تنتظر الأسواق العالمية نتيجة المباحثات “الماراثونية” التي يعقدها الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة الكونجرس من الديمقراطيين والجمهوريين للتوصل لاتفاق بشأن رفع سقف الدين الأميركي فوق 14,3 تريليون دولار للسماح لأميركا بدفع ديونها قبل 2 أغسطس المقبل.
وتنتاب حالة من القلق الأسواق في آسيا وأوروبا من احتمال تخلف الولايات المتحدة عن السداد للمرة الأولى في تاريخها. وقال رئيس مجلس “الاحتياطي الفيدرالي” (البنك المركزي الأميركي) بن برنانكي إن من شأن ذلك أن يؤدي “لعواقب كارثية” للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي. ولم تشهد السوق تهافتاً على البيع جراء قلق الأسواق، وهو ما كان يخشاه بعض الساسة في واشنطن عقب انهيار المحادثات في مطلع الأسبوع. ويقول كوينسي كروسبي، من “برودنشال فايننشال”” “إن مثل هذا اليوم ربما يقترب أكثر”.
وأعلن مسؤول أن أوباما لا يزال متمسكاً برفض اي اتفاق مع اخصامه الجمهوريين لرفع سقف الدين العام لفترة قصيرة. وقال المسؤول لوكالة “فرانس برس” إنه خلال لقاء أوباما بمسؤولين في الحزب الديمقراطي مساء أمس “تم اطلاع الرئيس على وضع المفاوضات الجارية في الكونجرس” لتجنيب البلاد خطر الوقوع في حالة التخلف عن السداد. وأضاف “لقد أكد المشاركون مجدداً رفضهم لأي اتفاق لرفع سقف الدين العام لفترة قصيرة”، وهو حل اقترحه الجمهوريون الذين يسيطرون على اغلبية مقاعد مجلس النواب لإبعاد شبح الوقوع في حالة التخلف عن السداد اعتباراً من الثاني من اغسطس.
وكان مصدر في الحزب الديموقراطي أفاد بأن ريد وضع خطة تقضي برفع سقف الدين العام بمقدار 2500 مليار دولار، وهو مبلغ يكفي لسد حاجات الدولة الفيدرالية حتى 2013، على أن تترافق مع خفض في الإنفاق يصل قيمته الإجمالية على مدى عشر سنوات الى نفس هذا المبلغ تقريباً. وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر “أهم شيء هو أن نزيل هذا التهديد بالتخلف عن سداد الدين عن بلادنا خلال الـ18 شهراً المقبلة. من المهم للغاية أن نفعل ذلك”. وأعرب رئيس مجلس النواب جون بونر، المنتمي إلى تيار يمين الوسط في الحزب الجمهوري، عن أمله أن يتم الكشف عن خطة للكونجرس لرفع سقف الدين قبل افتتاح أسواق المال في آسيا. ولكن بعد عقد اجتماع عبر الهاتف مع أعضاء حزبه، قال مشاركون في الاجتماع لصحيفة “واشنطن بوست” إنه لن يتم الإعلان عن اتفاق قبل مساد الاثنين.
وقال المشاركون إن بونر سيدفع من أجل اتفاق على مرحلتين يتطلب تصويتاً آخر على رفع سقف الديون مجدداً قبل الانتخابات الرئاسية عام 2012 . وتحدث بونر في برنامج حواري على شبكة “فوكس نيوز”، قائلاً إنه يعتقد أن الاتفاق يجب أن يتم على خطوتين. وقال “أفضل أن يكون هناك نهج من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لحل هذه المشكلة. إذا لم يكن هذا ممكناً، أنا وزملائي في الحزب الجمهوري على استعداد للتحرك في المجلس بمفردنا”
ومن جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها “واثقة” من أن الكونجرس سيتوصل إلى اتفاق يجنب الولايات المتحدة التخلف عن دفع ديونها. وقالت كلينتون في هونج كونج: “نعرف كم أن ذلك مهم سواء بالنسبة لنا أو بالنسبة لكم .. إنني واثقة بأن الكونجرس سيفعل ما ينبغي وسيتوصل إلى اتفاق حول سقف الدين، وسيعمل مع الرئيس (باراك) أوباما على اجراءات تسمح بتحسين وضعنا الضريبي على المدى البعيد”. وقالت كلينتون بشأن المعركة الجارية حول مسالة الديون إن “الخلاف السياسي في واشنطن شديد الآن لكن هذه السجالات لطالما كانت عنصراً ثابتاً في حياتنا السياسية” وهي تثبت بنظرها “كيف يتصرف مجتمع منفتح وديموقراطي للتوصل إلى الحلول المناسبة”.
عدد اليوم
