الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النحل الأفريقي يهدد ركاب الطائرات

20 أغسطس 2006 01:24
إعداد - عدنان عضيمة: فيما كان الطيّار برايان مورفي يستعد للإقلاع في رحلة من مطار بوربانك في كاليفورنيا إلى سان فرانسيسكو، أبلغه الطاقم الفني الذي يتولى القيام بالخدمات الفنية الأرضية أن أحد محركي الطائرة التي سيقلع بها مع الركاب والتي تمتلكها شركة ''كينج إير'' مغطى بملاءة بلغ طولها متراً ونصف من النحل الأفريقي القاتل· وسرعان ما وجد مورفي أن المئات من النحلات وجدت طريقها أيضاً إلى مقصورة القيادة فعمد إلى إغلاقها بعد أن تسللت آلاف النحلات من خلالها إلى جهاز التكييف الداخلي للطائرة· وأول فكرة لحل المشكلة قفزت إلى رأس برايان هي إدارة محركي الطائرة لطرد النحل المتجمع فيهما بتأثير القوة الضاغطة لتيار الهواء؛ إلا أنه تراجع عن هذه الفكرة بعد أن تصوّر أن تيار الهواء الساخن سوف يسخّن أجسام النحلات ويجففها مما سيؤدي إلى احتراقها وإشعال النار في المحرك ذاته· وهكذا وجد طاقم الطائرة نفسه أمام مشكلة يستعصي عليه حلها· واتصل مورفي بمصلحة المطافىء في المطار التي عمدت إلى رشّ الطائرة من الداخل والخارج برغوة تتضمن مبيداً قاتلاً للحشرات· وجاء في تقرير نشر أمس في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' أن ''نحل الطائرات'' أصبح من المشاكل الكبرى التي تعاني منها الخطوط الجوية في العديد من بلدان العالم وخاصة منها أميركا· وكثيراً ما يكون ''النحل الأفريقي القاتل'' سبباً في إعادة جدولة العديد من الرحلات الجوية؛ وكانت أسراب هائلة الحجم من النحل هاجمت الولايات المتحدة في بداية عقد التسعينات من جهة حدود المكسيك لتحطّ في الأشجار عندما يصيب الملكات التعب والوهن ثم تتابع طيرانها لتنتشر على مساحات شاسعة· ولا تحتوي المطارات عادة على أشجار أو أماكن من التي يفضل النحل الاستراحة فيها؛ وهذا ما يجعل المقصورات والمحركات النفاثة ومستودعات الأمتعة في الطائرات أماكن ملائمة لتجمعه وتعشيشه· ولهذا السبب أصبح الفنيون والميكانيكيون العاملون في المطارات الأميركية يعثرون على أعشاش النحل كل يوم· ويعبر دافيد ماردير الذي يمتلك شركة لإنتاج عسل النحل في ولاية كاليفورنيا عن نتائج هذه الظاهرة وخطورتها حين يقول: ''لقد غير النحل الأفريقي كل شيء منذ وصل البلاد لأول مرة عام ·''1996 وسجل ذات مرة حادث غريب عندما سمع فنيو صيانة الطائرات في أحد مطارات كالفورنيا صوتاً غريباً صادراً عن محركات طائرة من طراز بوينج 737-700 تابعة لخطوط ساوثويست إيرلاينز فيما كانت تستعد للإقلاع؛ وكم دهشوا عندما لا حظوا أن الصوت الذي سمعوه ما هو إلا طنين ألوف النحلات المتجمعة حول المحرك· وأشار ماردير إلى أن مشكلة هذا النوع من النحل أنه يجيد الاختباء جيداُ بحيث لا تكاد تراه ولكنك تسمع صوتــــه عندما يهتاج· وتبين من دراسة النحل الأفريقي في المختبرات البيولوجية أنه نوع هجين من نحل استورده البرازيليون من أفريقيا عام 1956 إلا أن بعض أسرابه شردت وهاجرت إلى أن وصل بعضها إلى الولايات المتحدة عن طريق المدخل الجنوبي لولاية تكساس عام 1990 لينتشر بعد ذلك في أريزونا والأقاليم الجنوبية من ولاية كاليفورنيا ونيفادا ونيومكسيكو وتكساس· ولم تسجل هجرة النحل شمالاً لأن هذا النوع بالذات لا يتحمل برودة الجو· وتدرس الآن مصالح أمن الطيران في الولايات المتحدة عن طريقة لحل مشكلة النحل الأفريقي الذي بات يمثل خطراً كبيراً على حركة الطيران في الولايات الجنوبية والغربية· واتضح من بداية الدراسات التي أجريت حول الموضوع أن النحل ينجذب بقوة إلى الالوان الزاهية والروائح الذكية التي تكثر في المطارات· ولوحظ أن أسرابه تتجمع بقوة قريباً من فوهة المحركات التي يتم تنظيفها باستمرار بواسطة رذاذ عصير الليمون ذي الرائحة الذكية· وكثيراً ما يلاحظ تجمع أسراب النحل قريباً من الرسوم والخطوط الملونة التي تختارها شركات الخطوط لتمييز طائراتها· ويقول أحد قادة الطائرات أنه واجه في طائرته وهي جاثمة على الأرض يانتظار صعود الركاب إليها هجوماً صاعقاً لسرب من النحل الأفريقي يقدر وزنه بعدة أطنان، وهو يتساءل عما إذا كانت هناك ثمة طريقة لمواجهة هذه المشكلة العويصة· وبالطبع ليس النحل وحده هو الذي يهدد حركة الطائرات عند إقلاعها من المطارات أو هبوطها فيها، بل هناك أيضاً اسراب الطيور التي تفضل العيش هناك بسبب اتساع المساحات العشبية· واشتكى خبراء مطار شارل ديجول في باريس ذات مرة من التكاثر السريع للرانب البرية في الأراضي العشبية المجاورة لممراته واحتار الخبراء في البحث عن طرق القضاء عليها· وتطرح كل هذه المشاكل التساؤلات عما إذا كان في وسع الخبراء البحث عن وسائل ناجعة لحماية الطائرات من هجوم الحشرات والطيور والحيوانات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©