الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسبوع البر يحتفي بسفينة الصحراء ويبرز مكانتها في حياة الأجداد

أسبوع البر يحتفي بسفينة الصحراء ويبرز مكانتها في حياة الأجداد
12 أغسطس 2014 12:58
يستكمل ملتقى السمالية مشروعه الطليعي في تأصيل قيمة الموروث الشعبي في نفوس الجيل الجديد من أبناء الإمارات، مطلقا أسبوعه الثاني تحت عنوان أسبوع البر مثل الشلال الدافق الذي يعمق في نفوس النشء والشباب قيمة البيئة البرية بكل ما كانت تتميز به منذ خمسين عاماً أو يزيد، حيث كانت الواحة التي تكيف معها الآباء والأجداد وعاشوا في أجوائها القاسية بفضل الجد في تطويع البيئة المحيطة بكل عناصرها، ما جعل طلاب المراكز المنتسبين لنادى تراث الإمارات يعيشون أجواء خاصة مع الإبل بكل ما تحمل من رموز تاريخية وثيقة الصلة بالإنسان العربي، بالإضافة إلى المناشط الأخرى التي جذبت الطلاب، لتتحول جزيرة السمالية إلى لوحة متكاملة الخطوط والظلال. احتضن ملتقى السمالية الصيفي لهذا العام في أسبوعه الثاني، الذي انطلق برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، العديد من طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات في أجواء تراثية عامرة بكل ألوان الموروث الشعبي، ومن ثم المشاركة في مسابقة عتاد المطية، والتي ما إن بدأت حتى تبارى الطلاب في وضع العتاد على الجمال في زمن قياسي، فضلاً عن أنهم انبثوا في جنبات معرض إدارة الأنشطة التراثي الذي توزعت فيه نماذج حية من الموروث الشعبي عبر عصور ماضية ليكون المعرض بمثابة لوحة فائقة الجمال تكشف طقوسا حميمية اعتاد عليها الإماراتي في جميع مناحي حياته، ما يمنح الفرصة لتواصل الأجيال ومن ثم إغناء الفترة الصيفية لدى النشء والشباب عبر استعادة الذاكرة الثقافية للحياة البرية في تمثيل دقيق يعبر عن الهوية الوطنية، ويستقطر حلاوة الماضي رغم صعوبته. مهارات فردية حول فعاليات ملتقى السمالية الصيفي 2014، يقول مدير الأسبوع الثاني ومدير مركز سويحان علي السبوسي: إنه شهد حضورا لافتا من قبل طلاب المراكز المنتسبين لنادي تراث الإمارات منذ انطلاق الأسبوع الثاني من الملتقى، ما يؤكد انجذاب الطلاب لجزيرة السمالية، ويعكس أيضاً اطمئنان الآباء لوجود أبنائهم في أجواء تراثية تغني الإجازة الصيفية لديهم. ويلفت إلى أن أبرز ما في برنامج الأسبوع الثاني، الذي يسمي بأسبوع البر، مسابقة «عتاد المطية» التي ملأت أبناء المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات بالحماس الكبير من أجل إظهار التفوق وإبراز المهارات الفردية في وضع العتاد على ظهور الإبل في زمن قياسي. ويؤكد السبوسي أن الملتقى يرسخ للتقاليد والعادات الإماراتية، ومن ثم ينمي روح المواطنة بما يجعل التراث بمكوناته نافذة تطل على الماضي وتربطه بالمستقبل. ويلفت إلى أن فعاليات الأسبوع الثاني من الملتقى ستتوالى خصوصاً وأن بيئة البر غنية وتشمل العديد من المسابقات مثل مسابقة الهجن والرماية واليولة والألعاب الشعبية والشراع الرملي والعادات والتقاليد وورشة عتاد الهجن وورشة الخيول العربية، فضلاً عن العديد من الأنشطة الاختيارية الأخرى. ويبين السبوسي أن المعرض التراثي لإدارة الأنشطة أصبح محطة رئيسة لطلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، خصوصاً أنه يعطي لمحات عن الموروث الشعبي الإماراتي في مراحل مختلفة عبر مجسمات غاية في الإتقان شارك في صنعها أبناء المراكز أنفسهم، بالإضافة إلى أن هذه المجسمات صنعت من مواد تم إعادة تدويرها. أهمية كبرى حول ما تمثله الإبل من أهمية كبيرة في الحياة الإماراتية القديمة. يورد مسؤول ومدرب الهجن بنادي تراث الإمارات حميد المنصوري أن الإبل كانت قديماً مصدراً مهماِ من مصادر الثراء وكان يقاس مستوى الغنى قديماً بما يملكه المرء من رؤوس الإبل، فضلاً عن أنها كانت مصدراً لإنتاج اللحوم، ومن وبرها تصنع الخيام والحبال المختلفة ومن الأمثلة المؤثرة عنها «الإبل سفن البر جلودها قرب ولحومها نشب وبعرها حطب وأثمانها ذهب»، لافتا إلى أنها أثرت مخيلة الشعراء قديماً، حيث لم يتركوا عضواً من أعضائها إلا امتدحوه، وهو ما جعلها تستأثر بمحبة العربي وتصبح هي الصاحب في الأسفار ووسيلة نقل البضائع، فضلاً عن أنها تتميز بذكاء فطري في حفظ الأماكن والدروب فاستحقت لقب سفينة الصحراء بتحملها وقدرتها على تحقيق مآرب الإنسان قديماً. ويذكر المنصوري أنه نظراً لقيمة الإبل في حياة الإنسان الخليجي والعربي بوجه عام فإن الإمارات توليها اهتماماً كبيراً فقد تجاوزت المنافع القديمة إلى منافع جديدة، فهي دائما تثير المخيلة، وتبعث أشواق الماضي في النفوس بما هو معروف عنها من صفات عظيمة حتى كرمها الله عز وجل في كتاب الله العزيز، وخلدها الشعراء في قصائدهم، مشيرا إلى أن ركن الهجن في جزيرة السمالية يمنح الطلاب المشاركين في مسابقة عتاد المطية فرصة الاقتراب من هذا المخلوق العجيب، ما جعل الطلاب في حالة منافسة شديدة من أجل امتطاء الإبل، ومن ثم إنجاز عتاد المطية في زمن قياسي من أجل الفوز بالجوائز القيمة. أجواء حماسية في ساحة الأنشطة تجمع العديد من الطلاب المنتسبين للمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات من أجل المشاركة في مسابقة عتاد المطية، حيث انبرى الطلاب في وضع العتاد على الإبل بحضور المدربين التراثيين صالح البريكي وبخيت العميمي، اللذين أشرفا على المسابقة. إلى ذلك، يوضح البريكي أن جميع المشاركين في المسابقة خضعوا لدورات تدريبية كثيرة قبل مشاركتهم في مسابقة عتاد المطية، موضحا: «حتى قبل بداية السباق استرجعنا معهم مفردات عتاد المطية وكيفية ترتيبه على ظهر الإبل، وهو جعل الطلاب في حالة من النشاط والرغبة في تحقيق المراكز الأولى». ويشير البريكي إلى أن «العتاد عبارة عن الجاعد ومحوي وحصرة وساحة ومحقبة والبطان والخطام، ويقوم المشاركون بوضع كل قطعة بصورة مرتبة في زمن قياسي، واللافت أن بعضهم أصر على أن يعلم زملاءه طريقة وضع العتاد على المطية، وفور انتهاء المسابقة أخذ الطلاب جولة بالإبل في ساحة الأنشطة كان لها وقع خاص في نفوسهم». معرض التراث في القاعة الخاصة بالمعرض التراثي لإدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات تجمع العديد من طلاب المركز التابعة للنادي من أجل التعرف بصورة مقاربة على مفردات التراث الإماراتي الأصيل، عبر مجموعة من القطع الفنية التي كانت على هيئة مجسمات وصور. وهناك كان مسؤول العلاقات والمعرض بإدارة الأنشطة بالنادي أحمد الجساسي يقدم شرحاً وافياً للطلاب عن طبيعة المعرض، مؤكداً أن المراكز النسائية لعبت دورا كبيراً في تنفيذ المجسمات الفنية والأعمال والأعمال اليدوية المصنوعة من الخوص والأشياء البسيطة التي كانت تستخدم في الماضي. وفي أحد الأركان كان يشرح مسؤول النشاط المكتبي فراس علي يوسف للطلاب كيف صنعت المجسمات من مواد بلاستيكية معاد تدويرها بأيدي العديد من طلاب المدارس، وكيف تم تزيين العديد من القطع، ومن ثم حياكة الملابس التراثية بصورة ما، وهو ما جعل الطلاب في رحلة مع الموروث الشعبي الأصيل تمتد لأزمان ماضية. أنشطة محببة يؤكد مشرف رئيسي بمركز الوثبة عبدالله العامري أن ملتقى السمالية الصيفي 2014 في أسبوعه الثاني يواصل تقديم أنشطة محببة لدى الطلاب الذين يزداد ارتباطهم بالجزيرة يوماًِ بعد آخر، خصوصاً أنها متكاملة في جميع خدماتها، وتمثل بيئة خصبة لتعلم المفردات التراثية. ويشير إلى أن نحو 35 طالباً يأتون يوميا إلى السمالية ويشاركون في جميع الأنشطة، بالإضافة إلى أنهم شاركوا في مسابقة عتاد المطية، وكذلك في فعاليات المعرض التراثي بإدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات. براعة طالب في أثناء إقامة مسابقة عتاد المطية لم يمانع مدرب الهجن حمد المنصوري من أن يقوم الطالب عيسى خليفة بشرح طريقة ترتيب عتاد المطية. واللافت أن الطالب وضع العتاد بطريقة منظمة ولم يخطئ في تسمية مكوناته، فضلاً عن أنه أنجزه بصورة سريعة وقدم شرحاً وافياً وعرضاً مستفيضاً لطريقة وضع العتاد على المطية وسط دهشة زملائه. أصغر متسابق حاول أصغر متسابق في مسابقة عتاد المطية خليفة السبوسي أن يثبت جداراته في وضع عتاد المطية بشكل سريع، وكان يتحدى الزمن، ويضع كل قطعة من العتاد في مكانها. وظل منهمكاً في هذا العمل حتى أنجزه. في هذا الإطار، يقول خليفة «أحب الإبل وأنا أعيش في منطقة سويحان الغنية بمعالم البيئة البرية، ومشاهد الإبل أراها بصورة يومية وأتعامل معها ولدية خبرة بسيطة في حلبها». «زهبة العروس» جلس الطالب راشد الكعبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، يتفحص محتويات «زهبة العروس» في المعرض التراثي بإدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات، وشاركه في ذلك الطالب عيسى خليفة، واستغرقا وقتاً طويلاً في العبث بمحتويات الصندوق وكأنهما يحاولان استكشاف متاع العروس في ليلة زفافها كما كان سائداً في الماضي. والطريف أنه دار بينهما حديث حول محتويات الصندوق والسبب في أنهما جلس بالقرب منه هو أن أحد المدربين التراثيين كان يعطى للطلاب نبذة عن ذهب العروس في الماضي فقررا أن يخوضا تجربة الاستكشاف بنفسيهما. الخدمة الوطنية في أحد أركان المعرض التراثي لإدارة الأنشطة؛ انبرى عبدالله الكعبي (18 سنة) يوضح للطالب خالد سالم (13 سنة) معنى الجملة المكتوبة على أحد اللافتات «برنامج الخدمة الوطنية تحت شعار لبيك يا وطني»، على الرغم من أنه عنوان إحدى الورش التي تقدم للطلاب داخل المعرض. ويبين الكعبي أنه أوضح لخالد أن الخدمة الوطنية واجب وطني وأن الالتحاق، وأنه شرف لكل مواطن أن يخدم بلده، ويكون درعاً واقية لها في هذه المهمة الجليلة التي تنشئ الأجيال على حب الوطن ورفع لوائه خفاقاًَ بين الأمم. «جربة اللبن» من دون أن يدري حمل الطالب حمد جمعة مجسماً يعبر عن الموضع الذي يحمل «جربة اللبن» المصنوعة من الجلد والتي تستخدم في تحويل الحليب إلى لبن وفي الوقت نفسه تجمع زملائه حوله، وهو ما جعلهم يديرون نقاشاً فيما بينهم. ويشير حمد إلى أنه أعجب جداً بهذا المجسم كونه مصنوعاً بدقة. ويعبر في الوقت نفسه عما كان يدور في أروقة البيوت التي كانت تصنع أطعمتها بشكل صحي وتحافظ عليها بشكل مستمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©