الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القرقعانة» لعبة شعبية تحكمها قوة الأصوات

«القرقعانة» لعبة شعبية تحكمها قوة الأصوات
21 أكتوبر 2010 21:33
يقول الباحث الشعبي نجيب الشامسي، في دراسة تعنى بالتراث المحلي، إن الألعاب الشعبية التي مارستها أجيال مختلفة لم يكن الهدف منها تنشيط الجسم وتنمية مواهب الفرد فقط، بل تهدف أيضاً إلى تنمية العلاقات الاجتماعية وتجسيد روح المثابرة والمغامرة الجماعية وخلق التوازن النفسي وتجسيد الهدف الواحد والآمال المشتركة. ويشير إلى أن هذه الألعاب كـان يمارسها الأطفال والشباب في ظل المنافسة الشريفة وفي مناخ عفوي وأسري خال من الأحقاد والخلافات، مما عكس قوة المجتمع وتماسك أفراده. ويضيف الشامسي أن الألعاب الشعبية بالإمارات تعتبر مظهراً ثقافياً لهذا المجتمع لما تتسم به من مميزات وسمات خاصة في مقدمتها حرية الممارسة، فلم يكن هناك إرغام على ممارستها بل كانت تعتمد بالدرجة الأولى على رغبة الصبي أو الفتاة في اللعب حيث إن المشاركة في هذه الألعاب تسير وفق نظام يتطلب من ممارسيه الالتزام به، كما تغيب في هذه الممارسة الحوافز المادية، فاللعب يكون بقصد التسلية والنشاط ولا سيما الألعاب الجماعية، ولكل لاعب أداته في اللعب، أيضاً فإن لهذه الألعاب قوانين وقواعد، فهي ليست عشوائية بل تحكمها قوانين من يخل بها لا يعتبر خارج الحلبة فقط بل يوبخ من الزملاء. والألعاب الشعبية القديمة كانت هي مرح الطفولة وأنشودتها يتردد صداها على السّيف وتحت النخل وفوق الشجر، في الفريج وبجوار العريش والخيمة، أدواتها بسيطة بساطة الحياة وقتها.. استقت شكلها ومضمونها واسمها وأدواتها من البيئة، وبها ارتبطت، مع نسمات الهواء الطلق رطبت قلوب الصغار وشرحت صدور الكبار وهم يراقبون أولادهم يمرحون ويلعبون لا يشغلهم شيء ولا يعكر صفو طفولتهم شاغل ولا خاطر عابر. الكثير من تلك الألعاب الشعبية يمارسها الصبيان والفتيات وحتى الرجال والنساء في وقت الفراغ، وكانت شائعة في مجتمع ما قبل النفط، حيث كان اللعب يمارس في الأحياء وفي الساحات وعند ساحل البحر، وقد اشتهرت هذه الألعاب عند الإماراتيين قديما وذاع صيتها من بينها «لعبة القرقعانة». والتي تعرف أيضا باسم «أم النقيع»، وهي لعبة فردية يمارسها الصبيان أكثر. وكلمة قرقعانة مأخوذة من«قرقع» أو«يقرع»، والقرقاع هي أصوات القرقعة. تصنع هذه اللعبة من «العسق» بأن تحضر العسقة وتقطع بحيث يبلغ طولها «10سم تقريباً»، ثم تشرخ العسقة أي يعمل قطع في وسطها ثلاثة شروخ مسافة «5 سم تقريباً»، ثم يمسك الصبي بمؤخرة القرقعانة ويحركها بقوة، وأثناء ذلك تسمع لها أصواتاً ويتنافس الصبيان على قوة الأصوات التي تحدثها القرقعانة. ومعظم هذه الألعاب انقرض أو أخذ طابعاً عصرياً، بدخول الآلة وتوافر الإمكانات وتغير أنماط الحياة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©