الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يجد المصريون الوحدة؟

18 يوليو 2012
امتلأت العناوين خلال الأسابيع القليلة الماضية بأخبار أداء محمد مرسي اليمين الدستورية رئيساً جديداً لمصر، وما تعنيه رئاسته للعلاقة بين مركزه والمجلس الأعلى للقوات المسلّحة. ولكن في الوقت الذي يتحول فيه الانتباه إلى زعيم مصر الجديد، يتوجب علينا ألا ننسى أن ننظر إلى كيف عمل الناشطون المصريون معاً للحفاظ على جوهر ما يسمى بـ"الربيع العربي" حياً. تميّز الربيع العربي في مصر بوجود جماعات مختلفة، محافظة وليبرالية، دينية وعلمانية، مسلمة ومسيحية، تجتمع معاً من أجل التغيير. وما زالت هذه الروح حيّة. ما تحتاجه مصر الآن هو أن ينضم مواطنوها من كافة الخلفيات السياسية والدينية معاً من أجل مستقبل الدولة. ناشد محمد مرسي، الذين لم يصوّتوا له، بأن يساعدوه في عملية إعادة بناء الدولة. ويخاف بعض أنصار غريمه أحمد شفيق أن يكون لهم رئيس يتبع "الإخوان" لخوفهم من تآكل الحريات الدينية. ويدعم آخرون سيطرة المجلس العسكري على الحكم لاعتقادهم أن بإمكانه توفير الاستقرار. كانت الوحدة أيضاً ظاهرة في النشاطات التي أدت إلى الانتخابات. فقبل الانتخابات، وعندما أعلن المجلس العسكري أن الرئيس لم يعد القائد الأعلى للقوات العسكرية، وليس بإمكانه إعلان الحرب، ويتوجب عليه استخدام الجيش لمجابهة الفوضى وأعمال الشغب، لم يشعر الكثير من الناشطين بالأمل لتحقيق المثل الديمقراطية التي ناضلوا من أجلها في الثورة. في غياب برلمان فاعل، حصل الجيش على السلطات التشريعية والتنفيذية. عندما علم الناشطون المصريون بهذه التغييرات، وغيرها من التي أعطت الشرطة العسكرية حق اعتقال المدنيين في أي وقت من الأوقات، أعاد ذلك ذكريات قانون الطوارئ والاعتقالات العشوائية وانتهاكات حقوق الإنسان، وهي نفس المشاكل التي حاربنا نحن الناشطين ضدها أثناء الثورة. فقد أثبتت أن المجلس العسكري الحاكم لم يكن ليتنازل عن السلطة بسهولة، وأن الوحدة هي الخيار الوحيد المتروك أمامنا. وحّد العلمانيون واليساريون والإسلاميون صفوفهم، وأعلنوا رفضهم دعم هذه التعديلات. شكل الناشطون الجبهة المصرية الجديدة، وهو تحالف للقوى الثورية والجماعات الشبابية ضمت شباباً كانوا ناشطين أثناء الثورة، مع مساندين من أحزاب تضم إصلاحيين واشتراكيين. بعد الانتخابات الرئيسية الناجحة والسلمية، شعر الناشطون أنهم نجحوا أخيراً في توحيد صفوفهم للمساعدة على إنقاذ الدولة، مما رأوا أنه انقلاب عسكري. يشكّل إعلان مرسي مؤخراً أنه سوف يعيّن امرأة ومسيحياً في مناصب قيادية رئيسية في الحكومة خطوة إيجابية أولى نحو تهدئة مخاوف الناشطين في مجال حقوق المرأة، والمسيحيين الذي قلقوا من وجود رئيس من "الإخوان". كذلك التقى مرسي قادة مسيحيين بهدف دفع الحوار بين إدارته والأقليـة الدينيـة الأكبر حجمـاً فـي مصـر. يجـب أن تستمر هـذه الجهـود التي تعتبر حاسمة وحرجة في عملية تحوّل مصر نحو مستقبل أفضل. يتوجب على القادة السياسيين من جميع الجهات كذلك احتضان أهمية الوحدة من خلال الحوار المستمر. يمكن لجهود كهذه أن تساعد على رعاية الحوار بين أنصار مرسي وشفيق، حتى يتسنى لجميع المصريين العمل معاً لبناء مصر لجميع مواطنيها. منار عمّار مؤسسة مشاركة لـِ Bikyamasr.com ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©