نشأت وكبرت وترعرعت على أن الشيخ زايد (رحمه الله) هو زايد الخير وأن فضله على اليمن ليس بقليل، أبناء اليمن عامة وأبناء مأرب خصيصاً جميعهم مدينون له بما أنجزه لهم والذي حتى الآن ينعمون به.
كنت أرى كيف يجلس مع عامة المواطنين فتعلمت منه التواضع.
رأيت كيف كان يضع شعبه أولاً، فتعلمت منه الحب والمودة.
رأيته كيف كان ينادي شعبه بأبنائي حتى ظننت أنهم حقاً أبناؤه.
رأيت كيف كان أبناء شعبه يحبونه ولا يزالون حتى الآن يذكرونه حتى في تفاصيل حياتهم فتعلمت معنى الحب والولاء الحقيقي لولي الأمر.
أرى في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هيبة أبيه، وفي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ملامح وتواضع والده، وفي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان طيبة قلب زايد، وفي كل إماراتي لمحة من زايد، رحمه الله، حتى أيقنت أنه لا يزال حياً في قلوب الجميع.
لم تعلمني الحياة بل زايد، رحمه الله، وأبناؤه من علموني.
2 نوفمبر 2004 رغم أنني لم أكن أتجاوز الثانية عشرة، لكنني لا أزال أتذكر مدى حزني يومها، فقد كان، رحمه الله، حكيماً عطوفاً على شعبه وعلى أبناء أمته.
ألم تقل (إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على معاناة الماضي وقسوة ظروفه).. وأقول لك ليتك كنت معنا لترى ما وصل له شعبك وأبناؤك، ولترى اسمك وأبناءك مرفوعي الرأس.
ألم تقل أيضاً (إن رفع مستوى المواطن والدولة ككل هو رائدنا وفوق كل شيء، والدولة مثل الشجرة التي يجب أن تحظى بعناية مواطنيها وحرصهم على تنميتها، وكل مواطن عليه أن يحترم وطنه).. أبشرك بأن أبناءك الآن ينتمون إلى أسعد شعب في العالم.
ألم تقل (إن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل وإن طالبات اليوم هن أمهات المستقبل).. أقول: نم قرير العين فإن المرأة الإماراتية اليوم تقلدت أعلى المناصب وكل نساء الإمارات رفعن رأسك عالياً.
يا بوي زايد أبشرك.. نم بسلام فإن البيت متوحد وأبناءك متحدون.. أبشرك أنهم جميعاً على خطاك يمشون.
وبالرغم من أنني لست إماراتية ولم أعش في الإمارات ولكنني سأظل أذكر خيرك على أبناء اليمن.
فهنيئاً لشعب كنت قائده وهنيئاً لأبناء كنت والدهم.
ولك مني سلام ودعاء أذكرك به ما حييت.
والسلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حياً.
عهود أحمد الجبلي
عدد اليوم
