الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع النفقات يهدد طفرة صناعة التشييد في الخليج

20 أغسطس 2006 01:27
إعداد - أيمن جمعة: يحذر المحللون من ان ارتفاع نفقات التشييد وعمليات التأجيل المتكررة اضافة الى التقلب المتزايد في صناعة التشييد هي كلها عوامل رئيسية تهدد بتعريض المشاريع في منطقة الخليج لمخاطر كبيرة· وتشير مجلة ''ميد'' في تقرير الى ان صناعة التشييد انطلقت بقوة في الخليج ''ولكن هناك الان من يتخوف بشأن استمرار مسيرتها الرائعة· ففي حبشان تأجل العمل في احد مشاريع المرحلة الثالثة من مشروع تطوير الغاز البحري والمرحلة الثانية من مشروع تطوير غاز عصب، لفترات طويلة بسبب عدم توفر المعدات·'' وفي أواخر يوليو الماضي، كشف بيتر فوسر الرئيس المالي لمجموعة ''رويال داتش شل'' عن مخاوفه بشأن الزيادة الكبيرة في نفقات مشروع بيرل القطري لتحويل الغاز الى سوائل وهو أكبر مشروع من نوعه في العالم· يستهدف المشروع تحويل غاز حقل الشمال العملاق إلى وقود نظيف للتصدير إلى الاسواق العالمية، وتقدر احتياطيات الحقل القابلة للاستخراج بأكثر من 900 تريليون قدم مكعبة· وتم تقدير الانفاق الرأسمالي للمشروع في منتصف عام 2004 بنحو ستة مليارات دولار· ولكن عندما حان وقت صدور القرار الاستثماري النهائي يوم 26 يوليو، ارتفعت النفقات الى حوالي 12 مليار دولار··! وقال فوسر للصحفيين في لندن ''لن تستمر شل في تقديم تقديرات التكاليف للمشاريع المنفردة، لان هذه النفقات تتغير بشكل مستمر· عندما تبدأ العمل في مشروع، فان حجم المشروع وتوقيت الاستثمارات لا يكونان في الغالب واضحين·'' ومشروع ''بيرل'' الذي طال انتظاره والذي يستهدف تحويل 140 الف برميل يوميا من الغاز الى سوائل، ليس أول مشروع ضخم تحيط به الشكوك في قطاع النفط والغاز الخليجي·· لكنه بالتأكيد لن يكون الاخير· فقد ارتفعت نفقات مشروع مصفاة الرابغ في السعودية والذي انطلق متزامنا مع مشروع بيرل، الى الضعف تقريبا ليصل الى 9,9 مليار دولار· كما تكرر السيناريو نفسه مع مشروع تحسين انتعاش النفط في مشروع ''قرن علم'' بسلطنة عمان· ''عوامل الخطر'' وتساهم عدة عوامل في الزيادة الكبيرة في نفقات المشاريع منها الزيادة المطردة في أسعار مواد التشييد خلال العامين الماضيين، والنقص المتزايد في اعداد المهندسين المؤهلين، والتراجع المتزايد في شركات الهندسة والمشتريات والتشييد· ويقول مسؤول في شركة ''مان تيربو'' الالمانية لتصنيع المعدات ''هذه مشكلة عالمية الان· تسليم المعدات يتطلب تأجيلات ما بين ثمانية و12 شهرا·'' ويقول مسؤول في شركة للهندسة والمشتريات والتشييد مقرها الخبر في السعودية، إن التأجيلات تتسبب في تقلص الارباح موضحا ''العملاء يحددون اسماء مقاولين فرعيين وشركات للتعامل معها ونحن لا نستطيع التحكم في جداولهم للتسليم· واذا لم نلتزم بالجدول الزمني لمشاريعنا فسوف نخاطر بمصداقيتنا مع العميل ونخسر حصتنا في السوق·'' ويقول مصدر في شركة اسيوية بارزة للهندسة والمشتريات والتشييد ''اذا قدرنا مستوى المخاطر على مقياس من عشر درجات، فان المخاطر وصلت الان الى ثمانية· ربما تكون منطقة الخليج خالية من المخاطر السياسية التي تتعرض لها مشاريع النفط والغاز في افريقيا واميركا الجنوبية واسيا· لكننا نرى ظهور نوع جديد من المخاطر هنا وهي ان الخليج اصبح ضحية نجاحه الكبير·'' ''الأوضاع تتغير'' ونفذت شركات النفط الوطنية الخليجية خلال الفترة الماضية سلسلة مشاريع هيدروكربونية بمليارات الدولارات ودون مخاطر كبيرة· لكن الاوضاع بدأت تتغير، ويقول ادوارد روز الشريك في مؤسسة ''تراورز اند هاملينز'' ومقرها لندن ''الوضع الحالي يتطلب أكثر من أي وقت مضى تغييرات في الصيغ التعاقدية لتقليل المخاطر·'' ورغم جهود شركات النفط الخليجية الوطنية فان شركات الهندسة والمشتريات والتشييد لا تتوقع تراجع مخاطر التشييد قريبا· وقال دانييل فالوت رئيس شركة تيكنيب ومقرها باريس في مايو الماضي ''تنمو مشاريع كل سلسلة النفط والغاز بصورة كبيرة جدا· وهذا يؤدي من جانب لزيادة الانشطة لكنه على الجانب الاخر يؤدي الى ارتفاع مستمر في أسعار المعدات والمواد الخام، وهو ما يعرض الصناعة لضغوط كبيرة· وهذا كله يجعل من 2006 عاما للشكوك المتزايدة·'' ويقول خبير اسيوي ''نتوقع تراجعا في معدلات النمو او تأجيلات في تنفيذ المشاريع· وربما لم نصل الى الاسوأ بعد·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©