الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلامة علي جمعة يحاضر عن الرحمة والتسامح

العلامة علي جمعة يحاضر عن الرحمة والتسامح
23 يوليو 2013 01:38
أبوظبي (الاتحاد) - ألقى الدكتور العلامة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية سابقاً، محاضرة على مسرح كاسر الأمواج، تناولت الرحمة والتسامح في الشريعة الإسلامية. وتأتي المحاضرة ضمن فعاليات برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، والذي تشرف عليه وزارة شؤون الرئاسة وتنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وبالتنسيق مع نادي تراث الإمارات. بداية، قدم المحاضر خالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على هذه الدعوة والاستضافة الكريمة، مشيداً بحرصه على إحياء هذا الشهر المبارك بالدروس والمحاضرات التي تثري هذا الشهر الفضيل بالقيم ومدارسة القرآن الكريم وعلومه. وأكد الدكتور علي جمعة أن الرحمة أساس ديننا الإسلامي الحنيف، فقد بدأ بها ربنا سبحانه وتعالى كتابه العزيز «بسم الله الرحمن الرحيم «، في صورة تدعو إلى التدبر والتأمل، وكأنه يريد أن يهدئ من روعنا، ويقول: إن علاقتي بكم علاقة حب وجمال، لأن الحب رحمة وعطاء فيه القبول والتسامح والمغفرة والصفح، حتى لا نيأس إن أسرفنا في الذنوب والخطايا ولكي نرجع إلى إليه بالتوبة والاستغفار. وأضاف جمعة أن الله سبحانه وتعالى سمى حبيبه صلى الله عليه وسلم رحمة، فأرسله رحمة للعالمين عامة، وهادياً للبشرية كلها ليؤلف بينها ويأخذ بأيديها إلى كل ما فيه الخير والنفع. وتابع: حتى إنه في يوم القيامة والناس جميعاً وهم في أرض المحشر، وقد بلغ بهم ما بلغ من الهول والغم والكرب، ينطلقون فيطلبون الشفاعة من الأنبياء، فيبدأون بسيدنا آدم عليه السلام ومن بعده فيعتذرون جميعاً، فلا يتقدم لها إلا صاحبها سيد ولد آدم، ويقول أنا لها، ويطلب الشفاعة لأمته كافة. وأكد مفتي الديار المصرية سابقاً أن رحمة الله وسعت كل شيء، المسلم وغير المسلم، والعقلاء وغير العقلاء، والجماد والحيوان، تصديقاً لقوله: «ورحمتي وسعت كل شيء»، لأن جميع من في هذا الكون يسجد ويسبح بحمده. واستدل على ذلك بأن الله عرض الأمانة على السموات والأرض فأبينَ أن يحملنها، معتبراً أنه يجب أن يكون تعاملنا مع كل الكائنات بالرحمة والرفق الذي ما كان في شيء إلا زانه، لافتاً إلى أن امرأة دخلت الجنة لأنها سقت كلباً، وأخرى دخلت النار لأنها حبست هرة. وأشار الدكتور جمعة إلى أن ديننا الإسلامي دين رحمة ورفق حتى مع العدو، فالإسلام يدعو إلى حسن معاملة الأسير وعلاجه والاهتمام به رغم أنه كان يحاول جاهداً النيل منا وإيذاءنا. وقال فضيلته إن الرحمة منهج حياة إذا حققنا فيه وحولناه إلى برنامج يومي فهمنا مراد الله ورسوله، مؤكداً أن الطريق الوحيد الذي يرسخ الرحمة في قلوبنا هو مقاومة النفس وتربيتها بالذكر والفكر اللذين يتم بهما المقصود: «اذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون». ونوه إلى ضرورة المداومة على العبادة والذكر، ومراقبة النفس ومحاسبتها على الدوام؛ لأن ذلك يمنعها من الإقدام على المعصية، داعياً إلى الحرص على الطاعات وفعل الخير وحبّ المساكين والضعفاء، وحسن التعامل مع الغير، والتحلي بالصبر وإشاعة روح المحبّة والتسامح والاعتدال، فديننا الإسلامي دين وسطي يصلح لكل زمان ومكان، ولنهتدي بقدوتنا ومعلمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في أقوالنا وأفعالنا. اتحاد الإمارات سأل أحد الحضور العلامة علي جمعة مفتي مصر سابقاً عن نظرته للنموذج الوحدوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقال: إن الله أمرنا بالوحدة وحثنا عليها لما فيها منافع تعود على الناس والأوطان. وأثنى على حكمة القائد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة الذي أقام الله على يديه وحدتها، مضيفاً: أن الشيخ زايد كان حكيماً، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، فهي عندما تنزل في قلب العبد تنير بصيرته فيرى ما لا يراه الآخرون. وقال: إن من ينظر إلى هذه التجربة في دولة الإمارات يوقن بأن الشيخ زايد درس كل شيء في أي شيء، وهذه هبة من الله، فهي لا تأتي بكثرة الدراسات في الجامعات ونيل الشهادات. وأكد أن الخير الذي حصدته هذه الدولة المباركة من الوحدة على يدي زايد الخير، ثمّ على يدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونائبه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات وولي عهده الأمين، لا يمكن حصره، داعياً للإمارات بدوام الخير والأمن والاستقرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©