفرز البنكرياس هرمون الأنسولين الذي يعطي إشارات للعضلات للعمل على حرق السكر من خلال الطاقة ما يساعد على الحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم، وعندما نتناول كميات أكبر من الطعام إلى جانب وجود عوامل أخرى يزداد الضغط على البنكرياس لانتاج مزيد من الانسولين والذي يجد مقاومة في العضلات فيتحول السكر الى دهون في الخلايا وبالتالي يفشل البنكرياس في إنتاج مزيد من الأنسولين فتحدث الاصابة بالسكري، كما أن حقن الجسم بمزيد من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر شبه الطبيعي في الجسم، يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم والتي تتراكم في الكبد والقلب وترفع من نسبة الإصابة بأمراض القلب والفشل الكلوي وغيرها من المضاعفات، وأضاف أن الحل الأمثل هو المحافظة على ممارسة الرياضة بشكل مستمر والإقلال من تناول الطعام الغني بالدهون للحفاظ على وزن مثالي لتجنب الإصابة بالسكري. تطوير طرق العلاج أشار الدكتور براون لما جرى قبل عدة سنوات من تطوير لطريقة علاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة بإجراء عملية جراحة لتحويل مجرى الطعام من المريء الى الجزء السفلي من الامعاء، ما يساعد على تخفيض الوزن عند الاشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة، حيث ثبت نجاح هذه الطريقة في علاج السمنة ومرض السكري أيضاً عند 84% من المرضى. وأوضح أن فائدة هذه الطريقة الجراحية تعود إلى أن الجزء العلوي من المعدة مسؤول عن انتاج بروتين هرموني يذهب الى العضلات ويعمل على حرق المزيد من السكر، وبالتالي هناك شريك لهرمون الأنسولين في حرق السكر في الجسم، ووجد انه عندما يصاب الشخص بالبدانة وتمتلئ المعدة بالطعام يقل بل ينعدم إفرازها للهرمون البروتيني، ومن هنا يتم إجراء تحويل مجرى الطعام لتحفيز المعدة على إنتاج الهرمون الذي يساعد على حرق السكر في الجسم ومنع حدوث الإصابة بالسكري وحدوث السمنة أيضاً. واكد أن الأبحاث تتركز حاليا على عزل الهرمون البروتيني من خلال شركة ابحاث في سان فرانسيسكو تمهيدا لإنتاج عقار علاجي للسمنة يقوم بدور هذا الهرمون للاستغناء عن العمليات الجراحية لتحويل مجرى الطعام، وهذا العقار في حال إنتاجه سيساعد كثيرا على مكافحة مرض السكري أيضا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©