الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النجارة فن تطويع الخشب وتصنيعه

النجارة فن تطويع الخشب وتصنيعه
25 يوليو 2011 20:21
مهنة النجارة واحدة من المهن أو الحرف الشعبية التي عرفناها منذ قديم الزمان، حيث كان الإنسان يقوم بنفسه ببناء بيته ويصنع أدواته ومستلزماته من أخشاب الأشجار وأغصانها. عن مهنة النجارة وهمومها يحدثنا النجار الإماراتي علي المصعبي. يتحدث علي المصعبي (38 سنة) عن نفسه مبيناً سبب دخوله لعالم النجارة ويقول: «بدأت حياتي المهنية بالعمل في دائرة الطيران المدني ولم أكن حينها قد أكملت دراستي الثانوية فالتحقت بأحد مراكز تعليم الكبار في أبوظبي وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية التحقت بجامعة أبو ظبي لأدرس الهندسة المدنية، وها أنذا في السنة الرابعة وفي نفس الوقت تركت عملي السابق بعد مضي 6 سنوات فيه». يعمل علي المصعبي حالياً في نادي تراث الإمارات موظفاً في قسم الخدمات والصيانة، لكنه يمتلك منجرة صغيرة يقضي فيها أوقات فراغه ويمارس هوايته في النجارة، يقول المصعبي: «لأنني أعشق الفن والتصميم ولدي قدرة على التخيل والابتكار شعرت بأن مجال النجارة سيكون المكان الأنسب لأصب فيه أفكاري وخيالاتي، فالنجارة فن يحتاج إلى الإبداع والذوق والحس العالي!». ويضيف: «قبل أن أدخل محال النجارة كنت أجالس مع أصحاب المناجر، وأدخل في أي منجرة أراها أتفقدها وأتلمس ما ينجزون من أعمال، أنظر للإبداعات الخشبية وتعجبني أشكالها، وأسأل نفسي كيف يمكن تنفيذها؟». ولأن المصعبي لم يرد أن يعمل في منجرة كعامل عند أحد، أراد أن تكون له منجرته الخاصة، يقول: «قمت بدراسة السوق وجلست مع أصحاب مناجر عدة لأتعرف على متطلبات العمل وما هي إيجابياته وسلبياته واحتياجاته وما شابه ذلك، ومن ثم استقدمت أحد النجارين ممن لديهم خبرة كافية وصلت إلى 14 سنة في النجارة لأسلمه الورشة وفي نفس الوقت أتعلم على يديه وأستفيد من خبراته». ويقول: «يعرف الناس جودة المصنوع الخشبي من عدة أشياء، أهمها نوع الخشب المستخدم وطريقة التصنيع، كما يدركون أنهم سيحصلون على مبتغاهم من حيث التصميم الفريد أو الغريب الذي يفكرون فيه، فالنجارون المخلصون يهمهم تقديم قطع فنية محفورة بإتقان ومهارة يصعب إيجاد مثلها في الأسواق التي تبيع القطع المستوردة جاهزة التي لا تتمتع بتلك المتانة والجودة الكافية وإن كانت أرخص سعراً من الصناعة المحلية، وتخلو من روح الفنان أو النجار الذي ينحتها أو يحفرها بيديه وحسه، فالعمل في النجارة يتطلب مجهوداً ذهنياً وبدنياً في آن». يستعرض علي المصعبي بعض أنواع الأخشاب التي يستخدمها في عمله ويقول: «خشب الجوز، خشب جميل وقيم جداً يتميز بأنماط من ظلال بنية اللون ولا يتغير شكله بعد تجفيفه ويستخدم مع الأثاث الراقي ويعتبر من أغلى أنواع الخشب. خشب التيك بورما ويتميز بصلابته ومقاومته للظروف المناخية خصوصاً في دول الخليج العربي ويستخدم في صناعة أبواب المداخل والأثاث المنزلي ويعتبر من الأخشاب الباهظة الثمن أيضاً. أما خشب الـ»إم دي أف» فكثيراً ما نتردد ونرتاب حين نسمع اسمه في أحد محلات بيع الأثاث نظراً لأنه خشب غير طبيعي إذ هو عبارة عن نشارة خشب طبيعي ومواد كيماوية كبست بمكابس حرارية لتعطينا شكل اللوح إلا أن الفكرة المأخوذة عن هذا الخشب الاصطناعي ربما تكون خاطئة نوعاً ما، فهذا الخشب مهم جداً ولا يمكن الاستغناء عنه أبداً وهناك أنواع منه تكون معالجة بطريقة صحيحة ضد الرطوبة والحرارة لدرجة تجعل سعره قد يفوق أحيانا سعر الخشب الطبيعي، ولكن هناك أنواعا تكون تجارية وذات نوعية سيئة، ولا يجب أن نحكم على هذا الخشب مباشرة حيث يمكن استخدامه في كل أنواع قطع الأثاث مثل دواليب غرف النوم والمطابخ والأبواب وكل ما له علاقة بصناعة الأثاث يمكن أن يدخل فيها هذا الخشب وذلك لسهولة قصه ولتوفره بأي حجم وسماكة مطلوبة من قبل الفنيين. ويباع عادة على شكل ألواح عريضة 240×180 سم، وما نراه نحن على بعض قطع الأثاث خصوصا إذا كان حجمها عريضا ظنا منا بأنه خشب طبيعي فيمكن ألا يكون كذلك فهو خشب «إم دي أف» ملبس بقشرة خشب طبيعي، ولقشرة الخشب أشكال متنوعة وغالبا ما تستخدم للخزانات. ومن أكثر أنواع الأخشاب استخداما خشب التيك الإفريقي نظرا لمناسبة أسعاره وصلابته وتحمله للظروف المناخية من رطوبة وحرارة وعادة ما تطلب منه صناعة أبواب للفلل، وكذلك خشب السنديان وخشب الزان وهو ممتاز لديكورات المكاتب والأثاث وسعره معقول جداً...» تعتبر مهنة النجارة بحسب علي من المهن المتطورة سواء من حيث أدواتها وماكيناتها التي كانت بدائية بسيطة وصارت كهربائية حديثة تختصر الجهد والوقت على النجار وكذلك من حيث النجار نفسه الذي يجب أن يزاحم هذه الآلات ويتعرف على كيفية تصميم رسومات على الكمبيوتر وآلة نقلها على الخشب بحرفية وفن. على الرغم من وجود صعوبات في عمل علي والعاملين معه في حال تعرضهم لخطورة الآلات الحادة التي يستخدمونها كالمنشار الكهربائي وغيره إلا أنها بالنسبة لهم مهنة محببة وجميلة ويشجعون الشباب وبالأخص الإماراتيين على العمل بها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©