عند الحديث عن السيارات رباعية الدفع «المصفحة»، والقادرة على القيام بالمهام الكثيرة المتعددة التي يرغب فيها السائق، بدايةً من القيادة بسلاسة على الطرقات المعبدة الرسمية، خروجاً منها على الطرقات الرملية والترابية، وصعوداً أو نزولاً على الطرقات الجبلية والوعرة، لا يمكن تجاهل السيارات الأميركية، خصوصاً «الهامفي» أو «الهامر»، هذه السيارة التي كانت وما زالت قبل طرحها للمستهلكين في الأسواق العالمية، سيارة الجيش الأميركي الأولى التي لا غنى عنها، ولكن يبدو أن المنافسة الروسية قادمة بقوة في هذا المجال.
قبل خمس سنوات تقريباً، وبالتحديد في عام 2009، قامت الشركة الروسية «دارتز موتورز»، بعرض أول سيارة مصفحة يمكن وصفها بالمنافس الحقيقي للسيارات الأميركية المصفحة، وذلك خلال معرض الدفاع الدولي «أيدكس»، الذي يُقام سنوياً في العاصمة الإماراتية أبوظبي. حيث تمكنت السيارة الروسية بنسختيها «بوليت كومبات تي 98» العسكرية، و«بمرمبرون» المدنية، من لفت أنظار عشاق السيارات رباعية الدفع ذات المهام المتعددة، وشدتهم إلى ميزاتها وخصائصها الغير مسبوقة في عالم السيارات من هذه الفئة.
شهرة محدودة
رغم ما جاءت به السيارة الروسية على كافة الأصعدة، بدايةً من حجرة القيادة، التي وفرت للسائق والركاب كل سبل الراحة، وأحدث التقنيات المتعارف عليها، بالإضافة إلى تقديمها أعلى مواصفات الرفاهية الفائقة، المتعارف عليها في السيارات الأوروبية الفارهة، مروراً بقوة محرك السيارة والتقنيات الميكانيكية المستخدمة بها، وانتهاءً بهيكل السيارة فائق القوة الذي يشبه إلى حد كبير سيارات الجيش الروسي القديمة من نوع «روسو بالت» المصنعة في العام 1914 والتي اعتبرت في تلك الفترة بأنها أوَّل سيارة رباعية الدفع، والمستنسخة عنها من حيث قدرتها العالية جداً على تحمل الظروف الجوية السيئة جداً، مهما كانت حدتها، والتأقلم ما كافة أنواع الطرقات والأرضيات التي تسير عليها المركبة.
رغم كل هذه الميزات والمواصفات التي جاءت بها سيارة الدب الروسي، إلا أن شهرة بمرمبرون وبوليت كومبات ما زالت محدود للغاية، ورغم أن الكثير من مشاهير الفن والسينما على المستوى العالمي، قد تمكن من الحصول على نسخته من هذه السيارة المصفحة، القادرة على الصمود ومقاومة الألغام بكفاءة عالية، بالإضافة إلى أنها مضادة للمتفجرات والقذائف الصاروخية، بفضل الهيكل الضخم والمصنع من مواد خاصة، تحمي السيارة ومن بها من ركاب، خصوصاً أن حجرة القيادة تمتاز بأنها مصفحة بالكامل، ورغم ذلك تأتي في نفس الوقت بصالون ملكي فاخر، والكثير من ميزات الرفاهية التي تأتي بسيارات الصالون الفارهة.
بمرمبرون ناجيل
ومع أن السيارات الروسية المصفحة هذه تعتبر من أغلى سيارات المهام المتعددة رباعية الدفع في العالم، حيث يبدأ سعرها من مليون دولار، ليصل إلى مليوني دولار حسب الفئة والمواصفات التي يختارها العميل، إلى أن الشركة الروسية عكفت على إنتاج نسخة جديدة من سياراتها المصفحة هذه، لا تنافس سيارات الهامر الأميركية، بل تنافس السيارات الرياضية الإيطالية والألمانية وحتى الإنجليزية، وذلك من خلال نسختها «بمرمبرون ناجيل»، التي تمتلك قوة هائلة لم تأتي بها أي من محركات أشهر السيارات الرياضية السريعة في العالم، وصل إلى 2000 حصاناً.
حيث جاءت سيارة ناجيل الروسية على غرار تصميم مدرعة سبورتاك الروسية لسحب اليخوت، وسارع على نفس النهج العام للصناعة الروسية الأكثر تفوقاً، حيث أظهرت السيارة التي تتخذ من روح اليخوت السريعة طابعاً لها، إبداعاً جديداً يمزج بين القوة والسرعة، وآخر وأحدث التقنيات في عالم السيارات الرياضية السريعة، بالإضافة إلى التصميم المصفح، الذي يوحي بالقوة الهائلة التي تخفيها السيارة حتى عند ثباتها وعدم حركتها، وهو مما أعطى السيارة المزودة بمحرك ذو قوة هائلة تصل إلى 2000 حصاناً، صفة السيارة المصفحة الأسرع في العالم، على غرار النسخ رباعية الدفع.
ضد الهجمات
تتمتع ناجل بدرع غاية في القوَّة، يمكنها من صد جميع أنواع الهجمات، وحماية ركابها من محاولات الاغتيال تحت أسوأ الظروف، بفضل سرعتها الكبيرة التي تصل إلى 250 كم في الساعة، هذا وتمتاز السيارة الجديدة بقدرتها الهائلة على جر أوزان تصل إلى 5 طناً بأحجام تصل إلى 15 متراً، مع استمرارها في الانطلاق، لتوفر السيارة لقائدها وعلى حد تعبير الشركة المنتجة، فرصة لحماية قاربك من السرقة أيضاً في حالة كان في خطر.
تجدر الإشارة إلى أن السيارة سميت بهذا الاسم تيمّنا بسائق الراليات الروسي أندرى ناجيل، وإحياءً لذكراة، الذي انتصر في سباق مونت كارلو عام 1911.
عدد اليوم
