السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعد بن أبي وقاص رفض رغبة أمه بترك الإسلام فأيده القرآن

22 يوليو 2013 22:02
أحمد مراد (القاهرة) ـ هو سعد بن مالك بن أهيب بن أبي وقاص، أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتاً، أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، وجده أهيب بن عبد مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في مكة سنة 23 قبل الهجرة، ونشأ بين أهل قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القِسِي، وكان هذا العمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو، وكان رضي الله عنه يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم، ويتعرف على البلاد الأخرى عن طريق الحجيج الوافدين إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها من كافة بلاد الجزيرة العربية. محاولات الأم وكان سعد بن أبي وقاص ممن دعاهم أبو بكر الصديق للإسلام، فأسلم رضي الله عنه مبكراً، وهو في السابعة عشرة من عمره، وبعد إسلامه سمعت أمه بخبر إسلامه، فثارت ثائرتها وغضبت عليه غضباً شديداً، فأقبلت عليه تقول: يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً عليّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت ويعيرك الناس أبد الدهر. فقال رضي الله عنه لأمه: لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء. إلا أن أمه اجتنبت الطعام ومكثت أياماً على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها، فلما رأها سعد قال لها: والله لو كان لك ألف نفس ونفس فخرجت منك نفساً بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء. فلما رأت أمه الجد أذعنت وأكلت وشربت، وفي هذه الواقعة نزل قول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، «العنكبوت: الآية 8». ثم بعد ذلك نزل قول الله تعالى: (وَوَصّيْنَا الإنْسانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أمُّهُ وَهْناً على وَهْن وفِصَاله في عامَيْن أن اشْكُر لي ولوالدَيْكَ إليّ المَصير وإن جاهَدَاك على أن تُشْرِك بِي ما ليْسَ لك بِهِ عِلم فلا تُطِعْهما وصَاحِبْهُما في الدنيا مَعْروفـاً واتّبِع سَبيـل مَنْ أنابَ إليّ ثُمّ إليّ مَرْجِعكـم فَأنَبّئَكـم بما كُنْتُم تعملـون)، «لقمان: الآيتان 14 - 15». أصحاب الشورى وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد فرسان الإسلام الأوائل، وهو أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وهو أحد الستة أصحاب الشورى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى سعدٍ قائلاً: «هذا خالي، فليرني امرؤ خاله»، وجمع النبي لسعد رضي الله عنه أبويه يوم أُحد، فقد قال له: «ارمِ سعد، فداك أبي وأمي». لم تعد حياة سعد ضياعا في أحاديث التجارة أو اللغو، ولم يعد عمله في صنع السهام والقِسِيّ من أجل الربح، بل أصبح عمله جميعه موجها لهدف واحد، هو نصرة الدين، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة؛ فقد شهد مع النبي غزوة بواط وكان يحمل لواءها، وغزوة أُحد، وكان الرسول يعتمده في بعض الأعمال الخاصة. توفِّي سعد رضي الله عنه في قصره بالعقيق على بعد خمسة أميال من المدينة، وذلك عام 55هـ، وقد تجاوز الثمانين، وهو آخر من مات من المهاجرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©