الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفرق بين الإرادة والمحبة

5 فبراير 2010 19:47
المحبة تجري على الشيء ويكون المراد به غيره، وليس كذلك الإرادة تقول: أحببت زيداً، المراد أنك تحب إكرامه، ولا يقال: أردتُ زيداً بهذا المعنى، وتقول أحب الله، أي أحب طاعته ولا يقال: أريده بهذا المعنى، فجعل المحبة لطاعة الله فحبه له كما جعل الخوف من عقابه خوفاً منه، وتقول: الله يحب المؤمنين، بمعنى أنه يريد إكرامهم وإثابتهم، ولا يقال إنه يريدهم بهذا المعنى، ولهذا قالوا: إن المحبة تكون ثواباً وولاية، ولا تكون الإرادة كذلك. ولقولهم: أحب زيداً، مزية على قولهم: أريد له الخير، وذلك أنه إذا قال: أريد له الخير، لم يبين أنه لا يريد له شيئاً من السوء، وإذا قال: أحبه، أبان أنه لا يريد له سوءاً أصلاً، وكذلك إذا قال: أكره له الخير، لم يبين أنه لا يريد له الخير البتة، وإذا قال: أبغضه، أبان أنه لا يريد له خيراً البتة، والمحبة أيضاً تجري مجرى الشهوة، فيقال فلان يحب اللحم، أي يشتهيه، وتقول: أكلت طعاماً لا أحبه، أي: لا أشتهيه، ومع هذا فإن المحبة هي الإرادة، والشاهد أنه لا يجوز أن يحب الإنسان الشيء مع كراهته له. طرائف الجاحظ كنت ألفتُ كتاباً في نوادر المعلمين وما هم عليه من الغفلة، ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع الكتاب، فدخلت يوماً قرية فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة، فسلمت عليه فرد عليّ أحسن رد، ورحّب بي فجلست عنده، وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر، ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب، فإذا هو كامل الأدوات، فقلت: هذا واللّه مما يُقـوي عزمي على تقطيع الكتاب. وكنت أختلف إليه وأزوره، فجئت يوماً لزيارته، وطرقت الباب، فخرجتْ إليّ جارية وقالت: ما تريد؟ قلت: سيدك، فدخلت وخرجت وقالت: باسم اللّه، فدخلت إليه، وكان جالساً كئيباً، فقلت عظم اللّه أجرك، «لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة».. «كل نفس ذائقة الموت» فعليك بالصبر! ثم قلت له: هذا الذي توفى ولدك؟ قال: لا، قلت: فوالدك؟، قال: لا، قلت: فأخوك؟ قال: لا، قلت: فزوجتك؟ قال: لا، فقلت: وما هو منك؟ قال: حبيبتي! فقلت: في نفسي هذه أول المناحس، فقلت: سبحان اللّه، النساء كثير، وستجد غيرها، فقال: أتظن أني رأيتها؟ قلت: هذه منحسة ثانية، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر؟ فقال: اعلم أني كنت جالساً في هذا المكان، وأنا أنظر من الطاقة (نافذة صغيرة) إذ رأيت رجـلاً عليه بُـرد وهو يقول: يا أم عمرو جــزاك اللّه مكرمـــة ردِّي عليّ فـــؤادي أينـما!! كانا لا تأخذين فـؤادي تلعـبين بـــه وكيف يلعب بالإنسان!! إنسانا إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©