اعداد - أيمن جمعة:
اعترف نبيل الجسر رئيس الهيئة العليا للاغاثة في لبنان بان الامدادات الغذائية التي من المفترض ان تصل الى النازحين والمشردين بسبب العدوان الاسرائيلي قد ظهرت على أرفف بعض متاجر بيع التجزئة خلال الاسابيع الخمسة الماضية، لكنه نفى رغم ذلك ان تكون هناك أية عمليات فساد او سوء ادارة لجهود الاغاثة·
وقال الجسر إنه على دراية بحالتين عثرت خلالهما وزارة الاقتصاد اللبنانية على عبوات ألبان مجففة مخصصة للمساعدات منذ ان بدأت في شن حملات تفتيش على منافذ بيع التجزئة أثناء الحصار الاسرائيلي للبنان، لكنه شدد على عدم مسؤولية الهيئة العليا للاغاثة عن هذه الثغرات· وقال الجسر ''اذا قررت أسرة محتاجة ان تبيع بعض المساعدات التي تتلقاها، والتي لا تريد تخزينها، فليس بوسعنا ان نفعل شيئا· مهمتنا لا تشمل التحكم في منتجات يبيعها أفراد الى أصحاب المتاجر، ما نحاول عمله هو ضمان الا تصل عبوات كاملة من المساعدات الى الايدي الخاطئة·''
ويستقبل المركز المؤقت لتوزيع المساعدات في منطقة بيروت ما بين 1000 و1200 صندوق مساعدات يوميا ملفوفا بالعلم اللبناني· ويحمل كل صندوق رقما معينا ويضم مجموعة مكونات محددة منها الارز والزيت والشاي ومربى ولبن مجفف وجبن وعلبة من التونة او اللحم· ويقول الجسر إن الهيئة العليا للاغاثة تشترى أغلب هذه المواد من السوق المحلية مضيفا ''وبعضها مواد مستوردة من التي كانت موجودة في حاويات في منشأة ميناء بيروت في طريقها الى العراق·''
ويرفع المسؤولون المحليون في كل منطقة تقريرا الى الهيئة العليا للاغاثة حول حجم المساعدات التي يحتاجونها أسبوعيا· وتقوم الهيئة بتسليم عبوات المساعدات الى بعض من 860 من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتوزيعها خارج بيروت·
ويشدد الجسر على انه يتم توزيع المساعدات حسب احتياجات الناس وبدون دوافع سياسية مضيفا ''الهيئة العليا للاغاثة لا تتأثر بأية عوامل دينية أو عرقية خلال عملها لتوزيع المساعدات·'' وهو يؤكد ان الهيئة تركز على التنسيق مع المنظمات الدولية لتحقيق العدالة في توزيع المساعدات الانسانية، وضمان عدم حدوث أي تضارب في ايصال المساعدات·
لكن صحيفة ''ديلي ستار'' اللبنانية نقلت عن مصدر طلب عدم نشر اسمه القول إن عملية توزيع المساعدات ليست محكومة مركزيا ولا ترتبط بقوة بالهيئة العليا للاغاثة او أي سلطة حكومية· وقال المصدر ''مركز المساعدات هو الذي يحدد أي مدرسة في منطقة بيروت هي التي ستحصل على مساعدات كل أسبوع، ورغم ان حجم المساعدات التي يتم توزيعها يتم تحديدها بشكل أسبوعي استنادا الى قوائم يقدمها مسؤولون محليون فان هيئة الاغاثة لا يتم ابلاغها بهذه القوائم الا بعد التوزيع·''
وهناك انتقادات حادة للجهود الحكومية في مجال المساعدات بما يجعل هناك شبه اتفاق بين كل الاطراف المشاركة في مساعدة النازحين والمشردين على ان الرد الرسمي لم يكن كافيا· ويقول رولاند هوجونين رئيس برنامج الصليب الاحمر في لبنان ''باستثناء عدة منظمات اوروبية غير حكومية صغيرة فان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تعمل تقريبا بمفردها في جنوب لبنان وهي لا تتعاون مع الحكومة اللبنانية على الاطلاق·''
وقال متطوع في مجال الاغاثة ''هناك شائعات بين المنظمات غير الحكومية بوجود فساد داخل الهيئة العليا للاغاثة·'' ومضى يقول ''وهناك أيضا شائعات بان المساعدات الغذائية المفترض ان تصل للنازحين، ينتهي بها الامر على أرفف المتاجر· ليس لدينا دليل على ذلك لكنك لو قارنت بين المساعدات التي يتم شحنها بالطائرات والكميات التي يتم توزيعها على النازحين لوجدت اختلافا كبيرا·''
عدد اليوم
