رفض الجيش الأوكراني أمس دعوة إلى وقف إطلاق النار بين قواته والمتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا لأسباب إنسانية، أطلقها قائد انفصالي، مطالباً المتمردين بإلقاء أسلحتهم والاستسلام، فيما حذرت الدول الغربية روسيا من التدخل هناك بذريعة مهمة إنسانية.
وضيقت القوات الأوكرانية الخناق على مدينة دونيتسك الصناعية المعقل الرئيسي للمتمردين وأكبر مدن حوض دونباس المنجمي، حيث قال سكان إنهم سمعوا دوي قصف شديد منذ الصباح.
وسمعت أصوات 20 انفجاراً في دونيتسك ودمر انفجار زجاج النوافذ في مستشفى للتوليد بوسط المدينة، ولجأت الأمهات مع المواليد الجدد، الحوامل إلى ملجأ في الطبقة السفلى من المبنى حيث ولد طفل بعد عمليات القصف.
وقال عمدة دونيتسك «دمرت قذيفة منزلا وقسماً من مستشفى وأصيبت امرأة بجروح في منطقة كييفسكي شمال المدينة».
واندلع حريق بمبنى شركة الاتصالات الأوكرانية (أوكرتليكوم) في كييفسكي وتضرر مربع سكني قريب أيضاً إذ تحطمت نوافذ وشرفات.
وقال ساكن «أوكرتليكوم مشتعلة لأن قذيفة انفجرت واضرمت النيران فيها.
انهم يطلقون قذائف مورتر، أوغاد».
وأعلن الجيش الوأكراني صباحاً أنه أحكم الحصار حول المدينة وأطلق النار على قواعد المتمردين وألحق بهم «خسائر فادحة».
وقتل 3 جنود وأُصيب 27 آخرون بجروح خلال 24 ساعة .
وقال مسؤولون أمنيون في كييف إن الانفصاليين يطلقون هجمات مضادة لكسر الحصار.
وقد وافق المتمردون على أي وقف لإطلاق النار بعد تزايد مكاسب الجيش الأوكرانية على حسابهم ميدانياً، لكنهم أكدوا استعدداهم للدفاع عن دونيتسك البالغ عدد سكانها نحو مليون نسمة.
وقال رئيس حكومة «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية ألكسندر زاخارتشينكو، في بيان أصدره في دونيتسك، «نحن على استعداد لوقف إطلاق النار لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في دونباس».
ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأوكراني أندريه ليسينكو «إذا كانت هذه مبادرة فيجب تنفيذها بوسائل عملية وليس بالكلام، برفع الرايات البيضاء والقاء السلاح، لم نر هذه الخطوات العملية بعد».
من جانب آخر، رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الليلة قبل الماضية أي تدخل لروسيا من جانب واحد في أوكرانيا حتى لو كان إنسانياً.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن أوباما وكاميرون عبرا خلال محادثة هاتفية بينهما عن قلقهما الكبير بشأن المعلومات التي تفيد بأن عربات عسكرية روسية عبرت الحدود ودخلت إلى أوكرانيا وأن قوات مسلحة روسية تقوم بتدريبات على «تدخل إنساني»، وقالا بوضوح تام «إن مثل هذه المهمة الانسانية المزعومة ستكون غير مبررة وغير شرعية».
وقال البيت الأبيض إن أوباما وميركل اتفقا في محادثة هاتفية على أن «أي تدخل روسي في أوكرانيا، حتى ولو لمبررات إنسانية مزعومة، مرفوض من دون تفويض واضح ورسمي من الحكومة الأوكرانية، وسيشكل انتهاكاً للقانون الدولي ويؤدي إلى عواقب إضافية».
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي أمس بأن بلاده تجري محادثات مع أوكرانيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة بشأن إرسال مساعدات إنسانية لشرق أوكرانيا.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تلقت اقتراحاً من جانب وزارة الخارجية الروسية لتنظيم قوافل إنسانية إلى أوكرانيا، لكنها لم ترد عليه.
(عواصم -وكالات)
عدد اليوم
