الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ســلامٌ على أمهات أثمرت بطونهن أبطالاً

ســلامٌ على أمهات أثمرت بطونهن أبطالاً
23 يوليو 2015 14:38

أبوظبي (الاتحاد) كتبت حصه عبد الله القاضي والدة الشهيد الإماراتي طارق الشحي الذي راح ضحية عملية إرهابية خلال مشاركته في قوة درع الجزيرة في مايو من العام الماضي في البحرين، مواسية أم الشهيد سيف الفلاسي الذي قضى فجر أمس وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية استشهاده أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي في اليمن قائلة: «لست أدري ماذا أكتب إليكِ معزية أم مهنئة، فقلوبنا وأرواحنا وإن بكت فإنه بكاء الفخر والاعتزاز بأبنائنا الشهداء». وأضافت والدة الشهيد الشحي في رسالة وجهتها إلى والدة الشهيد الفلاسي «مع أول نقطة دماء طاهرة سالت من أجساد أبنائنا اكتوت قلوبنا بنار الفراق، وقبل أن تزف إلينا أخبار استشهادهم علمت قلوبنا بذلك، وعزاؤنا الوحيد يا أم الشهيد أننا أحسنا إعداد رجال قدموا أرواحهم فداءً لوطنٍ كالإمارات الذي يستحق أن يبذل في سبيله الغالي والنفيس، فنحن كأمهات لا نملك أغلى من أرواح أبنائنا الشهداء، نقدمها في سبيل إماراتنا التي تستحق أن تبذل الأرواح الغالية فداءً لترابها». وأضافت: «أكتب إليك يا من تربعت على عرش الأمومة لأقول لك إن مصابك هو مصاب كل أم إماراتية لا تقر عينها قبل أن تطمئن على أبنائها، أكتب إليك يا من جعلت الصبر عنواناً لكل أم ثكلى آمنت بقضاء الله تعالى وزفت عريساً للوطن، وضحت ليدوم عز الوطن، ولينعم أبناؤه رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً بالاستقرار والرفعة، وأهنئك فقد أصبح اسمك منذ اليوم أم الشهيد الذي غاب عنا اليوم بجسده إلا أنه يتنعم الآن مع الشهداء والصديقين وارتقى عند ربه وهي غاية المنى لكل أمٍ انجبت رجالاً وعلمتهم أن الوطن أغلى ما يكون وعزه وشرفه وشموخه من عز وشرف وشموخ أبنائه، ولا تغلو على الوطن أرواحنا وأرواح أبنائنا ومن نحب فدى أرض الإمارات». وقالت: «وأكتب إليك لأقول إن السماء ترتجف فرحاً كلما صعدت أرواح فلذات أكبادنا للقاء ربها مطمئنة لتستقبل شهداء الإمارات الذين رفعت أرواحهم عالياً، مستبشرة بما وعدهم الله، فنحن ننتظر لقاء الأحبة في جنات الخلد والنعيم، كما وعد من لا يخلف الوعد، فالدموعٍ تحجرت في المقل، وحزننا سيبقى حزناً شامخاً أصيلاً لا يضاهيه أي حزنٍ على الأرض، فسلامٌ على أمهات أثمرت بطونهن أبطالاً كُتبت أسماؤهم في دفتر المجد شهداء». وأضافت والدة الشهيد الشحي: «أبشرك بأن دماء شهدائنا لن تذهب سدى، ففي الإمارات رجالٌ وعدوا بالثأر من كل من خولت له نفسه أن يتعدى على حقوق الآخرين ويسلب أوطاننا شرعيتها وأمنها، واعلمي أننا على طريق النصر». عبدالله بن زايد: رسالة أحني رأسي لها بشرف أبوظبي (الاتحاد) قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، على صفحته في تويتر: شهيد الإمارات سيف الفلاسي يقدم نفسه مدافعاً عن حقوق العرب، عظم الله أجر أسرته، وألهمهم الصبر والسلوان. وعلق سموه على الرسالة التي أرسلتها والدة الشهيد طارق الشحي إلى أم الشهيد سيف الفلاسي قائلاً: رسالة لا أملك إلا أن أحني رأسي لها بشرف. محمد مطر الكعبي: شهداؤنا يضيئون دروب المجد للأجيال أبوظبي ( الاتحاد) قال محمد مطر الكعبي &ndash رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: تتقدم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى القيادة الرشيدة وقواتنا المسلحة الباسلة وأهل الشهيد البطل سيف الفلاسي ببالغ الشعور بالعزة والفداء والمواساة باستشهاد هذه القدوة من شباب الوطن الذين نذروا أنفسهم لله سبحانه وتعالى، وللقيادة الرشيدة وللواجب الذي انتُدبوا إليه فضربوا بشجاعتهم وإقدامهم أروع الأمثلة لإحقاق الحق ونصرة الأخ المظلوم، وإرساء دعائم الأمن والسلام في ربوع دول مجلس التعاون واليمن الشقيق، وهكذا يسطّر شباب الإمارات العربية المتحدة سفر البطولة والتضحية والفداء تحت علم الإمارات الشامخ الذي يرفرف بقيمه وشرفه على ربوع الوطن العربي الكبير، كالشهاب الساطع يمحق ظلمات البغي والعدوان على الشرعية والأوطان. وأضاف الكعبي: في هذه الأحداث التي يشهدها اليمن الشقيق، وتؤرق كل دولنا ومجتمعاتنا تؤكد الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الثوابت الشرعية وقيم الشهادة التي نؤمن بها جميعاً، ومكانة الشهداء عند الله وفي ذاكرة الوطن وأجياله ، وقال تعالى: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ...) آل عمران 140 في عقيدتنا وقيمنا نقرأ كثيراً من النصوص القرآنية والحديثية التي تمجد الشهداء، ومنها الآية الكريمة (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء) وهل الحق سبحانه وتعالى بحاجة إلى قبض أرواح بعض الناس ليتخذهم شهداء؟ أم هي البطولة والتضحية التي يقدمها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في الخدمة الوطنية والإنسانية والدينية فتكون شجاعة الشهيد واستبساله شهادة له عند الله والناس أجمعين. (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء) أي يكرمكم بالشهادة، والتكريم هنا أن ينصّبكم يوم القيامة فتشهدوا على الناس بأعمالهم فيعلموا جميعاً أنه مشهود لكم بالجنة، وقد اجتازت أرواحكم دروبها بنجاح فبلغت دار السلام في حين غيركم ينتظر مصيره يوم الحساب، وهذا ما أكده قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 111. فارس المزروعي: قدوة لشباب الوطن الأوفياء محمدالأمين (أبوظبي) تقدّم المهندس فارس سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، بأصدق التعازي لقيادة الإمارات الرشيدة وذوي الشهيد الضابط سيف يوسف أحمد الفلاسي الذي استشهد وهو يلبي نداء الواجب في سبيل الدفاع عن الوطن ومكتسباته، ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن. وقال: «لا يسعنا في هذا المقام سوى تهنئة عائلة الفلاسي باستشهاد فقيد الوطن وأحد أبناء الإمارات البواسل الذين قضوا وهم يدافعون عن إعلاء كلمة الحق، ليكون بذلك رمزاً وقدوة لشباب الوطن البررة الأوفياء الذين يبذلون أرواحهم في سبيل الله وإعادة الأمل للأمة العربية والإسلامية». وأضاف المزروعي بأن استشهاد الفلاسي جاء ثمناً للدفاع عن قيم العدل التي دائماً ما تصدرت اهتمامات دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، ومثالاً للمواطن الذي يلبّى نداء وطنه، ويطيع أولي الأمر، فروح الشهيد الطاهرة ارتقت إلى بارئها في أبهى حلة. وقال المزروعي: «في قلب كل إماراتي وعربي اليوم حزن عميق على فراق أخينا، ولكن هذا حال الإمارات التي باتت دولة نتباهى بها بين الأمم، وواجبنا الذود عنها، فمنذ اليوم الأول لعاصفة الحزم سارعت الإمارات إلى المشاركة بالتحالف الدولي الذي تقوده السعوديّة، والذي أسفر حتى الآن عن تحرير عدن، وفرحة أهالي وشعب اليمن بهذا الانتصار ورفعهم لعلم الدولة وصور القيادة الرشيدة، تقديرا لدور الإمارات. وأشار المزروعي إلى أن استشهاد أبناء الإمارات الذي بدأ بالشهداء هزيم آل علي، وعبدالعزيز الكعبي، وصولاً إلى الشهيد سيف الفلاسي اليوم، يبرهن على حقيقة واضحة مفادها أن جنود الإمارات متواجدون في الخطوط الأمامية للجبهة، وتضحيات أبناء الدولة هي الدليل الدامغ الذي يبرهن على التوافق العربي المتين، والسعي الحثيث لدحر الأطماع الخارجيّة. كاتب يمني : تضحيات أبناء زايد الخير ليست جديدة علينا صنعاء (وام) أشاد موقع « سما عدن « الإلكتروني اليمني بمواقف دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة وشعبها المعطاء ووقفته الأخوية الصادقة مع إخوانه في اليمن عموما وأبناء محافظة عدن بشكل خاص حتى تحقق لهم النصر بتحرير محافظتهم من مليشيا الحوثي وأعوانهم الذين أهلكوا الحرث والنسل ودمروا كل شيء في محافظتهم .وقال الموقع في مقال للكاتب عبد الهادي الماجوحي تحت عنوان « الإمارات رمز العطاء والتضحيات « مهما كتبنا من العبارات ومهما أحسنا صياغة الكلمات ومهما بحثنا في قواميس اللغات فلن نجد من الحروف ما يفي لمن كانوا في مقدمة الصفوف أصحاب الجود والعطاء والبذل والسخاء وأصحاب الأيادي البيضاء أبناء زايد الكرام .. لقد كانوا لليمن وجنوبه عونا ومددا فلم يسبقهم الى ذلك أحدا « .وأضاف الكاتب « أبناء الإمارات كانوا رمز العطاء والتضحيات .. قدموا العدد والعدة .. غاثوا الملهوفين وأخذوا الى أرضهم الجرحى والمصابين وسقوا بدمائهم الزكية ثرى عدن الأبية .. كانوا على الموعد حين نادت عدن فخفقت منهم القلوب وقطعوا المسافات والدروب تلبية لنداء إخوتهم في العرق والدم والهوية ولم يتوانوا عن نصرة العرب ..وهذا ليس جديدا عليهم فقدوتهم زايد الخير . وأعرب الكاتب عن شكره وتقديره لدولة الإمارات ودعمها المتواصل لبلاده في كل المحن والخطوب .. وقال « شكرا إمارات العزة والشموخ .. شكرا إمارات الخير والعطاء .. شكرا إمارات البذل والإحسان ..شكرا إمارات التضحيات والسخاء .. لقد أصبح في أعناقنا دين لن ننساه وسيخلد التاريخ للأجيال بصفحات بيضاء ناصعة مجدكم وسنكتب نحن لهم أن الإمارات كانت ولا تزال العضد المتين الذي لا يلين فأشكروها قيادة وشعبا وحكومة «. مواطنات: أمهات الشهداء رمز للتضحية آمنة النعيمي (الشارقة) أعرب عدد من الأمهات الإماراتيات عن اعتزازهم بأمهات الشهداء اللاتي وهبن أغلى ما يملكنه للوطن في سبيل الله ونصرة المستضعفين محتسبات الأجر العظيم عند الله، معتبرات الشهادة شرف عظيم يهنئن أمهات الشهداء عليه. وقالت عايدة مصباح: أم الشهيد يحق لها الفخر فقد قدمت بطلا روى تراب الأرض بدمائه ليبقى اسمه خالدا في التاريخ بطلا ناضل من أجل الوطن ودفع روحه من أجله، أم الشهيد رمز للتضحية قدوة لنا جميعا نحن الأمهات في الصمود والتضحية. وقالت فاطمة حسن: ما أن أعلم بخبر استشهاد أحد أبناء الوطن تتبادر في ذهني أمه وأدعو الله أن يصبرها فأنا أم وأعي تماما وقع هذا الخبر على أي أم التي تعتبر ابنها روحها التي تحيا لأجلها وقد لا ترى للحياة معنى بعده إنها تضحية عظيمة تقدمها الأم للوطن الذي من مات دونه فهو شهيد فهنيئا لها كرامة الشهادة. وأشادت بدور القيادة الرشيدة التي تلتف حول أم الشهيد وأسرته وتؤازرهم وتساندهم وتحتضنهم وتشعرهم بأننا في الإمارات أسرة واحدة قيادة وشعبا وهو فقيد الوطن الذي يتألم لفقدانه كل أبناء الوطن. وقالت عليا محمد: إن أمهات الشهداء نموذج مشرف للأم الإماراتية التي تقدم ابنها للوطن وللدفاع عنه وعن كرامته، أمهات الشهداء هن القدوة والمثل الأعلى لكل أمهات الوطن في زرع قيم الحب والولاء للوطن في قلوب أبنائهن الذين يذودون عن الوطن ويضحون بأرواحهم دونه، وإننا جميعا مؤمنون موقنون بمنزلة الشهيد عند الله، وبمجرد أن ينخرط أبناؤنا في الجيش نعلم تماما أنهم تحت قيادة رشيدة لا تدفع بأبنائها إلا للذود عن أرضها ومكتسباته وعن الحق والوطن ونصرة المظلوم موقنين بأن من يموت من أبنائنا هم شهداء، ومن منا لا يؤمن بمنزلة الشهيد عند الله هذا اليقين يجعلنا نرى أمهات شهدائنا صابرات محتسبات مستبشرات. وقالت شيخة سالم: كم هي عظيمة أم الشهيد التي عبرت عن حبها لوطنها بمنحه أغلى ما تملك، على قدر ما أشعر بالألم لخبر استشهاد أبنائنا بقدر ما تذهلني أمه التي تظهر رابطة الجأش تعطينا درسا في الرضا والصبر وقدوه ألا نبخل بأبنائنا على وطننا الذي يحتضننا وقدم لنا الكثير فهو يستحق أرواحنا. وأعربت آمنة يوسف عن احترامها وتقديرها لأمهات الشهداء وقالت: إن أي شاب يستشهد هو ابن من أبناء الوطن وهو ابن لكل أم مواطنة، ولقد أعربت أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن ذلك في كلمتها التي واست فيها أم الشهداء واعتبرتهن نموذجا للأم الإماراتية الحقيقية. وأضافت: تستحق منا أمهات الشهداء كل التقدير فلا يعادل عطاءها أي عطاء ولا يبلغ ألمها أي ألم فلا يعوضها شيء سوى الله سبحانه الذي بشرها في كتابه ليزيل الغمة عنها، لدي أربعة أبناء أغلى من روحي، ولكني أهبهم لله وللدفاع عن الوطن. علماء الدين: الدفاع عن الوطن أعلى مراتب الشهادة إبراهيم سليم (أبوظبي) أجمع عدد من علماء الدين على أن منزلة الشهيد عند الله هي من أسمى المنازل، وأنه يشفع لوالديه ولذويه ممن وجبت لهم النار، وأن الدفاع عن الوطن من أعلى مراتب الشهادة، وأن الله بشرهم بالجنة، وأنهم يعرفون يوم المحشر بأنهم شهداء الدنيا، كون هناك شهداء قضوا حرقاً أو غرقاً أو المبطون، وغير ذلك من الشهداء، فيبعثون شهداء الدنيا على ما ماتوا عليه. وأكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء أن الشهادة في سبيل الله تعالى من أعظم المنازل عند الله تعالى في الدار الآخرة كما قال سبحانه {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ..} فهي حياة أبدية عوضا عن الحياة الفانية، لأنها جاءت عوضا عن تقديم المرء روحه رخيصة ابتغاء رضوان الله تعالى فيكرمه الله تعالى بحياة أخرى أبدية فيها من النعيم ما لا يكون مثله في الدنيا، كما قال عبد الله بن مسعود، أنه سئل عن قوله: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فقال: «أما إنا قد سألنا عن ذلك، فأخبرنا أن أرواحهم في طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فاطلع إليهم ربك اطلاعة، فقال: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم ؟ قالوا ربنا: وما نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا ؟ ثم اطلع عليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم ؟. فلما رأوا أنهم لا يتركون قالوا: «تعيد أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا، فنقتل في سبيلك مرة أخرى»، ذلكم هو الشهيد الذي يقتل في سبيل الله لنصرة الحق والعدل كما روى الحافظ ابن حجر في المطالب العالية مرسلا «من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون جاره فهو شهيد، ومن قتل في جنب الله فهو شهيد». وقال فضيلته: إن هؤلاء الأبطال الذين يحمون الذِّمار والجار من البغاة الحاقدين على المسلمين الظالمين هم في صفوف الشهداء الذين لهم من الله تعالى منزلة كريمة، وعند الناس مراتب عالية، فقد جادوا بأنفسهم من أجل أمتهم وإخوانهم وذلك هو الجود في الحقيقة كما قال بعض الأدباء: يجود بالنّفس إن ضنّ البخيل بها... والجود بالنّفس أقصى غاية الجود. ونحن نسأل الله تعالى أن ينزلهم منازل الشهداء، وأن يخلفهم في أهليهم خيرا، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. من جانبه أكد الدكتور سيف الجابري أستاذ الثقافة الإسلامية بالجامعة الكندية في دبي: إن الله سبحانه وتعالى وضع في دستوره القرآن المنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم ليكون في قلوب وعقول أهل الإيمان، الذي يحفزهم على العمل والإخلاص والجد والتفاني في كل مهمة. وقال إن أعلى درجات العطاء والتفاني والإخلاص هي الشهادة في سبيل الله، ونحن نحسب شهيد الوطن وإخوانه في جنات الخلد، الذي امتثل لأوامر ولاة الأمر، وهو صاحب السمو رئيس الدولة «حفظة الله» الذي بعثه مجاهداً عن الإسلام في نصرة المسلمين والدفاع عن أرض الوطن الأمر الذي يعتبر امتداداً لوطن الإمارات. وقال الجابري: إن الله جعل الشهادة شافعة ومشفعة لأنها تشفع للشهيد والشهيد يشفع لوالديه ولأهله ممن وجبت لهم وذلك كرامته لهذا الشهيد الذي قدم أغلى ما عنده وهي النفس في سبيل الله وطاعة الله ورسوله وولي الأمر وهنيئاً له الجنة ولوالديه وأهله الذين زفت لهم فرحة استشهاده. وقال إن هذا العمل هو الدفاع الحقيقي عن الوطن والله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون». كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان أن «عينين لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله» لأن حب الوطن وخدمة الوطن من الإيمان وأن الجهاد والدفاع عن الوطن من أعلى درجات الجهاد والله سبحانه وتعالى أكرم نزل الشهداء وهؤلاء يسمون شهداء الدين لأن الشهادة عن الوطن شهادة ظاهرة، والشهادة الظاهرة أن هذا الشهيد يكفن في ملابسه، ويبعث يوم القيامة على ما استشهد عليه. قيادات شرطية: الشهداء فخر الأمة ومعدنها الأصيل محمد الأمين (أبوظبي) قال العميد المهندس حسين أحمد الحارثي مدير عام العمليات المركزية بشرطة أبوظبي: إن سطوع كوكب ثالث من أبناء الإمارات في سماء الشهادة خلال شهر واحد يؤكد كرم شعب الإمارات واستعداده للتضحية والفداء ببذل أرواحه رخيصة دفاعاً عن تراب الوطن وتمسكاً بالثوابت الوطنية في مواجهة قوى الشر والعدوان. ودعا الحارثي، المجتمع إلى البر بالشهداء من خلال المزيد من الإصرار على مواصلة نهج القيم التي استشهدوا من أجلها، ومن ذلك إدراك حجم المؤامرة التي تحاك ضد أوطاننا من الحاقدين والمتعصبين أعداء الأمة الدين، مؤكداً أن الشهداء هم فخر الأمة وأكثر تجليات معدنها صدقاً بعد وفائهم بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم وبرهم بقسمهم أن يدافعوا عن قيم الخير والولاء للوطن أخر قطرة دم في أجسادهم الطاهرة، مشيراً إلى أن شعب الإمارات وجنوده البواسل سيظلون صفاً واحداً وراء قيادتهم الرشيدة معتزين باستشهاد جنودهم البرر، وهم يقدمون أرقى صور الوفاء والفداء لهذا الوطن واروع معاني التآزر والتكاتف لنجدة الأشفاء ونصرة قضاياهم العادلة. وأضاف: إن ما سطره أبناء الإمارات البواسل من تفانٍ وإخلاص وحب ووفاء لهذا الوطن وقيادته وشعبه سيبقى محفوراً في قلوب ووجدان شعب الإمارات يروونه بمزيد من الفخر والإكبار للأجيال الحاضرة والقادمة، وأن الشهيد ورفاقه رفعوا رؤوس الجميع، وهم يجودون بأنفسهم ودمائهم، مشدداً على أن شعب دولة الإمارات العربية المتحدة سيواصل مواقفه المبدئية التي رسختها قيادته الرشيدة في دعم ونجدة الأشقاء، وتقديم العون اللازم لهم بشتى أشكاله لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر المحدقة التي تستهدف امن واستقرار بلدانهم. سيف الكتبي: الشهادة شرف من جهته، قال العقيد سيف علي الكتبي مدير عام كلية الشرطة، إن استشهاد شهيد الوطن وابن الإمارات البار «سيف يوسف أحمد الفلاسي»، في ساحة القتال، للدفاع عن الحق على أرض اليمن الشقيق، شرف لا يعلوه شرف نصرة ودفاعاً عن الحق، وأننا نعتز بهذه الشهادة والتضحية الكبيرة في سبيل الحق ونصرته، ونبذل كل غالٍ ونفيس نصرة للشرعية في اليمن، ومساندتها لدحر المعتدين، داعياً المولى عز وجل أن يتقبل الفلاسي مع الشهداء والأنبياء والصديقين، ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه. وقال العقيد وليد الشامسي مدير إدارة الخدمة الوطنية والاحتياطية الاتحادية بوزارة الداخلية، إننا نحتسب أجر شهيد الوطن سيف يوسف أحمد الفلاسي عند الله، ونحن نعتز به وتضحيته الكبيرة في سبيل الدفاع عن الحق.. وعزاؤنا أنه استشهد بين إخوانه من أبناء الإمارات الذين يناصرون الحق ويضحون بأنفسهم في سبيله، وإننا على يقين بأن معنويات جنودنا البواسل دائما مرتفعة للدفاع عن الحق والشرعية، وهذا ما كان عليه الشهيد الفلاسي، الذي نترحم عليه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم ذويه الصبر والسلوان. أكدوا أن استشهاد الفلاسي وسام على الصدور مواطنون: نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا ومستعدون للفداء مريم الشميلي، أحمد مرسي، عمر الحلاوي، محمد صلاح، جمعة النعيمي (مكاتب الاتحاد) قدمت الإمارات شهيداً جديداً في مسيرة أداء الواجب والولاء للوطن ولقيادته الرشيدة، حيث أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، أمس، استشهاد ضابط الصف سيف يوسف الفلاسي، وذلك أثناء تأديته الواجب ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها. وأعرب المواطنون عن صادق مواساتهم لأسرة الشهيد الذي وافته المنية، وهو يؤدي واجبه الوطني، مشيرين إلى أن تقديم دولة الإمارات لأحد شبابها الشهداء الأوفياء جاء دفاعاً وذوداً عن قيم الإنسانية والعدالة. وقال عبدالله عبدالرحمن الهاشمي: «منذ قيام دولتنا وحتى الآن، ونحن نسير على نهج الشيخ زايد، رحمه الله، والذي يؤمن بأننا جزء من الجسد الواحد للأمة العربية والإسلامية، نتألم لآلامهم ونسعى لتضميد جراحهم. من جهته، قال سالم المصعبي «ترجل ?شهيد الإمارات سيف الفلاسي?، رجلٌ من الرجال أقسموا بالله عهد أيمانهم أنهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، يذودون بأرواحهم عن الوطن وعن الحق والشرعية في اليمن، ولا يهمهم الموت من أجل ذلك. وقال هلال خليفة سويدان النعيمي: «رحمه الله، وغفر له وأحسن إليه وجعل مثواه الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون». بدوره، قال ماجد عبدالله الخزرجي: «رحم الله شهداء الوطن رغم عناء الفراق، أهل الإمارات يقدمون أبناءهم للذود عن بلادنا العربية دون كلل، ولا تردد، يرجون ما عند الله من ثواب.من جانبه، قال حميد حسن الزعابي: «رحم الله شهيد الوطن سيف الفلاسي الذي أفنى حياته دفاعاً وذوداً عن المظلومين، والمنكوبين من الإخوة الأشقاء في الجمهورية اليمنية، وهنيئاً له الجنة.من ناحيته، قال حمد حلاف محمد الأحبابي: «إن الدماء الإماراتية امتزجت بالدماء اليمنيّة، وهذا دليل واضح يأتي تجسيداً لمعنى التلاحم والوفاق العربي بين الأشقاء العرب . وقال عيد جاسم المريخي: «نسأل الله أن يتغمد الشهيد البطل برحمة واسعة، ونعزّي أهله، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان، ونبارك لهم هذا الفخر العظيم، فسيف ليس ابنهم فحسب، بل هو ابن دولة الإمارات أيضاً». من جانبه، قال عبدالله حسن آل علي: «إن هذا ليس غريباً على أبناء زايد وعياله الشجعان الذين يرخصون أنفسهم لنيل الشهادة ودحض أطماع الخارجين عن القانون والإنسانية، ورحم الله إخوتنا الذين ضحوا بأنفسهم رحمةً واسعة ورزق أهلهم الصبر والسلوان. من ناحيته، قال مكتوم عبدالرحمن الكعبي: «شهيد الإمارات سيف الفلاسي نال الشهادة في سبيل الله، ودافع عن الوطن والشرعية، رجل يستحق الشرف والفخر، وستبقى ذكراه خالدة في قلب كل إماراتي، وكلنا شهيد الوطن سيف الفلاسي». بدوره، قال خالد عبيد المهيري: «شهيد الإمارات لم يمت بل هو حي يرزق عند الله، وفرح بهذه الشهادة، وكلنا نرجو الله الله تعالى أن يرزقنا الشهادة كأخينا سيف الذي لم يتوانَ لحظة في بذل التضحية. وقال الشيخ مفتاح الخاطري: «إن التضحية تعني تقديم الروح من أجل أمن وسلامة الدولة، والتخلي عن كل شيء فداءً للبلاد وتقديم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على استقرار البلد»، مشدداً على أن التضحية ليست مجرد كلمة تقال. وتقول الجدة مريم خميس الشميلي: «نحن جميعاً فداء للوطن ولقيادته الرشيدة»، موضحة أنها ربت وغرست في نفوس أبنائها حب الوطن والتضحية من أجله، وستعزز هذه الثمرة في نفوس أحفادها أيضاً، مشيرة إلى أن أجدادنا قدموا أرواحهم في سبيل أن نعيش نحن جيل المستقبل في أمان واستقرار.من جانبه، قال المواطن محمد سليمان: «إن التضحية من أجل الوطن ستتحقق بالتلاحم مع القيادة الرشيدة التي ترسم ملامح الأمن والاستقرار بشتى الطرق والوسائل».وقال راشد سعيد الزمهري: «إن استشهاد الفلاسي عمل بطولي ووسام شرف على صدر أبناء الوطن الذين هبوا للوقوف في وجه الظلم بالتعاون مع الأشقاء العرب». وقال عمر سلطان الشحي: «الفلاسي كغيره من أبناء الوطن لبوا نداء الواجب، وكلنا جنود في هذا الوطن، ومستعدون للتضحية، من منطلق عقيدتنا وتراثنا وأخلاقنا التي غرسها الشيخ زايد، طيب الله ثراه. وأكد راشد الشميلي أن استشهاد الفلاسي لن يثني قواتنا عن مواصلة دورها وتضحياتها لنصرة الأشقاء في اليمن الذين طلبوا العون من دول التحالف العربي للوقوف أمام العصابات التي اجتاحت اليمن . وقال المواطن خلفان على بن صرم،: «إن الشهادة في سبيل الأوطان، شرف يسعى الجميع لنيله ويشرف به، وأن الشهيد سيف الفلاسي لحق بشهيدين خلال الشهر الماضي، هما هزيم آل علي من الحمرية بالشارقة، والملازم عبد العزيز الكعبي، ولا يتوانى في تقديمه أي شخص وفي أي وقت. بدوره، قال المواطن إبراهيم يوسف بن عمير: «رحم الله الشهيد الفلاسي وأسكنه في منزلة الشهداء الأبرار، لقد كان يدافع عن حق وأثناء تأدية واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي في اليمن». من جهته، أكد المواطن سامي أحمد، أن لوحة شرف الشهداء تزينت بشهيد جديد استشهد دفاعاً عن أرض وعرض وحق كان يؤديه ليكتب بحروف من نور بجوار شهيدي الواجب هزيم آل علي وعبد العزيز الكعبي، فسعداً لهم بهذا الموت المشرف للجميع. وذكر المواطن سيف أحمد بولحيول إن مثل هؤلاء الشباب الشهداء باتوا قدوة للجميع وسجلوا أسماءهم بحروف من نور كمثال للتضحية وتلبية نداء الوطن، وأصبحوا رمزاً بين المواطنين .ويقول المواطن أحمد عبيد بن يوسف: «إن المشهد الذي بدأ مع الشهيدين هزيم وعبد العزيز في الأيام القليلة الماضية لخير دليل على مدى إيمان وتكاتف أبناء الإمارات لحب الوطن والتضحية بالروح للدفاع عنه. وقال المواطن عبد الله الهرمودي «إن استشهاد سيف يوسف أحمد الفلاسي أثناء تأديته واجبه الوطني دليل على ارتفاع الحس الوطني لدى كل منتسبي القوات المسلحة، حيث يبذلون أرواحهم رخيصة فداء للوطن وأمنه، والمحافظة على سلامته». وعبر المواطن سالم بن بهيان العامري عن فخره وتقديره لتلك التضحية الكبيرة والاستشهاد في سبيل الوطن الذي يعتبر من أسمى المعاني، لافتاً إلى أن الكلمات تعجز عن التعبير أمام تلك الحالة التي يعطي فيها الإنسان وطنه كل ما يملك من عمره، ويضع روحه بين يديه. وعدد شاكر حسين الشمري السمات الرائعة التي يتميز بها منتسبو القوات المسلحة الإماراتية التي أذهلت الأصدقاء قبل الأعداء، والشجاعة المتميزة التي أصبحت «نيشان» على صدر كل مواطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©