الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الولايات المتحدة تراهن على الوقود الحيوي لتلبية احتياجاتها من الطاقة

الولايات المتحدة تراهن على الوقود الحيوي لتلبية احتياجاتها من الطاقة
5 فبراير 2010 20:20
انطوت صناعة الوقود الحيوي في أميركا خلال العامين السابقين على التذبذب ما بين مؤيد ومعارض. وكان الجيل الأول من الوقود الحيوي المستخرج من الذرة المزروعة غالبيتها في وسط غرب الولايات المتحدة، قد لاقى تأييداً كبيراً داخل الأوساط الأميركية بصفته آنذاك حلاً لمسألة استقلال الطاقة الأميركي وتوفير فرص العمل في وسط الولايات المتحدة. غير أن إنتاج الإيثانول من الذرة تعرض لانتقادات عنيفة، حيث ذهب البعض إلى أنه لا ينبغي استخدام محاصيل زراعية كوقود بدلاً من استخدامها كغذاء. واتهم الوقود الحيوي بأنه السبب في ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية وأشين من قبل مناصري حماية البيئة نظراً للتشكك في فوائده البيئية وكثيراً ما ضرب به المثل على حزم الدعم الحكومي المهدرة. واستمر هذا الجدل إلى أن تدخلت قوى السوق التي أدت إلى انهيار صناعة الإيثانول عام 2008 حين أدى إفراط إنتاج الإيثانول وفوائض مخزونة إلى العصف بأرباحه. غير أن صناعة الوقود الحيوي استجمعت قوتها نسبياً العام الماضي مع استقرار اقتصاد الولايات المتحدة، وربما تستمد مزيداً من القوة خلال هذا العام لأنه من المنتظر أن تبت وكالة الحماية البيئية في مسألة السماح باحتواء البنزين الأميركي على نسبة 15 في المئة من الإيثانول. بيد أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعلق آمالاً على نتائج بحوث مهمة لما يسمى الجيل الثاني من الإيثانول السليولوزي، وهو عبارة عن وقود يصنع من ألياف محاصيل غير غذائية مثل نبات الدخن العضوي (بانيسم فيرجاتم)، وإذا نجحت هذه البحوث فإن ذلك سيغني عن الخلاف الجدلي على تحويل الغذاء إلى وقود كما أن تلك الطريقة أكثر توفيراً وأقل إصداراً لانبعاثات الكربون، إذ إن نبات الدخن العضوي يصدر طاقة تساوي خمسة أمثال الطاقة اللازمة لزراعته ونموه. الجيل الثاني وقال فاني راج كومار تشينثابالي المحلل الاقتصادي في مؤسسة فروست أند سوليفان الاستشارية في تقرير صدر مؤخراً أن استخدام الجيل الثاني من أنواع الوقود الحيوي ينتظر أن يقلص انبعاثات غازات الدفيئة وخصوصاً ثاني أكسيد الكربون من محركات الاحتراق بنسبة 80 إلى 85 في المئة مقارنة مع أنواع الوقود الأحفوري التقليدية، بل إن انبعاثات الدورة الحياتية لمحروقات الجيل الثاني الحيوية تستهلك ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تنتجه. كما تشجع إدارة أوباما أيضاً بحوثاً في محروقات جيل ثان أخرى مثل تلك التي تستمد من منتجات ثانوية أو من مخلفات صناعية، والعام الماضي خصصت الإدارة الأميركية 564 مليون دولار من برنامج التحفيز الاقتصادي لبرامج إنتاج وقود حيوي من مواد أولية مثل نشا حبوب غير الذرة ومن الطحالب. يذكر أن تشجيع المحروقات الحيوية مثل الإيثانول السليولوزي طالما شكل جانباً مهماً من سياسات الحكومة الأميركية المعنية بالطاقة. وكان الكونجرس الأميركي قد حدد نسبة لشركات تصنيع البنزين بأن تخلط 100 مليون جالون وقود حيوي من نباتات غير غذائية في البنزين بحلول عام 2010 و250 مليون جالون في 2011 و16 مليار جالون بحلول 2022، وقد تبين أن ذلك ينطوي على تفاؤل مفرط، حيث إنه من غير المرجح أن تنتج الصناعة أكثر من 30 مليون جالون هذا العام. وحتى الآن لا توجد شركة أميركية تنتج وقوداً حيوياً من محاصيل غير غذائية أو منتجات ثانوية أو نفايات صناعية تحقق مبيعات تجارية ملموسة. ويعزى ذلك في المقام الأول إلى الأزمة الاقتصادية، ويعكس أيضاً مدى الصعوبة الفنية في إنتاج وقود حيوي من الجيل الثاني، كما يعزى إلى حد ما إلى عدم تمرير مشروع قانون تقليص الانبعاثات بالمقايضة CAP - AND - TRADE - والذي كان من شأنه وضع أسعار لانبعاثات الكربون. ويشير والاس تاينر خبير الاقتصاد الزراعي في جامعة بورديو إنديانا إلى أنه رغم استفادة الإيثانول السليولوزي من القانون الفدرالي الخاص بأنواع الوقود المتجددة (الذي يحدد مستويات الإنتاج) فإن الحكومة تمنح دعماً يبلغ دولاراً لكل جالون، إلا أنه ما يزال هناك تحديات كبيرة أمام نجاح الوقود الحيوي تجارياً. ويشير إلى أن هذا الدعم سيتوقف عام 2012 وربما لا يجدد، بالإضافة إلى أن الحكومة لا تضمن 100 في المئة من دعمها، ولذا فعلى الشركات إصدار أسهم أو الحصول على سلف لتسديد الباقي. مشاكل تمويلية وقال تاينر إن الوقود الحيوي ينطوي على مصاعب سوقية ومصاعب تكنولوجية وتخبطات من حيث سياسة الحكومة ومشاكل تمويلية هي بيئة شديدة الصعوبة لأي صناعة تريد تحقيق نجاح تجاري. ومع ذلك، هناك مجموعة من الشركات رصدت تمويلات لمصلحة بحوث الوقود الحيوي، إذ أعلنت إكسون شركة النفط الأميركية العملاقة وسينتتيك جينوميكس (الشركة التي يديرها كريج فنتر عالم الأحياء الجزيئية عن اشتراكهما في رصد 600 مليون دولار لتمويل بحوث صنع أنواع وقود حيوي من طحالب معدلة الجينات، رغم أن الأمر قد يستغرق عقداً على الأقل قبل طرح منتجات من هذا القبيل في السوق. كما ضاعفت شل دعمها المالي لشركة كوديكسيس التي تشكلت مؤخراً لتطوير ميكروبات تعجل تفاعلات تحويل نباتات غير غذائية إلى وقود. كذلك انضمت شركات غير نفطية لهذا التوجه، إذ قامت جنرال موتورز وبلاكستون جروب بدعم كوسكاتا الشركة التي تحول النفايات الخشبية إلى وقود حيوي، كما قامت ديبون مجموعة الكيماويات الأميركية بتشكيل شركة تآلف مع دانيسكو شركة إنتاج المكونات الغذائية في مشروع مشترك لإنتاج إيثانول سليولوزي. والسؤال المهم هو متى ستجعل هذه الأنشطة الجيل التالي من الوقود الحيوي ذا جدوى تجارية؟ من المرجح أن يستغرق الأمر أكثر من 10 سنوات قبل أن يتمكن تآلف اكسون - سلتتيك جينوميكس من طرح المنتجات في السوق. أما الافتقار إلى بنية توزيع تحتية فهي مشكلة أخرى. غير أن بويت أكبر شركة في العالم تنتج الإيثانول نجحت في تقليص كلفة الإيثانول السليولوزي لكل جالون من 4.13 دولار إلى 2.35 دولار خلال العام الماضي وتعتزم الشركة تقليص الكلفة إلى 2 دولار لكل جالون من أجل البدء في إنتاجه تجارياً. عن “فايننشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©