تصميم المجوهرات والساعات فن يرتكز على الدقة والذوق الرفيع

لم يعد حُسن مظهر وأناقة المرأة يتوقفان، وفق مصمم الساعات والمجوهرات الماسية حسن شعيتاني، على جمال هندامها وملاءمة تسريحتها وماكياجها للمناسبة التي ستحضرها أو المكان الذي تعمل فيه فحسب، بل صارت المجوهرات التي تقتنيها والساعة الثمينة التي تزين معصمها مكملات جديدة لا تقل أهمية عن سابقتها لما تمنحه من أنوثة ورقة، بل وتعكس شخصية مرتديتها من حيث هدوئها وبساطتها أو فوضويتها وجرأتها وحبها للتغيير والخروج عن المألوف. دخل مصمم الساعات والمجوهرات الماسية حسن شعيتاني هذا المجال منذ 13 سنة مضت، حيث تعلم أصول تصميم وترصيع الساعات والمجوهرات الماسية في معهد دولي، وانطلق بعدها للعمل في عدة معامل إلى أن صار له معمله الخاص في بيروت، وبينما كان يقوم برحلة “خاطفة” إلى العاصمة أبوظبي يسلم فيها طلبيات إلى زبائنه، التقته “الاتحاد”، وحاورته حول القطع الفنية التي يصممها. طرق العمل يقول شعيتاني: “طبيعة عملي مع الساعات والمجوهرات تتخذ طريقتين، إما أن تحضر لي الزبونة ساعة وتطلب مني ترصيعها بالألماس مع تغيير لخلفيتها وعقاربها وكستكها بما يتناسب مع رغبتها فتغدو ساعة جديدة لا يمكن أن يظن من يراها أنها الساعة السابقة نفسها، أو أن أقوم بتصميم ساعة وتنفيذها بصورة يدوية تتطلب الكثير من الجهد يبدأ بالرسم، ومن ثم تجهيز هيكل الساعة الخارجي وأحفره بأدوات حرفية خاصة حادة جداً تتطلب الكثير من الحذر، ومن ثم أرصع الفراغات التي نحتها بالألماس والأحجار الكريمة دون لاصق، مستعيناً بمايكروسكوب يكبر لي الماسات المتناهية الصغر والأحجار الكريمة التي أنقلها حجراً وماسة تلو الأخرى، وهكذا الأمر بالنسبة للمجوهرات”. ويضيف: “يتطلب تصميم وتنفيذ الساعات والمجوهرات وترصيعها بالألماس الكثير من الجهد والتعب والصبر، فأنا أجلس يومياً خلف (المايكروسكوب) من 14 إلى 18 ساعة ما يضعف البصر، ويحدث آلاماً في الظهر والرقبة، لكن من شدة حبي لهذا العمل الفني الذي يصلح أن نسميه نحتاً فنياً راقياً، أتناسى آلامي”. ولا يركز شعيتاني على عمل مجموعة للصيف والربيع أو الشتاء والخريف، إلى ذلك يقول: “لا شك في أنني أصمم قطعاً جديدة بين الفينة والأخرى، لكني لا أقيد نفسي بضرورة وجود مجموعة تلاحق الفصول؛ لأن طلبات الزبائن كثيرة، وأغلبهم يطلبون مني أن أبتكر لهم تصاميم جديدة فريدة ومتميزة سواء أكانت ساعات أو مجوهرات”. وعن مصادر الإلهام للتصاميم التي ينفذها، يوضح: “لا أستوحي أفكاري من المناسبة أو الحفلة التي ستلبس فيها الساعة أو المجوهرات فقط، بل من الطبيعة مثل الورد والحيوانات مثل العصافير والبط والفراشات وأغصان الشجر، وغيرها التي أرسمها داخل الساعات أو في أطقم المجوهرات”. مصادر الإلهام عن التصاميم التي نفذها، يقول: “صممت طقم مجوهرات للخطوبة، فاخترت أن يكون اسم الفتاة على شكل أحرف بعضها فوق بعض بطريقة عمودية ومتصلة بفراشة أو زهرة يعلق في سلسلة ومعه محبس أو خاتم الخطوبة وقرطان تتدلى منهما فراشة، وإسورة فيها 3 فراشات بأحجام مختلفة، وهذا الطقم صممته ونفذته من الذهب الأبيض ورصعته بالألماس”. ويشير: “أحببت أن أهدي أمي هدية، فعملت سلسلة فيها تعليقة على شكل دمعه داخلها وردتان لأعبر عن شعوري بالندم ورغبتي في الاعتذار، وهي من الذهب الأبيض المرصع بالألماس، وعملت تصميماً آخر للأم عبارة عن تعليقة كتبت داخلها أمي وتلتصق بها عين أو بؤبؤ العين على أساس أن الأم تسكنه”. ويتابع شعيتاني: “اتجهت إلى كتابة لفظ الجلالة، وأسماء أشخاص أو عبارات مثل حبيبتي داخل التعليقة ويحيط بها قلب من الذهب الأصفر والأبيض والزهري ورصعتها بالألماس والزفير وغيرها من الأحجار الكريمة وألصق بجانبها حسب الطلب إما وردة أو عين أو فراشة وغيرهما لتعبر عن المشاعر النبيلة الجياشة التي يحملها الشخص الذي سيهديها لصاحب أو صاحبة الهدية؛ لذلك أسميت ماركتي باسم (أوراج) التي تعني بالفرنسية العواطف الجياشة”. أما عن الساعات وهي الأهم والأبرز بالنسبة له، فيقول: “صممت منها أشكالاً كثيرة، منها مثلاً ساعات على شكل قلب ورصعتها من الداخل والمحيط الخارجي جميعه بالألماس، فبدت في غاية الفخامة والجمال، وأخرى صممت داخلها عصفورين يمسك منقاراهما بقلب واحد وكتبت تحتهما I LOVE YOU ورصعتها إلى جانب العصفورين والقلب بالروبي والزفير الأحمر والزهري ومن الخارج بالألماس ووضعت لها جلداً أحمر طبيعياً، علماً بأنه في معملي نصنع جميع ألوان الجلد الطبيعي الذي أستخدمه في الساعات”. ثلاثة معادن لصنع الساعات يفيد مصمم الساعات والمجوهرات الماسية حسن شعيتاني بأن الساعات تصنع من أحد ثلاثة معادن، وهي الذهب الذي قل الطلب عليه نظراً لارتفاع ثمنه، والفضة التي لا ينصح بها أحد نظراً لسرعة تأكسدها واسودادها ما يضطر لابسها إلى تنظيفها عند محال مختصة بين الحين والآخر، ومعدن الستانلس ستيل وهو أفضل المعادن التي تصنع منها الساعات الآن نظراً لمتانته ومقاومته لعوامل التأكسد واعتدال سعره، لكنه متعب جداً نظراً لحاجته إلى مزيد من الجهد في تطويعه أثناء الحفر عليه.