الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القصباء» نواة فعاليات الشارقة وقطبها الجاذب للسياح

«القصباء» نواة فعاليات الشارقة وقطبها الجاذب للسياح
21 أكتوبر 2010 21:25
يجتذب منظر القصباء كل زوار إمارة الشارقة حتى وهم قادمون من بعيد، فقد أصبحت هذه القناة الحالمة بقصورها وأضوائها المميزة، واحدة من أهم أيقونات عمارة الواجهات المائية الساحرة ليس في دولة الإمارات العربية فحسب، بل على المستوى الخليجي والعربي، حيث ينظر خبراء العمارة الحديثة إلى القصباء كرمز معماري غاية في الحداثة، وقمة في استلهام روح الأصالة العربية والإسلامية في الوقت ذاته. هدف مشروع قناة القصباء المائية أساسا إلى تجديد بحيرة خالد وتنقيتها من الملوثات البيئية عبر ربطها بالبحيرات الأخرى والبحر المفتوح، ولكنها سرعان ما تحولت إلى لمسة جمالية على إمارة الشارقة، إضافة إلى دعمها مسيرة العمل التطوعي بالدولة، فالمباني المطلة على ضفتي القناة تابعة لجمعيات النفع العام والمنظمات الإقليمية العربية والدولية العاملة في مجال الثقافة والتربية والاجتماع، وعلى رأسها مقر اتحاد كتاب الإمارات ومسرح القصباء وصالات العروض الفنية والتشكيلية، عوضا عن الخيم العملاقة التي يتم نصبها في مختلف المناسبات الاحتفالية كخيم السيرك وخيم المعارض وخيم المناسبات الدينية والرياضية. مفردات جمالية تربط قناة القصباء، البالغ طولها كيلومترا واحدا ما بين بحيرة خالد وبحيرة الخان، وتمر على منطقة المجاز، ويبلغ عمقها خمسة أمتار، وتربط ضفتيها ثلاثة جسور مميزة التصميم للسيارات والمشاة، الجسر الأول يقع على بحيرة الخان والثاني على بحيرة خالد والثالث بمنطقة المجاز، بالإضافة «للجزيرة الوسطية» التي زرعت بأنواع الزهور الجمالية والمسطحات الخضراء، كما تم كساء تلك الجسور من الخارج بزخارف إسلامية التصميم غاية الروعة في والجمال حيث تحمل صورا للمسجد الأقصى والمسجد النبوي الشريف ومسجد قبة الصخرة، بالإضافة إلى انتشار الإضاءة التجميلية على أطراف الجسور وفي الجزر الوسطى، ويتقد كل عمود من الأعمدة بخمس شموع تضيء بلون أبيض يضفي على الجسور رونقا يسر العين، كما تستخدم أنظمة لضخ المياه، حيث تفصل القناة عن بحيرة خالد بوابة أوتوماتيكية تتحكم في عملية المد والجزر في الخليج العربي، والهدف منها البوابة هو عدم رجوع المياه إلى بحيرة خالد. مع التطوير والتحديث المستمر طوال السنوات الماضية حتى اليوم، أصبحت القصباء متنفسا للأسر والعائلات وعشاق الجمال والنزهات وتناول الطعام على ضفتي القناة التي تضم يشمخ قصرين شامخين متقابلين بصورة تماثلية وينعكس ظلهما الساحر على صفحة الماء ليلا ونهارا، ليدلان على روعة التصميم العمراني والزخارف الجمالية التي أخذت الطابع الفني للعمارة الإسلامية، وتضم هذه المباني عشرين وحدة منفصلة عن الأخرى، وبها ثلاثة طوابق مزودة بمصعد خاص، وتحتوي على مكاتب وصالات وقاعات اجتماعات ومكتبة ومرافق خدمية، ومسرح كبير مزود بأنظمة عرض سمعية وبصرية حديثة وأنظمة إضاءة موزعة بطريقة تستخدم حسب نوعية الحدث الذي يجري على أرضه، كما زود المسرح الذي يتسع لأكثر من 300 شخص بشاشة خاصة بالعروض السينمائية، أما المبنى الشرقي للقناة فيضم قاعة كبرى متعددة الأغراض وهي نافذة لاستضافة المعارض الفنية وورش العمل والدورات التدريبية وتبلغ مساحتها 500 متر مربع، كما يبلغ طول كل قصر من قصور القصباء 175 مترا وعرضه عشرين متر. وبين القصرين أقيم جسر لعبور المشاة وروعي في تنفيذه متطلبات ذوي الحاجات الخاصة، أما ضفتا القناة فتحاطان من الجهتين بسياج آمن على طول المجرى، كما يتميز منظر القصباء بآية معمارية أخرى تتمثل في «مسجد القصباء» الذي صمم بطريقة تتناغم مع الجماليات العامة للقناة، كما تحف تلك القصور والقناة حدائق صغيرة لاستجمام العائلات، تم تزويدها بمطاعم وملاعب للصغار وأماكن للجلوس ونشرت فيها الإضاءة الجمالية، وأمام القصرين أقيم نصب تذكاري ونافورتان بالإضافة لزرع أشجار النخيل ومختلف الأزهار والنباتات، إضافة لوجود النافورة المائية الموسيقية وعجلة عين الإمارات وسلسلة من المحال التجارية المنتجات والصناعات اليدوية والمطاعم التي تقدم سلسلة من المأكولات المحلية والعربية والآسيوية والعالمية. عجلة ترفيهية «عين الإمارات» تلك العجلة الترفيهية الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، تعد بحد ذاتها لمسة إبداعية جمالية تمت إضافتها لجمال منظر قصور قناة القصباء بالشارقة، حيث تنتصب عجلة «عين الإمارات» على ارتفاع ستين مترا بعرباتها البيضاء وهيئتها الدائرية المميزة في نهاية أفق قناة القصباء لتأسر زوار المنطقة منذ ساعات الفجر الأولى حتى ساعة المغيب وهدوء الليل، لتشكل بعدا جماليا جديدا وآسرا يتداخل مع المباني ذات الطراز العربي الإسلامي بنوافذها وأقواسها المدهشة، حيث يمكن لمرتاد عجلة «عين الإمارات» الاستمتاع برؤية المناظر الجوية البانورامية والتقاط صور فوتوغرافية أخاذة للقصباء أو بحيرة الخان ومنطقة التعاون والمساحات المجاورة لها من على ارتفاع ستين مترا. إذ يعتبر أفضل وقت للتصوير في ساعات الغروب الساحر في هذه البقعة التي تعتبر معلما سياحيا عربيا بارزا في إطار حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على قيام مشروع متكامل لإعادة تأهيل وتطوير قناة القصباء الذي بلغت كلفته الإجمالية أكثر من ثمانين مليون درهم. وتستقبل القصباء على ضفاف بحيرة خالد كل عام عدد من الفعاليات الجماهيرية الكبيرة مثل مهرجان المأكولات مهرجان الزهور المهرجان المائي و»سباق الفورميلا» الدولي للزوارق، وعروض الألعاب النارية في مواسم الأعياد كعيدي الفطر والأضحى والعيد الوطني لدولة الإمارات. وفي وسط بيئة جمالية مميزة حيث تتوسط بحيرة خالد نافورة مائية عالية تتلون بألوان زاهية خلال الليل، كما يجد جمهور القصباء أمامه عدد من المطاعم الجميلة أشهرها مطعم على هيئة سفينة عائمة والمقهى الشعبي الذي تضم قائمته جميع المشروبات والأطعمة التراثية المعروفة أيام زمان، وهو يتميز بقربه من سوق الشارقة المشهور بسوق الذهب وما يضمه من محال توفر أجود أنواع السجاد الإسلامي والذهب والعطور والملابس والتحف وقطع الأنتيك. ويجاور السوق «منتزه الجزيرة» الذي يمكن للعائلات أن تجد فيه كما هائلا من الألعاب الحديثة المسلية لأولادهم، ويمكن النفاذ من منطقة المنتزه إلى منطقة الفنون والمنطقة التراثية الغنية بمتاحفها ومعالمها الفنية، كما يمكن الوصول من ذات المنطقة لسوق الطيور وسوق المشاتل والنباتات الطبيعية وسوق السمك، أما على الضفة الأخرى لبحيرة خالد فيمكن التوجه لسينما الماسة وسلسلة الفنادق والمنتجعات الجميلة. بحيرة الخان بقعة استجمام استثنائية أما الجهة الأخرى للقصباء فتؤدي إلى «بحيرة الخان» المطلة على تخوم دبي حيث تشهد هذه المنطقة غروبا رائعا لقرص الشمس الكبير الذي يظلل بصفرته الذهبية تخوم السماء كل مساء، كما أنها تتميز بمتعة صعود القوارب بأثمان تعتبر زهيدة جدا، إضافة إلى كونها بيئة رائعة ومثالية لممارسة رياضة المشي والجري والتزلج بالأحذية ذات العجلات بالنسبة للأطفال، كما أنها تعتبر منطقة مثالية للاسترخاء عبر إطعام الأسماك والطيور برمي فتات الخبز، إضافة إلى صيد الأسماك عن طريق الخيوط أو الصنارات والتي أصبح عشاقها في ازدياد يوما بعد يوم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©