الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وبيونج يانج... العودة المحسوبة لـ «السداسية»

25 يوليو 2011 22:28
سيزور نائب وزير خارجية كوريا الشمالية نيويورك هذا الأسبوع لإجراء لقاء نادر يمكن أن يمهد الطريق لاستئناف المحادثات السداسية لنزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية، بحسب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وهذا الاجتماع المزمع عقده بين "كيم كاي- جوان" والمسؤولين الأميركيين، الذي تم الترتيب له بناء على طلب واشنطن، يمثل فرصة ملموسة لتحقيق أول تقدم دبلوماسي مع كوريا الشمالية خلال ما يزيد عن عامين. ولكن كسر الجمود الطويل في العلاقات بين البلدين يحمل في طياته أيضاً مخاطر من نوع خاص، حيث دأبت إدارة أوباما منذ فترة طويلة على توخي الحذر في تعاملها السياسي مع بيونج يانج، والارتياب في حقيقة رغبتها في تفكيك برنامجها النووي. وقد وصفت كلينتون الاجتماع المقبل بأنه "استكشافي". ويمكن للولايات المتحدة والدول الأخرى المعنية بالمباحثات السداسية الخاصة بنزع الأسلحة النووية وهي الصين، وروسيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، إعادة إحياء المحادثات السداسية مرة أخرى إذا ما التزمت بيونج يانج ببنود اتفاقية 2005 التي تعهدت فيها بالتخلي عن جهودها النووية - كما قالت الوزيرة كلينتون. وقالت كلينتون في تصريح آخر: "نحن منفتحون على إجراء مباحثات مع كوريا الشمالية، ولكننا لا ننوي مكافأتها لمجرد أنها قبلت بالعودة لطاولة المفاوضات مجدداً"، مضيفة: "لن نعطيهم أي شيء جديد مقابل مواقف جيدة وافقوا بالفعل على اتخاذها. كما أنه لا توجد لدينا الرغبة ولا الاستعداد لمواصلة مباحثات مطولة تقودنا مرة أخرى لنفس النقطة التي كنا قد انطلقنا منها في البداية". يذكر أن المباحثات السداسية التي كانت قد انطلقت عام 2003 أنتجت سلسلة من الوعود التي لم يتحقق أي منها في الواقع العملي. كما يـذكر أيضاً أن المباحثات قد توقفت رسميّاً في إبريل 2009 أي بعد عدة شهور فقط على آخر اتفاقية وقعتها الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية. وكان السبب في إيقاف المباحثات إقدام بيونج يانج على تجربة صاروخ نووي، وهو ما قوبل في حينه بشجب وانتقادات دولية. ومنذ ذلك الحين لم تعقد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اجتماعات دبلوماسية على مستوى عالٍ سوى مرة واحدة فقط في ديسمبر 2009 وذلك عندما قام "ستيفن بوسورث"، المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية والمختص بالشؤون الكورية الشمالية، بزيارة بيونج يانج في رحلة استغرقت ثلاثة أيام أجرى فيها لقاءات مع مسؤولين حكوميين. يشار إلى أن الدعوة الموجهة من الولايات المتحدة لنائب وزير الخارجية الكوري الشمالي تأتي بعد يومين فقط من اجتماع لبناء الثقة مجدداً عقد بين مبعوثين كوري شمالي وكوري جنوبي على هامش قمة وزراء الخارجية التي عقدت في جزيرة "بالي" في إندونيسيا وحضرتها الوزيرة كلينتون أيضاً. يذكر أن الدولتين الجارتين قد توصلتا لاتفاقية للدفع من أجل استئناف المحادثات السداسية في أسرع وقت ممكن على حد قول الموفد الكوري "راي يونج هو". وكان لافتاً للغاية استعداد كوريا الشمالية للتماشي مع هذه الخطوة على اعتبار أنها تمثل تخفيفاً للمواقف بعد واحدة من أعنف السنوات على شبه الجزيرة الكورية (ضرب السفينة الكورية الجنوبية بالطوربيد وقصف جزيرة كورية جنوبية، والكشف عن منشأة للتخصيب أمام عالم أميركي زائر). ومع ذلك سعى المسؤولون الأميركيون في الأسابيع الأخيرة إلى الدفع باتجاه إعادة التعاطي مع كوريا الشمالية طالبين من سيؤول أن تقود الطريق إلى ذلك. وفي هذا السياق، وفي الجلسة التي تم فيها ترشيح "سانج كيم" وهو أميركي من أصل كوري لشغل منصب سفير الولايات المتحدة في سيؤول، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري (ديمقراطي- ماساشوستس): "يجب علينا ألا نخطئ في الأمور: فإذا ما أخذنا في اعتبارنا المواقف غير المسؤولة الأخيرة لكوريا الشمالية فإن الاستمرار في اتخاذ موقف تأجيلي في السياسة حيالها، قد يؤدي إلى مفاقمة خطورة أوضاع خطرة بالفعل". ومن جانبه قال "هونج هيون- إيك" المحلل بمعهد "سيجونج" بسيؤول، الذي يدرس برنامج بيونج يانج النووي: "إنه ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة قد مارست بعض الضغط على حكومة كوريا الجنوبية بشأن البدء مجدداً في مفاوضات مع كوريا الشمالية". ويقول الخبراء إنه إذا ما قدمت كوريا الشمالية تنازلات بشأن برنامجها النووي، فإنها ستتمكن من الحصول على مواد غذائية ومساعدات اقتصادية في وقت يحتاج فيه ربع عدد سكانها تقريباً إلى مساعدات غذائية بصورة ماسة وفقاً للبيانات الصادرة عن برنامج الغذاء العالمي. ويذهب المحللون المختصون في الشأن الكوري الشمالي في سيؤول وواشنطن إلى أن النقص الغذائي الحاد الذي تواجهه كوريا الشمالية مفتعل لأن الحكومة تخصص معظم أموالها لاستيراد السيارات الفاخرة والساعات غالية الثمن والأسلحة باهظة التكاليف، وتستهين بعقوبات الأمم المتحدة، وتتجاهل احتياجات شعبها. ومع ذلك يذهب أيضاً خبراء آخرون إلى أن الزعيم الكوري الشمالي "كيم يونج إيل" لديه دافع جديد لتحسين نوعية الحياة للشرائح الاجتماعية الأخرى -غير الصفوة المحظية، حيث وعدت الماكينة الإعلامية للدولة بأن عام 2012 الذي يوافق الذكرى المئوية لمولد القائد المؤسس "كيم إيل سونج" والد الزعيم الحالي، سيكون بمثابة نقطة انطلاق كوريا الشمالية نحو التقدم والتحول إلى دولة قوية ومزدهرة. تشيكو هارلان - سيؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©