الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سيارة المستقبل أكثر نظافة وفعالية في الأداء

22 أغسطس 2006 00:51
إعداد - عدنان عضيمة: ماذا يمكننا أن نتوقع عندما يتفق عدد من كبار علماء وخبراء الشركات العاملة في وادي السليكون على ابتداع شيء ما؟· لا شك أن ما يمكنهم فعله في حقول الاختراع يفوق ما يمكن لأي إنسان تصوره· وهذه المرة انصبت جهودهم على تطوير سيارة ذات فعالية غير مسبوقة في استهلاك الطاقة الكهربائية، على أن تكون في الوقت ذاته الأكثر صداقة مع البيئة، ويمكنها أن تتحدى كافة السيارات الرياضية التي صنعها البشر من حيث تسارعها وقوة انطلاقها· وتكللت جهود دامت بضع سنوات اشرف عليها خبير السيارات ''رايت'' عن ظهور سيارة آسرة ذات مقعدين تدعى (رايتسبيد إكس1) Wrightspeed X1 كبيرة الشبه بالسيارات الطائرة التي اعتدنا رؤيتها وهي تشارك في سباقات الجائزة الكبرى ''الفورميولا ون''· وهي تضم مجموعة من الغرائب التركيبية من بينها أن هيكلها الخارجي بدا وكأنه لبس معطفاً من الجلد والجينز حتى يتمكن كل من يحاول تفحصها من رؤية تركيبها الميكانيكي الداخلي· وصمم الهيكل وفقاً لمفاهيم علم الديناميكا الهوائية من أجل تخفيض معامل الاحتكاك مع الهواء إلى مستوى غير مسبوق· ولعل الأهم من كل ذلك أن السيارة الجديدة كهربائية بنسبة مئة بالمئة؛ ويمكنها القفز من حالة الاستعداد للانطلاق حتى بلوغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 3 ثوانٍ· ولا شك أن هذا الإنجاز يعد خارقاً في عالم ميكانيكا السيارات؛ لأن من المعلوم أن السيارات الكهربائية عادة ما تكون بطيئة، لا يمكن لمحركها الكهربائي أن يحقق قوة الدفع التي يمكن تحقيقها بواسطة محرك الاحتراق الداخلي الذي يستهلك البنزين أو زيت الديزل· ويضاف إلى ذلك أن أقوى السيارات الرياضية وأكثرها تسارعاً مثل ''بوجاتي فيرون'' التي يمكنها أن تنطلق من السكون حتى بلوغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2,9 ثانية، لا تبدو أقوى منها إلا بالقليل· وهناك الكثير من أشهر السيارات التي يقل تسارعها عما يمكن لـ(رايتسبيد إكس1) تحقيقه· ويعني هذا أن مستقبلاً باهراً يمكن أن ينتظر السيارات الكهربائية بالرغم من مواقف الشك التي يتبناها بعض الخبراء حول هذا الطرح· ولا شك أن تفنيد مثل هذه المزاعم هو السبب الأساسي الذي دفع رايت لبنائها·وعند عرض السيارة الجديدة في حدائق وادي السيليكون في كاليفورنيا على مرأى من الخبراء ورجال الإعلام، سمع البعض صوت أحدهم وهو يطلق سؤالاً طائشاً في السماء حيث قال: ''فهل هذه إذن سيارة المستقبل؟''· وجاءه الجواب من المباشر من ''رايت'': ''يمكنك أن تكون صادقاً فيما قلت ·· هذه هي سيارة المستقبل''· ويمكن للناظر إلى واجهة القيادة في (رايتسبيد إكس1) أن يرى تراكيب جديدة وغير معهودة في السيارات مثل بعض المفاتيح المتجاورة التي تستلقي بانتظام وتناظر على جانبي شاشة استظهار حاسوبية تعمل بالبلورات السائلة· وعندما يتم تشغيل السيارة لا يمكن لأحد أن يسمع صوتها على الإطلاق لأن المحرك الكهربائي يعمل بدون حدوث انفجارات داخلية متعاقبة كالتي تحدث ضمن أسطوانات السيارات التي تحرق البنزين· ويحذّر بعض الخبراء من أن اختفاء الصوت يعد من أكبر الأخطار التي تنطوي عليها السيارات الكهربائية لأن المارة لا يشعرون بقدومها مما يعرضهم لخطر الاصطدام· وكل ما يشعر به راكب (رايتسبيد إكس1) أثناء انطلاقها بسرعة عالية هو حركة جسمه ضمن تيار الهواء أثناء اندفاعها· وفيما كان ''رايت'' الذي أطلق اسمه عليها لأنه المساهم الأكبر بهذا الإنجاز الكبير، منطلقاً بسرعة عالية بسيارته، أراد التوقف فجأة فضغط على دواسة المكبح الكهرومغناطيسي فتباطأت السيارة في غمضة عين وبرفق شديد حتى توقفت تماماً· ويركز الخبراء في وصفهم لهذا الإنجاز على بعض الميزات الأخرى التي لا نراها في بقية أنواع السيارات الكهربائية؛ ومنها مثلاً أن من الممكن شحنها بالكهرباء من مأخذ كهربائي منزلي يعمل تحت فرق الكمون المعتاد الذي يبلغ 220 فولط· وأمكن لرايت أن يسجل بسيارته هذه نصراً كبيراً على الفيراري 360 سبايدر والبورش كاريرا جي تي في سباق اختباري تم تنظيمه بين السيارات الثلاث· وهناك مقياس آخر كبير الأهمية لتحديد قوة أداء السيارات عموماً ويتعلق بالزمن الكلي للتسارع من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة ثم التباطؤ بعد ذلك حتى حالة الوقوف؛ ولقد أثبتت (رايتسبيد إكس1) أنها قادرة على تحقيق الزمن الأقصر من بين كافة السيارات الرياضية القوية المعروفة· وأما من حيث التكلفة والسعر، فهي أقل تكلفة بأكثر من عشر مرات من البوجاتي فيرون التي يبلغ ثمنها 1,25 مليون دولار (4,5 مليون دولار) ويتألف محركها من 16 أسطوانة تحرر طاقة دافعة تبلغ 1001 حصان (ألف حصان وحصان)· وهناك المزيد مما ينبغي قوله حول هذه القصة؛ فلقد عبر رايت عن اعتقاده من أن هذه السيارة التصوّرية الاختبارية يمكنها أن تتحول بسهولة إلى سيارة إنتاجية من فئة الرودستير الرياضية، وأنها ستصبح عندئذ سيارة تأخذ بألباب هواة اقتناء الأشياء النادرة وبحيث لا يزيد ثمنها في بداية مراحل إنتاجها عن 100 ألف دولار (367 ألف درهم)·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©