السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ناديا كومانشي فراشة تحلق بـ «العلامة الكاملة» في «الجمباز»

ناديا كومانشي فراشة تحلق بـ «العلامة الكاملة» في «الجمباز»
18 يوليو 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - لعل أسعد لحظات ألعاب دورة مونتريال عام 1976 كانت منافسات الجمباز التي حملت “روائع” السوفييتية نيللي كيم في الحركات الأرضية، والإثارة المتناهية مع الرومانية الصغيرة ناديا كومانشي التي قلبت المقاييس كلها، وباتت أول من تحصل على العلامة الكاملة (10 على 10) على أكثر من جهاز. كانت كومانشي الاستثناء الذي “استحق” هذه الدرجة 7 مرات متتالية، وانهت المسابقة بحصولها على ثلاث ذهبيات (الفردي العام والعارضة والعارضتان غير المتوازيتان) وفضية (الفرق) وبرونزية (الحركات الأرضية)، ممهدة الطريق أمام جيل جديد من “الجمبازيات” الرومانيات تحديداً، ومحلقة بشهرتها بسرعة قياسية. والطريف ان لوحات النتائج لم تكن مجهزة ليظهر عليها الرقم 10، ما اضطر المنظمون للاشارة إلى اعتماد 00 .1 على انه 10، وكل من أحب الجمباز أراد تقليد كومانتشي والتمثل بها، تلك الصغيرة الناعمة التي تخطت بشهرتها وخطفها الأضواء من السوفييتية اولجا كوربوت نجمة ألعاب “ميونيخ 1972”. كانت كومانشي (56 .1 م و41 كلج) تطير فرحاً في كل مرة تمنح علامة كاملة، ثم تسرع لتجاور زميلاتها وتتابع العروض، ولما سئلت عن معنى حصولها على العلامة الكاملة وماذا تحضر للمستقبل؟ أجابت بعفوية: انتصارات أخرى وألقاب أخرى وميداليات أخرى. وأضافت: “علي أن اتطور أكثر، حصلت على العلامة الكاملة في الحركات الاجبارية، وخلال مسيرتي بلغتها 19 مرة، وبالتالي لم أحقق شيئاً جديداً مميزاً”، والملفت ان نجم كومانتشي الساطع شع في مجرة السوفيتيات الكبيرات: كيم وكوربوت ولودميلا تورتيشيفا وماريا فيلاتوفا، اللواتي شكلن أفضل فريق في العالم. قبل عامين من الألعاب لم ينتبه أحد لاسم كومانتشي، فظهورها العالمي الأول كان خلال بطولة العالم في مدينة فارنا البلغارية عام 1974، حيث لاحظ خبراء اللعبة هذه الرومانية الصغيرة وتوقعوا أن تبهر العالم بعد فترة وجيزة، لم تكن كومانتشي حينها قد بلغت الرابعة عشرة (مواليد 12 نوفمبر 1961)، وبالتالي لا يحق لها بحسب قوانين الاتحاد الدولي للجمباز المنافسة عالمياً، وبعد شهر، حصدت لقب دورة دولية في لندن. وفي مايو 1975، تخطت السوفييتية كيم والألمانية الشرقية انيلور زنكه خلال بطولة أوروبا التي أجريت في مدينة سكين النرويجية. وفي أولمبياد موسكو عام 1980 ظهرت ناديا مختلفة، فالفتاة الصغيرة تحولت إلى امرأة شابة يبلغ طولها 60 .1 م ووزنها 50 كلج، وكان واضحاً انها فقدت الكثير من ديناميتها واكتفت بلقبي الحركات الأرضية والعارضة واحتلت المرتبة الثانية في المسابقة العامة، وهذه طبعا ليست نتيجة سيئة. بدأت كومانشي مزاولة الجمباز في سن السادسة واختيرت لمنتخب بلادها وهي في الثانية عشرة، وفي سن الحادية عشرة كانت تتدرب 4 ساعات يومياً في معهد جورجيو - ديج (400 كلم من بوخارست)، أول مركز تدريب في رومانيا، فقد تولاها منذ سن السادسة التقني بيلا كاروليي المشهور بانضباطه الصارم وقسوته الاسطورية، وذلك بعدما اخضعت لمختلف الفحوص المخبرية وصور الأشعة للوقوف على صحة أعضائها وسلامة نموها. وسريعاً، أضحت رومانيا من أعمدة الجمباز عالمياً، وإلى جانب التدريب المكثف، اعتمدت كومانتشي حمية غذائية ترتكز على البروتينات والحليب والأجبان والفواكه وتحظر السكر والخبز، وامتازت بقوام طيع يؤدي كل حركة بدقة متناهية حتى الكمال. ومقارنة بالسوفييتية كوربوت، فان اسلوب الأخيرة كان يشع مرات خلال تأدية العرض، بينما كان عرض كومانتشي حلقة براقة متكاملة من بداية الفقرة حتى نهايتها، وجملة متواصلة متناسقة ومنسجمة لا وقت ضائع فيها. مع كومانتشي أصبحت حركات الجمباز “فقرات راقصة” تسمو بالاحاسيس فتنتشي النفوس، وجعلت العروض شبيهة بالتزحلق الفني على الجليد، فبلغت أبعاداً غير مألوفة اكسبتها شعبية كبيرة. في عام 1981 فر كاروليي وزوجته مارتا إلى الولايات المتحدة خلال جولة عروض لنجوم المنتخب الروماني وبينهم كومانشي، وساهم في انتصارات فريقها للجمباز في دورة لوس أنجلوس 1984 وأبرز وجوهه ماري لو ريتون. وحذت كومانتشي حذو مدربها عام 1989 بعد رحلة مموهة عبر المجر والنمسا، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك الاهتمام الزائد الذي أبداه بها نيكو ابن الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو، الذي وصل إلى حد فرض رقابة عليها من الشرطة المحلية “سيكوريتات”، إضافة إلى المراقبة اللصيقة خشية فرارها، لكنها لم تنس وطنها الأم، فما أن سقط النظام بسقوط تشاوسيسكو قدمت مساعدة مالية للاتحاد الروماني للجمباز وقامت بنشاطات خيرية واجتماعية عدة، ولا تزال تسهر عليها. وقد استقرت لاحقاً في الولايات المتحدة بعد إقامة قصيرة في كندا، وتزوجت عام 1996 من الأميركي بارت كونر بطل دورة لوس أنجلوس في العارضتين المتوازيتين وفي الفرق، وانجبت منه عام 2006 وحيدهما ديلان-بول، وبعد اعتزالها تقديم العروض، دربت في مركز الجمباز الذي يديره زوجها في أوكلاهوما سيتي، حيث يقيمان. اختيرت كومانشي رياضة القرن الـ 20 في الجمباز، وتولت مناصب رياضية عدة منها سفيرة رومانيا للرياضة وعضو الاتحاد الدولي للجمباز والرئيسة الفخرية للجنة الأولمبية الرومانية، وحازت على تنويهات وتكريمات عالمية منها وسام الاستحقاق الأولمبي (أعلى وسام أولمبي) وكانت أصغر من يتقلده، كما انها الشخصية الوحيدة التي نالته مرتين في عامي 1984 لمناسبة اعتزالها و2004، وهي قنصل فخري لبلادها في الولايات المتحدة، كما انها أول رياضية تتحدث من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك (1999). اعدت كومانتشي كتاباً يحمل عنوان “رسائل إلى لاعبة جمباز شابة”. ظهور الحصان الكوبي نيقوسيا (أ ف ب) - تعرف العالم على “الحصان” الكوبي ألبرتو خوانتورينا بطل سباقي 400 م (26 :44 ث رقم عالمي)، و800 م (50 :43 :1 د)، وقصد الفرنسي جي دروت مونتريال “لأكون بطلاً أولمبياً، كنت أدرك أنها فرصتي الأخيرة، فبذلت مستطاعي”، وحققت إنجازاً هو الأول من نوعه، تمثل في كسر احتكار الأميركين لحصد ذهب سباق 110 أمتار حواجز. فاز درو مسجلاً 30ر13 ث، متقدماً على الكوبي راميريز كاساناس والأميركي ويلي دايفنبورت بطل دورة مكسيكو 1968، فضيحة اونيتشينكو نيقوسيا (أ ف ب) - كان السوفييتي بوريس اونيتشينكو مصدر أكبر فضيحة في ألعاب مونتريال، علما انه يحمل ذهبية دورة ميونيخ للفردي في المبارزة ويعتبر أبرز المرشحين للمحافظة على اللقب الأولمبي، بيد أن اونيتشينكو (39 عاماً)، الأوكراني الأصل، أقصي لأن قبضة سلاحه كانت مزيفة إذ أضاف إليها جهازاً مكهرباً يسمح له بالتحكم في جهاز تسجيل النقـاط في مصلحتـه متى أراد. واحتج منافسون كثر لاونيتشينكو على إنارة جهاز تسجيل النقاط من دون أن يمسهم المبارز السوفييتي، فقرر الحكام فحص سلاحه واكتشفوا الجهاز الإضافي، واستبعدوا “البطل الأولمبي” ومنتخب بلاده، وأوقف لاحقاً مدى الحياة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، وفرضت عليه عقوبات شديدة. المحافظة على الإرث العائلي نيقوسيا (أ ف ب) - حافظ المجري ميكلوس نيميت في مونتريال على إرث عائلي في الألعاب الأولمبية من خلال إحرازه ذهبية رمي الرمح وتسجيله رقماً عالمياً جديداً مقداره 58 .94 م، كونه نجل أمري نيميت بطل مسابقة رمي المطرقة في دورة لندن 1948.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©