الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سدوم» تحت مياه البحر الميت بعدما جعل الله عاليها سافلها

«سدوم» تحت مياه البحر الميت بعدما جعل الله عاليها سافلها
22 يوليو 2013 22:02
قال سبحانه وتعالى: «ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين»، «سورة العنكبوت: الآية 31»، حيث أوضح الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن هذه القرية التي ذكرت في الكتاب العزيز المقصود بها قرية سدوم، وهي القرية التي كان يعيش فيها نبي الله لوط عليه السلام. مدينة سدوم كما ذُكر في كتاب أطلس تاريخ الأنبياء والرسل تقع في نطاق غور الأردن، وقيل أيضا إنها تقع تحت مياه البحر الميت وبالبحر الميت بقعة أصابها العذاب الأليم الذي أنزله الله تعالى على هؤلاء القوم وتسمى هذه البحيرة بحيرة لوط عليه السلام. حسام محمد (القاهرة) ـ يرى بعض العلماء أن البحر الميت لم يكن موجوداً قبل هذا الحادث وإنما حدث من الزلزال الذي جعل عالي البلاد سافلها وصارت تحت سطح البحر بنحو 392 متراً، وقد اكتشف الأثريون شيئاً من هذه المدن المنكوبة على حافة البحر الميت. وفي تفسير الآية، قال ابن كثير إنه لما استنصر لوط عليه السلام بالله عز وجل على قومه، بعث الله تعالى لنصرته ملائكة في صورة شبان حسان، فلما رآهم كذلك اغتم بأمرهم إن استضافهم خاف عليهم من قومه وإن لم يضيفهم خشي عليهم منهم ولم يعلم بأمرهم وقت دخولهم عليه، فقالوا له «لا تخف»، وذلك كان جبريل عليه السلام واقتلع قراهم من قرار الأرض ثم رفعها إلى عنان السماء ثم قلبها عليهم، وأرسل الله عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، وجعل الله مكانها بحيرة خبيثة منتنة وجعلهم عبرة إلى يوم القيامة وهم من أشد الناس عذاباً يوم الميعاد. ?وقال العلماء: في قرية سدوم اكتشفوا أن بها الكهف الذي لجأ إليه لوط عليه السلام وبناته بعد العقاب الذي حل بمدينتي سدوم وعمورة نتيجة اقتراف أهلها الفاحشة واللواط. عادة سيئة وقوم لوط كانوا يأتون الرجال دون النساء ومدينتهم أو قريتهم تسمى سدوم، نصحهم سيدنا لوط كثيراً بأن يتركوا هذه العادة السيئة التي يهتز لها عرش الرحمن لكنهم يأبون ويرفضون، وفي ليلة أتى إلى لوط رجلان جميلان وهما من الملائكة، ولوط لا يعلم أنهما ملكان مرسلان، فلما شاهد جمال الملكين أنكرهما لأنه لا يعرفهما وخاف عليهما من قومه الذين يحبون الذكور، فشاهد قوم لوط، الضيوف فاستبشروا خيراً وذهبوا إلى بيت لوط، فطرقوا الباب، فكان لوط وحيداً لا ولد ولا عشيرة تدافع عنه، فخرج عليهم يواري ضيوفه لكي لا يشاهدوهم.. فخرج الملكان فقالا للوط، نحن لسنا بضيوف إنما رسل الله وأتينا لندمر القرية، فأمراه أن يخرج بأسرته ويمضي لخارج القرية، فـعميت أبصار أهل القرية، ولم تشرق الشمس إلا على آثار أهل سدوم وبقاياها .. فلم يبق منها إلا أكوام حجر وملح ورماد. العذاب الإلهي و«سدوم» واحدة من مدن قوم لوط وأحيائهم التي كانت من بلاد الأردن على مقربة من البحر الميّت.. وكانت أرضها خصبة كثيرة الأشجار، إلاّ أنّ هذه الأرض بعد نزول العذاب الإلهي على هؤلاء الظالمين من قوم لوط قلب عاليها سافلها وتهدّمت مدنها وسمّيت المؤتفكات «أي المقلوبات»، وذهب بعضهم إلى أنّ آثار هذه المدينة الخربة غرقت في الماء ويزعمون أنّهم رأوا في زاوية من البحر الميّت أعمدتها وآثارها وخرائبها الأخرى، في حين أنّ بعضهم يعتقد أنّ مدينة لوط لم تغرق بعدُ ولا تزال على مقربة من البحر الميّت منطقة مغطّاة بالصخور السود ويحتمل أن تكون هي محلّ مدينة قوم لوط، وقيل إنّ مركز إبراهيم كان في مدينة «حبرون» على مسافة غير بعيدة من «سدوم» وحين نزل العذاب والصاعقة من السماء أو الزلزلة في الأرض واحترقت «سدوم»، كان إبراهيم واقفاً قريباً من حبرون وشاهد دخان تلك المنطقة المتصاعد في الفضاء بأُمّ عينيه، ومن مجموع هذه الكلمات تتّضح الحدود التقريبية لهذه المدينة وإن كانت جزئياتها لا تزال وراء ستار الإبهام. بحيرة لوط ومن أكثر الخصائص البنيوية لبحيرة لوط، وذلك الدليل الذي يظهر واقعة الدمار كما رواها القرآن. ?هناك قسم يشبه اللسان يشكل شبه جزيرة في شرقي بحيرة لوط، وهو يمتد داخل البحيرة وقد أطلق العرب على هذا القسم اسم «اللسان»، وهو يقسم قاع البحيرة تحت الماء إلى قسمين، ولا يبدو هذا ظاهراً للعيان فوق اليابسة. ومع أن القاع في يمين شبه الجزيرة هذه هو على عمق 400 م، فإن الجانب الأيسر منها ضحل إلى درجة محيرة. 1800 قبل الميلاد حسب التقديرات: فإن قصة قوم لوط التي يرويها القرآن تعود إلى 1800 قبل الميلاد، وقد لاحظ خبراء الجيولوجيا من خلال دراساتهم الجيولوجية والأثرية، أن مدينة سدوم كانت تقع في وادي سديم الذي كان يشغل النهاية القصوى والأكثر انخفاضاً من بحيرة لوط، وأن هذه المنطقة كانت من أكثر المناطق سكاناً في هذه الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©