السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة النحاس العمانية تلمع من جديد

22 أغسطس 2006 00:49
مسقط - مصطفى المعمري: أعلنت سلطنة عمان مؤخرا عن اكتشافات جديدة لمناجم النحاس وذلك بعدد من مناطق الباطنة معلنة بذلك عن بدء مرحلة جديدة لانتاج النحاس بعمان بعد توقف دام عدة سنوات لتشكل بذلك بداية فعلية لاستخراج النحاس من المناجم الجديدة في منطقة الباطنة وتأكيدا وللاهمية الاقتصادية والتاريخية التي تشكلها ثروة معدن النحاس الكامنة بين الصخور· وقد بذلت الحكومة العمانية جهودا كبيرة لانتاج واستكشاف النحاس خاصة في منطقة صحار التي تبعد عن العاصمة العمانية مسقط بما يقارب من 250 كم وهي المنطقة التاريخية القديمة التي عرفت منذ القدم بصناعة النحاس نظرا لطبيعتها وتكوينتها الطبيعية التي أهلتها لأن تكون كما عرفت قديما (بمدينة النحاس) منذ آلاف السنين· ونظرا لاهمية معدن النحاس ونمو الطلب الخارجي عليه ومساهمته الفاعلة في تنويع مصادر الدخل القومي فقد تكثفت الجهود للتنقيب عنه وزيادة مخزونه الاحتياطي ويؤكد ذلك المشروع الكبير الجاري تنفيذه من قبل الشركة الوطنية للتعدين التي تقوم بالتنقيب في كثير من المواقع بمنطقة الباطنة عن خام النحاس المركز واستخراجه من خلال مصنع دائرة الصهر والتصفية في منطقة وادي الجزي الذي أشترته مؤخرا الشركة الوطنية للتعدين من شركة عمان للتعدين، وذلك بعد توقف انتاجه من النحاس المركز لحوالى عشر سنوات واستيراد ه من الخارج· ثلاثة مناجم وأعلنت الشركة الوطنية للتعدين عن بدء الاعمال في ثلاثة مناجم بمنطقة الامتياز في ولاية شناص وهي منجم عجيب ومنجم عجيب الجنوبي ومنجم شناص ،التي تم أكتشافها في عام 2003م بعد ثلاث سنوات من أعمال التنقيب· كما أعلنت الشركة عن أكتشافات جديدة وبمخزون كبير للنحاس في منطقة الغيزين بولاية الخابورة، وأعلنت أيضا عن حصولها على تصريح للكشف والتنقيب عن معدني الذهب والفضة بالسلطنة بالنسبة الصالحة للاستخراج كمخزون تجاري· وقامت الشركة بعملية التفجير والاستكشاف في منجم عجيب ومن المتوقع أن يتم الانتاج الفعلي من الموقع لخام النحاس المركز في نهاية العام الحالي 2006م بحيث تستمر مراحل التنقيب على مدى سنوات تتراوح من ثلاث الى خمس سنوات مع العمل في البحث عن كميات اخرى في الموقع نفسه· قدرات إنتاجية كما تتوقع الشركة أن تبلغ القدرة الانتاجية للمنجم خلال السنوات الخمس القادمة ( 2,4) مليون طن من النحاس الخام وسينتج سنويا ستة عشر ألفا وستمائة طن من النحاس الخام وبعد تصفيته سينتج خمسة عشر الفا من النحاس المركز· كما سينتج المنجم مواد اخرى مصاحبة لخام النحاس من اهمها كمية قليلة من الذهب وصخور وخامات يستفاد منها في صناعات مواد البناء والانشاءات اضافة الى صخور جيرية وخامات الحديد والاسمنت الابيض اضافة الى مواد تكوينية صخرية مشابهة· وبالنسبة لمنجمي عجيب الجنوبي وشناص فإن الشركة لاتزال في دراسات الجدوى لمعرفة حجم الانتاج السنوي، الى جانب النحاس فهناك خام آخر ذو أهمية اقتصادية يتم أستخراجه من بين صخور الجبال في منطقة الباطنة يتمثل في الكروم الذي تقوم بانتاجه وتسويقه وتصديره الى الاسواق العالمية شركة الكروم العمانية التي أنشئت في عام 1991 بموجب المرسوم السلطاني 65/1991 بهدف استغلال الثروة المعدنية الكامنة في جبال عمان حيث تقوم الشركة بأستخراج خام الكروم بنوعيه الفلزي والحراري من المناجم المتاحة في الجبال بمنطقة شمال الباطنة (مناطق رجما بولاية شناص والزهيمي بولاية لوى) بكمية تصل الى أكثرمن 18ألف طن سنويا ويتم تصديره الي كثيرمن الاسواق العالمية الكبرى كاليابان والصين وبريطانيا والمانيا وتايلاند وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا والبرازيل وجنوب افريقيا عبر ميناء السلطان قابوس وميناء الفجيرة في دولة الامارات العربية المتحدة· حيث تمكنت الشركة خلال العام الماضي من انتاج (18,386) طن من خام الكروم منها (7,820) طن من خام الكروم الفلزى و (10,566) طن من خام الكروم الحرارى فى حين بلغت الكميات التى تم تسويقها خلال نفس العام (32,140) طن منها (15,438) طن من خام الكروم الفلزى و(16,702) طن من خام الكروم الحرارى وذلك بالاستفادة من مخزون السنوات السابقه لتعزيز المكانة التسويقيه للشركة على المستوى العالمي· تاريخ الصناعة منذ حوالي ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد عرف السكان في منطقة الباطنة ثروة النحاس الكامنة بين الصخور، ومن خلال ذلك عرف العالم الخارجي كنوز النحاس في عمان التي سميت بمجان لشهرتها في صناعة السفن وصهر النحاس وتوسع صلاتها التجارية والبحرية، وسميت أيضا ببلاد المناجم وجبل النحاس نظرا لكثرة المناجم بها ووفرة النحاس كما أوردته النصوص السومرية· وقد اكتشفت بعض ممالك وحضارات الثراء والرفاهية كمملكة (عيلام) في جنوب ايران وحضارة سومر في جنوب العراق (بحسب دليل متحف قلعة صحار) أن مجان هي المورد الاساسي لتزويدهم بالكميات الكبيرة التي يحتاجونها من النحاس حيث كان يتم تصدير النحاس اليهم من مناجم وادي الجزي في صحار، ومع تزايد الطلب الخارجي فقد عمل سكان منطقة الباطنة في استخراج النحاس بكميات كبيرة لمدة 1400عام تقريبا وهو ما أعطى لهم الفرصة في انشاء رأسمال قوي تم استثماره في التجارة البحرية خلال العصور الوسطى حيث كانت المناجم والمصاهر في منطقة وادي الجزي تمدهم بوفرة كبيرة من النحاس إذ تشير المصادر التاريخية الى أن منجم عرجاء أنتج من النحاس المصفى خلال فترة العصور الوسطى كمية تراوحت ما بين 48000 الى 60000 طن وكذا الحال في بقية المناجم الاخرى كمنجمي الاصيل والبيضاء ولعل ما يؤكد ذلك وجود كثرة تجاويف المناجم وأفران الصهر وبقايا خبث النحاس والدهاليز العميقة في الجبال وتحت سطح الأرض·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©