القاهرة-الاتحاد: اكد الرئيس المصري حسني مبارك ان المرحلة الراهنة من العمل العربي لا تتحمل اي نوع من المزايدات الرخيصة ويجب ان تتوحد كل الجهود للم الشمل العربي، وذلك في ما اعتبره مراقبون انتقادا غير مباشر للخطاب الاخير للرئيس السوري بشار الاسد· وحذر في تصريحات نشرت امس من اي محاولات للتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وقال ان لبنان لم يطلب اي دعم عسكري من مصر لان العمليات العسكرية التي كانت تتم لها ظروفها الخاصة التي تبعدها عن عمل الجيوش النظامية·
وأكد مبارك وقوف مصر بكل امكانياتها مع الشعب اللبناني لاجتياز المحنة التي تعرض لها، وقال ان بلاده كانت وستظل دائما سندا ودعما قويا لكل الاشقاء العرب· مؤكدا ان مقاومة المحتل حق طبيعي للشعوب شرط ان تكون نابعة من ارادته الوطنية الحرة وبما يتوافق مع مصالحه الوطنية العليا·
وقال ان مصر حريصة على حماية لبنان والحفاظ على سيادته واستقلاله وان وحدة اللبنانيين وتماسكهم وعدم فرقتهم تمثل ضرورة قصوى خلال الفترة المقبلة·
وشدد على ان ''حزب الله'' جزء من النسيج اللبناني ويجب الابتعاد عن اي اسباب تؤدي للشقاق او الخلاف الداخلي لانه يصبح خطرا يهدد وحدة لبنان·
واضاف ان القيادة والشعب اللبناني قادران على تجاوز الازمة الحالية وحل اي خلافات عارضة بين التيارات السياسية الداخلية لكي تظل مصالح لبنان العليا هدفا يسعى الجميع الى تحقيقه· واوضح ان موقف مصر من عدم ارسال اي قوات الى الخارج يتم بمقتضى الدستور والقوانين المصرية، مشيرا الى ان ارسال قوات مصرية في حرب تحرير الكويت تم بموافقة البرلمان المصري وكان له ظروفه الخاصة· وقال ان بلاده تؤيد عقد اي قمة عربية مادام هناك اعداد جيد وتوصيات محددة تتمخض عنها وتؤدي الى دعم التعاون العربي وليس مجرد اجتماع روتيني لا تصدر عنه قرارات ترضي طموحات وامال الشعوب في كل الدول العربية·
وشدد مبارك على اهمية ايران في المنطقة، وقال ان الصراع بين الولايات المتحدة وايران لابد ان يتم حله بالطرق الدبلوماسية والحوار المباشر، محذرا من ان اي محاولة لضرب ايران تعني نهاية الاستقرار في المنطقة وفي العالم· وقال ''سبق ان حذرت من ضرب العراق وافغانستان لان الاثار المترتبة عليها ستكون اكثر فداحة من الخسائر التي تنتج عن الحروب وما يحدث اليوم في العراق خير دليل على ذلك''·
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها واستغرابها ازاء قيام الجيش الاسرائيلي بشن هجوم على مواقع لبنانية في البقاع فجر أمس، وقالت ان هذا الهجوم يعود بالمنطقة الى ما قبل اصدار قرار مجلس الامن 1701 وما تبعه من وقف العمليات العسكرية· مشددة على أهمية التزام اسرائيل بالقرار الدولي واحترام وقف النار وعدم السماح بعودة القتال مرة أخرى تحت أي ذريعة أو القيام بأعمال من شأنها تصعيد التوتر ودعوة الطرف الاخر الى الرد والدخول في سلسلة من الافعال وردود الفعل المضادة لها وبما يؤدي الى تجدد المواجهات·
واجرى وزير الخارجية أحمد أبوالغيط اتصالات مع وزراء خارجية بعض أعضاء مجلس الامن لحثهم على التدخل ووقف هذا الانزلاق الى العمليات العدائية مرة أخرى· في وقت اكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية ان مبارك سيلتقي اليوم الاحد في القاهرة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وغدا الاثنين مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح·
عدد اليوم
