الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة تدعو لتحرك عاجل لمواجهة المجاعة

الأمم المتحدة تدعو لتحرك عاجل لمواجهة المجاعة
25 يوليو 2011 23:30
حذر اجتماع دولي عقد أمس في روما من أن المجاعة التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي تحتاج إلى تكاتف الجهود لمواجهتها قبل أن تتحول إلى "كارثة إنسانية". ونظمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) ومقرها روما الاجتماع بناء على طلب عاجل من الرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين. وشارك في الاجتماع ممثلون عن دول المنظمة البالغ عددها 191 دولة وعدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية. وأوضحت المنظمة أن أزمة نقص الغذاء في منطقة القرن الأفريقي، والتي نجمت عن الجفاف والصراعات وارتفاع أسعار الغذاء، تؤثر على أكثر من 12 مليون شخص، مشيرة إلى أن منطقتين في جنوب الصومال يعاني سكانهما من مجاعة. وافتتح صباح أمس في روما اجتماع وزاري طارئ حول القرن الأفريقي دعت إليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بطلب من فرنسا التي تتولى حاليا رئاسة مجموعة العشرين. ودعا المدير العام لـ(فاو) عبده ضيوف خلال الاجتماع إلى "مساعدة دولية كثيفة وعاجلة" للقرن الأفريقي الغارق في "وضع كارثي" بسبب الجفاف. وقال ضيوف "يجب إنقاذ الأرواح وأحذ المبادرة" مشدداً على ضرورة جمع 1,6 مليار دولار (1,1 مليار يورو) خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة و300 مليون دولار خلال الشهرين القادمين. ومن المقرر عقد اجتماع للمانحين الأربعاء في نيروبي للوقوف عند آخر التطورات على صعيد الحاجات والمبالغ التي تم تحصيلها. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المطلوب تأمين مبلغ 1,6 مليار دولار للصومال وحدها حيث "يموت يوميا أطفال وبالغون بوتيرة مرعبة". إلا أن وكالات الأمم المتحدة لم تحصل سوى على نصف هذا المبلغ. ويهدد الجفاف الذي يجتاح حاليا القرن الأفريقي ويعتبر الأسوأ منذ ستين سنة، 12 مليون شخص في الصومال حيث أعلنت المجاعة في منطقتين، كما يهدد كينيا وأثيوبيا وجيبوتي والسودان وأوغندا. ويعتبر الوضع حساسا بشكل خاص في الصومال حيث أعلنت الأمم المتحدة رسميا حال المجاعة في منطقتين في الجنوب يسيطر عليهما متمردو حركة الشباب الذين يمنعون وصول بعض المنظمات الإنسانية. وقال ضيوف أمام قاعة للمؤتمرات غصت بالحاضرين "هذه الأزمة ليست فقط نتيجة جفاف طال أمده: من الضروري الوصول إلى السلام". وأعلنت مديرة برنامج الأغذية العالمي جوزيت شيران إقامة جسر مساعدات جوي إلى مقديشو اعتبارا من (اليوم)الثلاثاء مع أولوية بإيصال المواد الغذائية للأطفال. وكان نائب رئيس الوزراء الصومالي محمد ابراهيم قال قبل ذلك بقليل إن "شعب الصومال يائس. أوجه نداء لتساعدوا الصومال على فتح ممرات إنسانية لنقل المساعدة الغذائية". وتمت الدعوة إلى الاجتماع من الفاو بطلب من فرنسا التي تترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين". من جهته أعلن وزير الزراعة الفرنسي برونو لومير أن "المجتمع الدولي فشل في ضمان الأمن الغذائي" داعياً "الجميع إلى إعادة الاستثمار في الزراعة العالمية". وحذر قائلا "إذا لم نتخذ الإجراءات الضرورية فإن الجوع سيكون فضيحة القرن"، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه "يقيس تماماً حالة التعب لدى مجموع الرأي العام ومحاولة الاستسلام واللامبالاة". وأكد أن اجتماع الاثنين "هو قضية حياة أو موت لعشرات آلاف الأشخاص"، معتبراً أن الهدف منه "الوقوف عند التقدم في الهبات والحاجات وتحضير مؤتمر المانحين في نيروبي الذي سيعقد بعد يومين". وأوضح الوزير الفرنسي أن الاتحاد الأوروبي يقدم مئة مليون يورو لمساعدة القرن الأفريقي وفرنسا "ضاعفت مساعدتها إلى 10 ملايين" يورو. وقبيل افتتاح الاجتماع أعلن البنك الدولي أمس منح القرن الأفريقي 500 مليون دولار في مواجهة موجة الجفاف التي تجتاحه، وذلك في تزامن مع انعقاد مؤتمر في روما يهدف إلى القضاء على المجاعة المتفشية في المنطقة. وأوضح البنك الدولي في بيان أن هذا المبلغ يضاف إلى 12 مليون دولار خصصت لتقديم "مساعدة فورية للأكثر تضررا من الأزمة". وأعلن رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في البيان أن "الإعانات الفورية هي الأولوية الأولى ومن المهم التحرك على وجه السرعة للحد من المعاناة البشرية، وإننا نعير أيضا اهتماما بالحلول البعيدة الأمد". وأعلن البنك الدولي أنه "من المهم على المدى البعيد لدول القرن الأفريقي أن تعد نفسها لموجات جفاف متكررة ستزداد حدة بسبب التغيير المناخي. وفي موقف معاكس للإجماع العام وسيل تصريحات إعلان النوايا، نددت باربرا ستوكينغ مديرة المنظمة غير الحكومية البريطانية اوكسفام بالموقف المتفرج للمجتمع الدولي. وقالت "مجموعة المانحين ليسوا مستعدين للالتزام على المدى الطويل. على مجموعة العشرين أن تدير التقلب الكبير في أسعار المواد الغذائية، يجب معالجة هذا الأمر، ومن الضروري اعتماد مقاربة واسعة النطاق تشمل الأمن الغذائي والفقر والتغيير المناخي"، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أوقع 44 مليون شخص في الفقر منذ يونيو 2010. وقبل افتتاح أعمال الاجتماع، طالب نحو ثلاثين شخصية من بينهم المغني بوب غيلدوف الذي خلق حال تعبئة عالمية ضد الجوع خلال التسعينيات مع حملته "باند ايد"، بأن تبادر الدول الأعضاء في الفاو إلى "الإعلان عن قيمة مساعداتها وتأمين هذا المبلغ من دون تأخير ولا تحوير ولا التباس". وقال الموقعون من بينهم المغني تيكن جا فاكولي من ساحل العاج والممثل والمخرج البريطاني ستيفن فراي والممثلة كريستن سكوت توماس "نعلم ما يجب فعله. نعلم أنه قابل للتحقيق وضروري. لقد افتقدنا فقط الإرادة السياسية". وأطلقت المنظمة غير الحكومية التي انشأها المغني بونو لمحاربة الفقر عريضة إلكترونية لدعوة القادة إلى أن يفوا بتعهداتهم.
المصدر: روما
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©