بيروت -''الاتحاد''- القدس المحتلة - وكالات الأنباء: في اختراق للهدنة الهشة في لبنان، قامت قوات من الكوماندوز الإسرائيلي بعملية انزال فاشلة على قرية بوادي غرب بعلبك (شرق لبنان) واسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي واصابة جنديين، فيما زعمت تل ابيب انها قتلت 3 من عناصر ''حزب الله''، وهو ما نفاه الحزب·
وأشارت مصادر لبنانية إلى أن العملية كانت تستهدف خطف محمد يزبك القيادي بـ''حزب الله'' أو العثور على الجنديين الإسرائيليين المختطفين، بينما زعمت إسرائيل أنها استهدفت منع نقل أسلحة من سوريا وإيران إلى ''حزب الله''·
وأعلن ''حزب الله'' أنه عند الساعة الرابعة من فجر أمس قام الطيران المروحي الإسرائيلي بمحاولة انزال فاشلة في منطقة بوداي ( على مسافة 15 كيلومتراً غربي مدينة بعلبك)، حيث واجهها رجال المقاومة بمختلف أنواع الأسلحة·
وذكر بيان للحزب أن قوة كوماندوز إسرائيلية قدمت من جهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان وانزلت سيارتين عسكريتين من نوع ''هامر'' في المنطقة الجردية بالقرب من بلدة بوداي تحت غطاء كثيف من النيران، وقامت الطائرات الحربية بالاغارة على محطة كهرباء بوداي وجسر حوش بردى قرب بعلبك، فدمرتهما وقطعت التيار الكهربائي عن البلدة كما اغارت على المرتفعات الجردية في بلدة طاريا القريبة·
وأضاف البيان أن القوة الاسرائيلية المغيرة وقوامها حوالي 200 جندي، وقعت في كمين للمقاومة عند مدخل البلدة الجنوبي ودارت اشتباكات عنيفة، حاول خلالها جنود الاحتلال الفرار فلجأوا الى حقل قمح في سهل بوادي، غير ان المقاومين لاحقوهم واشتبكوا معهم لفترة تزيد عن الساعة·
واوضح البيان بأن الطيران الاسرائيلي تدخل بكثافة وقصف محيط مكان وجود عناصر القوة المغيرة عشرات المرات، وغطت المروحيات العسكرية بالنار المنطقة، وعملت مروحيات أخرى على تحميل السيارتين العسكريتين واخلت القتلى والجرحى من ارض المعركة· وأكدت المقاومة تحقيق اصابات كثيرة بين جنود الاحتلال لاسيما في حقل القمح حيث غطت الارض بقع كبيرة من الدماء، وعثر على عدد من الضمادات ومعدات حربية لم تستطع عناصر القوة حملها من المكان·
واكد مصدر مسؤول في ''حزب الله'' أن العملية الفاشلة أسفرت عن اصابة سبعة جنود إسرائيليين على الأقل لا زالت بقع دمائهم في ارض المواجهة شاهدة على ذلك، اضافة الى الضمادات الكثيرة التي استخدمت في وقف نزف دمائهم، واشار الى ان العملية الاسرائيلية فشلت فشلاً ذريعاً·
وقال إن الجنود الإسرائيليين كانوا يرتدون بزات شبيهة بالبزات التي يرتديها الجيش اللبناني للتمويه·
وشدد متحدث باسم المقاومة على ان العناصر الإسرائيلية حاولت عبثا السيطرة على مدرسة بوادي·
ونقلت الوكالة الوطنية للانباء ''اللبنانية'' عن مزارع يدعى جمعة الحمد يعمل في أرض مجاورة لمكان الانزال أن مركبتين من نوع ''هامر'' و''ويلس'' كانتا تسيران من دون أنوار، كشفهما المقاومون واشتبكوا مع عناصر المركبتين الذين كانوا يرتدون زيا للجيش اللبناني فسلكتا طريقا ترابيا في سهل بوداي واستمرت الاشتباكات حوالي نصف ساعة حيث قامت الطائرات المروحية بسحب العناصر مع المركبتين·
وعند معاينة المكان تبين وجود بقع كبيرة من الدماء منتشرة على مساحات واسعة منه وآثار إطارات للسيارات تصل إلى المكان إضافة إلى بوصلة تعطي وميضا خاصا لتحديد مكان هبوط المروحيات الذي تم على حصيد القمح·
وشبهت مصادر أمنية لبنانية عملية الانزال الفاشلة بعملية اختطاف الحاج مصطفى الديراني من منزله في كسرنبا عام ،1990 حيث استخدمت في عملية انزال جوي في حينه سيارتي هامر وقوة كبيرة، ولم تتضح الاهداف التي كانت تنوي القوة المجوقلة الوصول اليها وما اذا كانت تستهدف اختطاف مواطنين·
وكانت مقاتلات ومروحيات وطائرات استطلاع إسرائيلية بدون طيار حلقت قبيل العملية فوق بلدتي يمونه وبوداي غرب بعلبك على بعد 85 كيلومترا شمال شرق بيروت، وسبق ذلك تحليق الطيران الاسرائيلي بكثافة فوق المناطق الجبلية الى الغرب من بعلبك·
وخلال العدوان الاسرائيلي على لبنان قامت اسرائيل في 2 أغسطس بعملية انزال جوية مجوقلة قرب مدخل بعلبك الشرقي اختطفت خلالها خمسة اشخاص لادراجهم على ما يبدو في اي عملية تبادل اسرى محتملة مع ''حزب الله''·
عدد اليوم
