الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رب العالمين بشر رسوله بفتح اليمن والشام والمغرب

22 يوليو 2013 22:01
القاهرة (الاتحاد) - كان في الحفر بالخندق أحاديث فيها عبرة في تصديق رسول الله وتحقيق نبوته وعاين ذلك المسلمون، قال ابن إسحاق وكان مما بلغني، عن سلمان، قال ضربت في ناحية من الخندق فغلظت على صخرة فعطف على رسول الله وهو قريب مني ورأى شدة المكان عليّ، نزل فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى، فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما هذا الذي رأيت يلمع تحت المعول وأنت تضرب به فقال: «أوقد رأيت ذلك يا سلمان؟ فقلت نعم فقال أما الأولى فإن الله عز وجل فتح عليّ بها اليمن، وأما الثانية فإن الله عز وجل فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح عليّ بها المشرق». حفر الخندق استبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعود صادق، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، وقال المنافقون ألا تعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم بالباطل يخبركم أنه بصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا. قال النووي، في هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم، ووجد جميع ذلك. ويؤكد الإمام ابن حجر تحقق هذه النبوءات النبوية، فينقل عن ابن عبد البر وغيره قولهم، افتتحت اليمن في أيام النبي وفي أيام أبي بكر، وافتتحت الشام بعدها، ثم العراق وفارس، وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد وقع على وفق ما أخبر به النبي وعلى ترتيبه. ويعود دخول أهل اليمن في الإسلام إلى عهد الرسول عندما أرسل علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، فاستجابوا من دون تردد أو معارضة، وكانت همدان أول من أسلم ودخلت القبائل وبقي أهل نجران على المسيحية، وكانت اليمن في تلك الأثناء منقسمة بين قوى قبلية هي حمير وحضرموت وكندة وهمدان، وبين حكم فارسي في صنعاء وعدن، وبين جيب في نجران للنفوذ الروماني الحبشي، وهو الذي كان فيه نصارى نجران. دعوة ولم يأت إسلام أهل اليمن دفعة واحدة أو في زمن واحد أو بوسيلة واحدة، وإنما كان لكل قوة وقبيلة أسلوب انتهجه واتبعه معها الرسول صلى الله عليه وسلم، فدخلت حضرموت في الإسلام بعد إرسال النبي كتاباً إلى ملكها وائل بن حجر الحضرمي، وبعث رسالة إلى باذان حاكم اليمن من قبل الفرس دعاه فيها إلى الإسلام، فاستجاب وأقره الرسول عاملاً عليها. وجاءت وفود بقية القبائل، مثل كندة، وإقليم حضرموت، وتهامة اليمن، ودخلها الإسلام بين العام السادس للهجرة وعام الوفود في السنة العاشرة، باستثناء نصارى نجران. استقبال حافل أما فتح الشام، فقد كان الروم يستعبدون سكانها وهؤلاء يتطلعون للخلاص منهم، والمشهور في التاريخ ما كان من الاستقبال الحافل للفتح وقدم سكان تلك المناطق المساعدات للجيوش الإسلامية الفاتحة، وفتح أهل حمص أبواب مدينتهم لخالد بن الوليد بلا قتال. وكانت بلاد الشام تشكل مركز الإمبراطورية الرومانية الشرقية ولها أهميتها فيها، وفي عهد أبي بكر الصديق أرسل الحملة التي كان أعدها الرسول بقيادة أسامة بن زيد ونجح في صد هجمات الروم، ثم طلب أبو بكر من خالد بن الوليد التوجه لقيادة الجيوش الأربعة إلى الشام وفى معركة أجنادين «13 هـ - 634 م» نجح خالد في تنظيم جيشه المكون من أربعين ألف مقاتل واستولى على شرق وشمال فلسطين، وفي عهد عمر بن الخطاب استطاع المسلمون فتح بلاد الشام بأكملها بعد معارك في كافة بقاع الشام، وفي معركة اليرموك «15 هـ - 636 م». معركة نهاوند وجاءت النبوءة الثالثة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، إذ بدأت الفتوح وفي ربيع سنة 632م بدأت الغزوات الإسلامية العربية الأولى لبلاد الفرس. اختار عمر بن الخطاب، سعد بن أبي وقاص لقيادة الجيش وهزم الجيش الساساني الكبير الذي كان بقيادة الجنرال رستم فروخزاد في معركة القادسية وسقطت مدينة المدائن، ثم كانت النتيجة الفتح الإسلامي لباقي أراضي الإمبراطورية في بلاد فارس، وحاول عدد من حكام فارس الساسانيين دمج قواتهم لإيقاف الغزوات الإسلامية، وتمت هزيمة هؤلاء الحكام في معركة نهاوند، وأدى الفتح الإسلامي لبلاد فارس «637 -651» إلى نهاية الإمبراطورية الساسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©