الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«رأس الخيمة الوطني» يطلق ملتقى الرواد في رمضان تحت شعار «كلنا خليفة»

«رأس الخيمة الوطني» يطلق ملتقى الرواد في رمضان تحت شعار «كلنا خليفة»
23 يوليو 2013 00:17
أطلق مسرح رأس الخيمة الوطني، مساء أمس الأول، ملتقى الرواد، تحت شعار «كلنا خليفة»، وذلك تأكيداً للانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة، وترسيخاً للقيم الوطنية، وتعزيزاً لدور الفن والثقافة في دعم المسيرة الوطنية، وعملية التنمية الشاملة في ربوع الإمارات. واستضاف الملتقى الذي ينظمه المسرح، خلال شهر رمضان المبارك، بحضور نخبة من رواد العمل المسرحي والفني والثقافي في الدولة، مع الأجيال الصاعدة والمواهب الواعدة، في المجال المسرحي، في باكورة فعاليات أمسياته، بلال البدور الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في جلسة رمضانية، وحوار مفتوح مع الحضور أداره الإعلامي سالم محمد. وتحدث البدور، خلال الأمسية الثقافية الرمضانية، عن بداياته في حقل المسرح، قبل أربعين عاماً، حيث كانت الانطلاقة في المسرح المدرسي الذي وقف على خشبته للمرة الأولى آن ذلك، وشكلت بداية بسيطة، وتناول ما أسماها المرحلة الثانية من مسيرته الفنية، متطرقاً إلى العلاقة بين رمضان والثقافة، معتبراً أن لكل مرحلة وجيل خصوصية ثقافية اجتماعية. كما تحدث البدور عن دور الإعلام قائلاً إن مؤسسات الإعلام التقليدي سقطت بعد أن أصبح الإعلام الجديد في (جيب) كل شخص عادي، وبإمكانه أن يكتب ويصور ويرسل الخبر والمعلومة إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الإنترنت، وهو ما وضع الصحافي المعاصر في مواجهة تحد حقيقي لمواكبة هذا التطور في التقنيات الحديثة، منوهاً أن المسرح مفردة من مفردات الحياة الثقافية، في حين أن العمل الثقافي في الإمارات لا يواكب حتى الآن التطور الهائل الذي تشهده الدولة في القطاعات الاقتصادية والسياسية والعمرانية، حيث يسبق التطور العمراني والمدني والمادي الثقافة التي ما زالت متخلفة عن ركب التنمية الشاملة، بينما لا يستطيع المثقف في الإمارات أن يقدم منجزاً ثقافياً موازياً لحركة التطور والنهضة في ربوع الدولة. ونوه البدور بما تشهده الساحة الثقافية العربية من تراجع عام في الإنتاج الثقافي، وسط غياب الإعلام والأسماء الكبيرة، على عكس ما شهدته فترة الخمسينيات من القرن الماضي التي عرفت ظهور نخبة من المثقفين العرب الكبار. وأنحى البدور باللائمة على الإعلام المحلي في عدم صناعة النجم الإماراتي على المستوى العربي والعالمي فنياً وثقافياً، مؤكدا أن مسرح السبعينيات في الإمارات أقوى من نظيره في الثمانينيات، والأخير أفضل من مسرح التسعينيات، وهكذا دواليك، ما يدل على تراجع مستوى المسرح الإماراتي خلال المراحل الماضية، على الرغم من الإمكانات المادية والمسارح الحديثة والتقنيات المتطورة المتوافرة حالياً والورش المسرحية المتعددة والمتخصصة، مقارنة ببساطة الإمكانات في الماضي. وشخص البدور أسباب تراجع المسرح الإماراتي، على الرغم من وجود تسع عشرة فرقة مسرحية في الدولة، من بينها السعي وراء (النجومية السريعة)، وهي محاولة بعض الفنانين المسرحيين الشباب البروز السريع، وسعيهم لأن يصبحوا أبطالاً في مشاركاتهم الأولى، من دون أن يمروا بمرحلة خلف الكواليس. تطور المسرح وقال البدور أن تطوير المسرح الإماراتي يتطلب البدء من المسرح المدرسي، ومن مسرح رياض الأطفال تحديداً، لافتاً إلى أهمية أن تشرف وزارة الثقافة على المسرح المدرسي، على غرار توليها مسؤولية المسرح الجامعي حالياً، وهو ما يجري بحثه مع وزارة التربية والتعليم، ضمن مفهوم الشراكات المجتمعية، وأضاف البدور أن المهرجانات والفعاليات المسرحية المختلفة في الدولة، وتشمل أيام الشارقة المسرحية والمهرجانات المتخصصة في مسرح الطفل ومسرح الشباب والمسرح الجامعي والمسرح المدرسي هي مبادرات قيمة وفعاليات جادة، لكن أثرها ضعيف ولا يواكبها إنتاج وفعل مسرحي متطور، منتقداً عدم اهتمام بعض المسارح المحلية بتأهيل وإخراج كوادر مسرحية وطنية، وهي مسؤولية مشتركة بين المسارح والمؤسسات الثقافية، في ظل تكامل مؤسسات المجتمع، مضيفاً أن لا شيء يمنع من أن يكون المسرح الجاد تجارياً، لكن ذلك يستدعي اختيار النص الجيد والوقت المناسب للعرض وحسن التسويق، وسواها من عناصر نجاح الأعمال المسرحية. «الشللية» وألقى البدور الضوء على ما وصفها بـ «الشللية» في الإعلام وبعض المجلات الثقافية المحلية، ما أدى إلى إبراز بعض الوجوه الثقافية وتغييب أخرى أو تهميش بعض المثقفين، بسبب الاختلاف في الاتجاه الفكري والعلاقات الخاصة، لافتاً إلى بعض الأسماء الثقافية التي برزت في الإمارات في مراحل سابقة ثم اختفت، مشدداً على أن المثقف سيستمر في العطاء والإنتاج إذا كان مثقفاً حقيقياً. ورداً على طرح المشاركين في الأمسية المسرحية الرمضانية قضية الدعوات الخاصة التي توجه إلى بعض المسارح المحلية مباشرة، من دون المرور على وزارة الثقافة، قال بلال البدور «إنه ضد الدعوات الخاصة للمسارح مباشرة، لكن الوزارة لا تستطيع منعها، ولا تملك صلاحية في ذلك، في حين أن الوزارة ترشح للمشاركة في الدعوات الخارجية التي تصلها مباشرة، لترشيح الأعمال الفنية الإماراتية الأعمال ذات الجودة، والقادرة على التمثيل المشرف للدولة في الخارج». وحضر الملتقى عدد من الكاتب والباحثين، منهم نجيب الشامسي المستشار الاقتصادي في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعبدالله الزعابي رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة، والأديب أحمد عيسى العسم رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والدكتور حبيب غلوم مديراً للأنشطة الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والدكتور علي فارس مدير عام مركز الدراسات والوثائق برأس الخيمة، ومريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة، وجمع من المخضرمين والواعدين من المسرحيين والفنانين والمثقفين. مداخلات وفي مدخلات الحضور أكد عبد الله الزعابي، رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني، أن «المسرح هو المسرح»، ولا مسوغ للكثير من التصنيفات الفنية بين مسرح جاد وآخر تجاري، مشدداً على أنه ضد التصنيف. وقال نجيب الشامسي المستشار الاقتصادي في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وكاتب مسرحي ورئيس سابق لمجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني، خلال الأمسية الأولى للملتقى هذا العام: إن وزارة الثقافة شكلت مظلة شاملة للعمل الثقافي في مراحل سابقة، لكنها أصبحت اليوم معطلة، وتركت هذا الدور لجهات محلية، ما خلق حالة من التشتت في العمل الثقافي في الإمارات، وأضعف المنتج الثقافي الوطني، وقاد إلى انتكاسة في الحياة الثقافية، مضيفاً أننا لا نزال نبحث منذ أكثر من أربعين سنة عن هوية للمسرح والثقافة الإماراتية. وتناول الدكتور علي فارس، مدير عام مركز الدراسات والوثائق، التابع للديوان الأميري في رأس الخيمة، ما وصفها بـ «المحسوبية» في اختيار الأعمال الدرامية التي تعرض في القنوات الفضائية، وتنتج من قبل بعض المنتجين من أبناء الإمارات، وهو ما رد عليه الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة بأن المشكلة أنه «ليس لدينا في الإمارات مؤسسات إنتاج وطني، لكنْ لدينا منتجون محليون، وبعضهم لا يتحلى بروح المسؤولية في دعم الإنتاج الدرامي الوطني وتشجيعه وتعزيز الهوية الوطنية وعكس صورة طيبة عن مجتمعه».
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©