السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرضاي ··· تصورات خاطئة

13 فبراير 2008 00:27
مع قيام الرؤساء الغربيين والكونجرس الأميركي بمناقشة مسؤوليات الناتو في أفغانستان، ربما يكون الوقت قد حان لتفكيك وهمين أميركيين كبيرين عن ذلك البلد، الأول، هو أن ''حامد قرضاي'' -رئيس جيد يهتم بالمصالح الأميركية، أما الثاني، فهو أن الوضع في أفغانستان يمضي من سيئ إلى أسوأ، وهذان الوهمان، اللذان تم تصويرهما على أنها يمثلان حقيقتين غير قابلتين للجدل، هما في الواقع خطآن كبيران، فـ''قرضاي'' يدير الأمور في جو من الخوف، والفساد المتفشي، وغياب الرؤية، والإنجازات التي تحققت ومنها تضاعف الناتج المحلي الإجمالي منذ الغزو، يرجع الفضل فيها إلى طاقة الشعب الأفغاني، واللوائح، والإصلاحات الاقتصادية التي أدخلتها الولايات المتحدة، أما فيما عدا ذلك، فإن كل ما فعله ''قرضاي'' هو أنه سعى إلى إخراج الجهود الشعبية في بناء الديمقراطية عن مسارها، وعمل على خنق المجتمع المدني الأفغانستاني الوليد، من خلال الانحياز لقوى التطرف ضد قوى التقدم· اعتقاد أميركا بأن ''قرضاي'' هو الركن الركين لأفغانستان في مواجهة طالبان، وأنه صمام الأمان الذي يحول دون سقوط البلاد في هوة الصراع الطائفي هو وهم أميركي واضح، بل يمكن القول إن العكس من ذلك تماما هو الصحيح، صحيح أن ''قرضاي'' قد حارب طالبان عام ،2001 لكنه لم يفعل ذلك إلا لأننا صممنا على قيامه بذلك، أما ما يفعله الآن من اصطفاف مع المتطرفين فيرجع إلى أن اهتمامه الرئيسي في اللحظة الحالية هو إعادة انتخابه، وهو ما يجعله مضطرا للتقرب من مواطنيه من البشتون، خصوصا وأن الانتخابات التي تجري في أفغانستان عادة، ومنها تلك التي جرت عام ،2004 قد تمت بناء على خطوط عرقية· ففي تلك الانتخابات فاز ''قرضاي'' بـنسبة 55 في المائة من مجموع الأصوات، ولكنه لم يستطع الحصول على غالبية الأصوات من أي عرقية من العرقيات التي تعيش في أفغانستان، باستثناء مجموعته البشتونية فقط، ويلاحظ أن شعبية ''قرضاي'' سواء وسط البشتون أو غير البشتون، هي أقل اليوم مما كانت عليه عام ·2004 في الوقت الراهن يعيش معظم الأفغان في أفضل ظروف عرفوها على الإطلاق، ويعملون في نفس الوقت على إخراج بلادهم ببطء من الفقر، ومعظم الجزء الشمالي والغربي من البلاد يعيش في سلام، وكذلك معظم الشرق، باستثناء بعض المناطق النائية الشديدة التخلف المجاورة لحزام القبائل الحدودي، الذي ينعدم فيه القانون، وتشير التقديرات الأميركية أن 58 في المائة من الأعمال القتالية، قد تمت في ثلاثة أقاليم (كونار، باكتيك، وغزني)، وأن 52 في المائة من تلك العمليات قد تمت في 12 منطقة إدارية من مناطق أفغانستان البالغة 158 منطقة· يقول الكولونيل ''مارتن شاويتزر'' -رئيس قوات التحالــف في 6 أقاليم من أقاليم القيادة الإقليمية الشرقية-: إن قواته لم تخسر معركة واحدة ضد طالبان منذ إبريل الماضي، وإن عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا مصرعهم في العمليات العسكرية منذ الغزو الذي تم منذ 6 سنوات وحتى الآن لم يتجاوز 300 جندي، وهو ما يعتبر مؤشرا دالا خصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار زيادة درجة الخطر الذي يتعرض له هؤلاء الجنود في العام الأخير عن الذي قبله· ويرجع ذلك لحقيقة أن الاستراتيجية الأميركية قد تطورت من تركيز القوات في قواعد عسكرية متقدمة كبيرة، إلى تشكيل فرق إقليمية لإعادة الإعمار في عواصم الأقاليم، وتأسيس مراكز قتالية متقدمة في تلك العواصم خلال العام الماضي· لقد قام الجيش الأميركي بإنجازات كبيرة في إعادة الإعمار، منها شق طرق جيدة بمعدلات قياسية، وذلك نظرا للأهمية الكبرى للطرق في عملية التنمية بشكل عام· وإذا ما وضعنا في اعتبارنا كيف كانت أفغانستان عندما بدأت هذه الجهود، فإننا سنصل إلى خلاصة مؤداها أن الأمور هناك ليست بتلك الدرجة من السوء التي يعتقدها البعض، وأن هذه الجهود يمكن أن تتحسن تحسنا كبيرا، إذا ما كان في البلاد رئيس شجاع ملهم، وحكومة أمينة وشفافة· محررة في قسم الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©