الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مؤامرة هيثرو تغير بروتوكولات السفر

21 أغسطس 2006 00:30
إعداد - أيمن جمعة: توقع خبراء بريطانيون تحول القيود التي فرضتها سلطات المطارات بشأن حقائب اليد بعد اكتشاف مؤامرة ارهابية لتفجير حوالي عشر طائرات في الجو، من اجراءات مؤقتة الى دائمة، وهو ما تعتقد صحيفة ''فاينانشال تايمز'' انه سيغير وجه صناعة السفر الجوي لشهور وربما أعوام عديدة مقبلة· وتضيف الصحيفة في تقرير خاص ''تستعد صناعة السفر والطيران لتراجع جديد في اقبال المستهلكين وارتفاع في نفقات الامن بعدما أعلنت بريطانيا عن احباط الخطة الارهابية لاسقاط عدة طائرات من خلال تفجيرات في الجو''· وقال موقع ''بي بي سي'' على الانترنت: كما تغيرت الحياة بعد 11 سبتمبر ،2001 فان وجه هذه الصناعة سيتغير بشكل أكيد بعد احباط مؤامرة مطار هيثرو·· ويقول كيفن ميتشل رئيس منظمة ''تحالف السفر التجاري'' البريطانية ''الحادث سيخلف تأثيرات هائلة على أمن الطيران في العالم كله''· وفور وقوع الحادث، أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية، ثالث أكبر شركة طيران في أوروبا، انها لن تسمح للركاب على كل رحلاتها بحمل أي حقائب يد أو سوائل ولن تسمح للمسافر بان يأخذ معه الى داخل الطائرة سوى الضروريات مثل جوازات السفر على أن يضعها في حقائب بلاستيكية شفافة، سيتم توزيعها داخل المطارات· وبمقتضى هذه القيود لن يسمح للركاب الا بأخذ حقيبة واحدة هي في حجمها نصف ما اعتاد المسافرون على اخذه معهم داخل الطائرة· وتم تطبيق هذه القيود على الرحلات بين بريطانيا واميركا وهي التي تمثل 40% من حركة السفر بين جانبي المحيط الاطلنطي· كما حظرت سلطات الطيران في فرنسا والهند وكندا كل السوائل والجيل في الحقائب اليدوية خلال الرحلات الداخلية او الدولية· وتسببت هذه القيود في خسائر فادحة للخطوط الجوية البريطانية، التي اضطرت لاستئجار مساحات فارغة لتخزين الحقائب التي جمعتها من الركاب والتي ضاع عدد كبير منها بعد ذلك· وقدر أحد الخبراء تأثيرات هذه التطورات على الشركة البريطانية بالخسائر الضخمة التي تكبدتها الشركة بسبب اضراب عمال مناولة الحقائب العام الماضي والتي وصلت الى نحو 40 مليون جنيه استرليني· كما سادت أجواء الفوضى مطار هيثرو وهو من أكبر مطارات العالم حيث تهبط فيه أو تقلع منه ما اجماليه 1250 رحلة جوية يوميا حاملة حوالي 190 ألف راكب· ومن جانبها سارعت المطارات الاميركية لتعزيز اجراءاتها بشكل مخيف، وقال محللون إن الطائرات الاميركية ستخسر على الارجح بعض الحجوزات لصالح شركات منافسة وهو ما سيقلص انتعاشها المالي بعدما خسرت حوالي 40 مليار دولار منذ عام ·2001 وظهرت أصوات متفائلة ترى ان تداعيات الكارثة لن تستمر طويلا· ويقول كيث بيتون من رابطة وكلاء السفر البريطانيين ''ستكون هناك حالة اهتزاز لفترة قصيرة وسيتعين على شركات الطيران التفكير في نشر مزيد من أفراد الامن في حين من المرجح ان ترتفع نفقات تأميل الطيران· لا أتوقع ان يستمر الناس لفترة طويلة يتجولون في الطائرات بحقائب بلاستيكية شفافة، لكن المؤكد ان اجراءات الامن ستكون متشددة للغاية''· وبالفعل خفت وطأة الهلع الامني حيث سيتمكن ركاب الرحلات الدولية من بريطانيا من حمل حقيبة صغيرة بحجم حقيبة الكمبيوتر المحمول الصغير، لكنها لا يجب ان تتضمن أية مستحضرات تجميل او سوائل او مشروبات· كما تم رفع الحظر عن حمل معدات كهربائية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمول والتي حذر رجال الاعمال من ان منها سيمثل لهم مشكلة كبيرة لانهم كثيرا ما يلجأون للعمل أثناء الرحلات الطويلة عبر اجهزة الكمبيوتر· وجاء في منشورات ارشادية للمطارات البريطانية انه تم رفع الحظر عن البان أو أطعمة للاطفال بشرط ان يقوم الاباء بتذوقها امام السلطات المختصة· لكن اذا كان المسافر متوجها الى اميركا فلن يستطيع ان ياخذ معه أية سوائل او اطعمة أو اشياء على صورة جيل· وبالنسبة للمسافرين من المطارات الاميركية فان خلع الاحذية لفحصها بالاشعة وهو اجراء متبع في بعض المطارات، سيكون الزاميا في كل المطارات الاميركية· وحاولت بعض الشركات تبرير هذه الاجراءات بانها ستجعل السفر أكثر سهولة لانها ستلزم المسافر بالتخفف من كثير من الاشياء، غير ان المراقبين يقولون إن تنوع الاجراءات واختلافها من مطار الى اخر سيصيب الركاب بالتشوش وسيؤدي لا محالة لتراجع الاقبال على السفر جوا خاصة في المسافات القصيرة· وتشير صحيفة ''الاندبندنت'' في تقرير الى ان كل من ركب طائرة في اكتوبر 2001 يتذكر الطوابير الطويلة امام نقاط التفتيش الامنية في المطارات والوجوه المتوترة للمسؤولين الامنيين واخيرة المقاعد الخاوية داخل الطائرات· وتقول ''بدا ان ذاك ان صناعة الطيران لن تقوم لها قائمة بعد ذلك· ونتذكر ايضا بعد تفجير برج التجارة العالمي ان البعض كان يتندر بان الناس سترفض بعد اليوم العمل في ناطحات السحاب· من السهل المبالغة في رد الفعل، وقد تعافت صناعة الطيران مرة تلو الاخرى من كوارثها ولن يكون ما حدث في مطار هيثرو باستثناء· فقد اضطر المسافرون وشركات الطيران والمطارات لتغيير اجراءاتهم وبروتوكولاتهم مرات عديدة خاصة في الستينيات عندما اتضح ان بامكان الارهابيين اخذ مسدسات داخل الطائرات ثم في السبعينيات والثمانينيات مع انتشار خطر القنبل ثم عام 2001 مع ظهور مفهوم المهاجمين الانتحاريين''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©