السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إحياء ذكرى راشد الخضر فارس القصيدة الغزلية الشعبية الإماراتية

إحياء ذكرى راشد الخضر فارس القصيدة الغزلية الشعبية الإماراتية
21 أكتوبر 2010 23:53
أحيت الشارقة مساء أمس الأول الذكرى الثلاثين لرحيل أحد كبار الشعراء الإماراتيين وهو الشاعر راشد الخضر (1905 – 1980) بندوة حملت عنوان “راشد الخضر.. رائد الإبداع الشعبي” أقامها مركز الشعر الشعبي التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وافتتحها عبد الله العويس رئيس الدائرة وتضمنت جلستين متواليتين في قصر الثقافة. في مستهل الندوة أشار عبد الله العويس إلى أن “الشعر ما زال قاموس اللغة ولذلك فهو يحظى باهتمام المجتمع” مؤكداً أن هذا الأمر لطالما شكل حافزاً رئيسياً للحراك الثقافي وفي هذا السياق يأتي اهتمام الشارقة بالموروث الشفاهي والمكتوب من الشعر. ومن أبرز ما قاله العويس، في كلمته القصيرة، عن الشاعر الخضر “نقف اليوم بإزاء قامة مبدعة: النبع الذي شرب منه الكثير من الشعراء والذي كرّمته الشارقة في غير مناسبة”. ثم بدأت الجلسة الأولى من الندوة بمداخلة للشاعر راشد شرار، مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، الذي أدار جلستي الندوة، قال فيها “الغزل في شعر راشد الخضر” أكد فيها أن الخضر “تفوّق في شعره الغزلي وأصبحت غزلياته مدرسة أدبية بذاتها، فشعره الغزلي له ذوق خاص وتعبيرات مميزة ومفردات اكتسبها من واقع البيئة الإماراتية”. وأضاف”تميز الخضر بالجانب الغزلي وأجاد فيه وأصبح دون منازع فارس القصيدة الغزلية الشعبية في الإمارات” وتابع “نستطيع أن نقول أن هناك عناصر غزلية تناولها الخضر في قصائده: معنى الحب وتقاليده ووصف الحبيب وحال العاشقين ومواقف الحسّاد”. وأكد شرار في ختام مداخلته على أن الصور الشعرية لدى الخضر تتفق وطبيعة المجتمع العربي الإسلامي وصور تبرز من مفاتن الحبيبة وأخرى تتناول أحوال المحبين وتسجّل دور الوشاة والعذّال. وتحدث في الجلسة الأولى الباحث في التراث الشعبي علي محمد المطروشي مدير متحف عجمان فاعتبر أن الشاعر الخضر “أحد فحول شعراء النبط في الإمارات خلال القرن العشرين” ثم تناول جوانب عديدة من حياته الشخصية التي تشير إلى أي حدّ أثرت في تكوينه الشعري ما “دفعه إلى الإبداع في سبك المعاني والتصوير المبتكر والتقاط الشوارد اللغوية للإفادة منها في نظم قصائده”. ثم قرأت مريم النقبي دراسة الباحثة والقاصة عائشة الزعابي فعرضت لتجربة الخضر الحياتية والشعرية عبر أربعة محاور: السيرة الذاتية والأغراض الشعرية والبناء الفني والصورة الشعرية في قصيدة الخضر والروافد الفكرية لرؤيته الشعرية كما تعرضت لعدد من المقولات النقدية من قبل باحثين في الشعر الشعبي أكدت أن البعض “لقّبه بالمتنبي لتفرد شاعريته وتميّز إبداعه”. بعد ذلك اقترحت الزعابي بعض التوصيات التي في مجملها تؤكد على ما من شأنه المحافظة على الإرث الشعري الشعبي الشفوي في الإمارات وموقع راشد الخضر منه. في الجلسة التالية تحدث الشاعر محمد البريكي، المدير الفني في مركز الشعر الشعبي بالشارقة، الذي بدأ حديثه بالقول “عندما يبدأ الباحث في التفكير بوضع تجربة شاعر تحت المجهر ويقرّب أدواته إلى بؤرة المضمون الكلي للتجربة، فإن الأمر يتطلّب الدخول عبر هذه البؤرة إلى فضاءات تحتاج إلى مجهود كبير في التحليق لسبر أغوار وعوالم تلك التجربة” ليتناول بعد ذلك “الشذرات” في شعر راشد الخضر مؤكداً أنها “تحتوي على قوة وشمولية الفكرة وجمال اللغة وعمق التصوير ودهشة الحضور”. وأضاف “إن جماليات هذا الجانب لدى الشاعر الخضر جعلتني أنطلق ببساط الاطلاع في خلوة شرعية مع المجموعات الشعرية الخاصة به لأسبر أغوار ما في داخلها” مؤكدا أنها “الأنفس والأقيم لدى الشاعر”. وتحدث الشاعر سيف بن حمد بن سلطان الشامسي فأورد أن “راشد الخضر من روّاد الشعر الشعبي في الإمارات والخليج، وابتكر في تركيب المفردات في شعره وتفرّد على المستوى الشعبي في في صياغة معاني أبياته بأسلوب ينمّ عن خبرة وعمق في التجربة وإلمام بمجريات الأمور واطلاع على الفنون القولية التي عاصرته” واضاف “شهرته لم تنبع من معرفة العامة بشعره وإنما لمقدرته على تضمين قصيدته صوراً من معاناته وحرمانه العاطفي بكافة أشكاله فرسم حياته بالكلمات وأبدع أشعاراً ما طرق نواصيها مَنْ يُدّعى لهم السبق الشعري”. كما تحدث الشامسي في مداخلته عن حياة الشاعر الخضر تبعاً لقراءته قصائد الشاعر فرأى أن “الخضر يعيش في قصائده الألم والمعاناة التي تبعث في نفسه شتى ألوان الأحاسيس التي تدفعه إلى التأمل في كل منحى وتظل هذه المعاناة تشده في كل جزيئات النص”. وربما من أكثر ما جاء في مداخلة الشامسي عاطفيةً واختزالا لتجربة الخضر هو “استطاع الشاعر المبدع بما يملكه من ذخيرة فكرية وملكة شعرية أن يرسم معاناته وأحزانه وحرمانه العاطفي، بل ويخلدها باستعماله لمفردات لغوية مميزة وأدوات فنية وأن يصورها بشكل فني وممتع”. وقد رافق الندوة “معرض قصائد الخضر” و”الخضر في عيون الصحافة” و”بانوراما إصدارات الخضر” وتفاصيل أخرى كان من بينها عرض فيلم وثائقي عن الراحل الشاعر الخضر استمر لقرابة العشر دقائق. اهتمامات شعرية أكد محمد المطروشي مدير متحف عجمان في مداخلة له أن الخضر اهتم بثلاثة أغراض شعرية هي الغزل والمديح والهجاء مستشهداً بقوله: “قلبي مولع في ثلاثة أشكال: مدح الكرام وأهل العُلى، وذمّ الأنذالْ والثالثة: في حبّ لي به أغالي بو خدٍّ مورّدْ وبو قدٍّ ميّالْ”
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©