محلات الحلاقة مخالفات تنقل أمراضاً قاتلة

الحلاقون يؤكدون التزامهم·· والبلديات تقوم بحملات تفتيشية تحقيق - إيهاب الرفاعي: أمراض خطيرة ومشاكل عديدة يمكن أن تصيب الشخص دون أن يدري داخل محلات الحلاقة وصالونات التجميل في ظل غياب الرقابة وإهمال النظافة العامة وعدم التأكد من تعقيم أدوات الحلاقة المستخدمة في الوقت الذي يكون وجودها مجرد ديكور لجذب الزبائن في بعض المحلات أو لأن وجودها مجرد شرط أساسي لمنع تراخيص مزاولة المهنة بغض النظر عن الطريقة السليمة لاستخدامها حتى تؤدي الغرض منها في البعض الآخر· ففي ظل غياب الرقابة المسؤولة على تلك المحلات يمكن أن تصبح مصدراً رئيسياً للإصابة بأمراض شتى مثل الإيدز والتهابات الكبد الوبائية· يؤكد أصحاب محلات وصالونات الحلاقة أنهم حريصون على تنفيذ عملية التعقيم لأدوات الحلاقة المستخدمة في محلاتهم، وأنهم لا يستخدمونها إلا بعد إتمام تعقيمها كما ينبغي حرصاً على سلامة الزبائن، وأنهم مدركون لمخاطر إهمال ذلك، كما أكدوا حرصهم على وضع الأدوات المخصصة للحلاقة ولها صفة الاستمرارية (غير شفرات الحلاقة) لمدة كافية داخل أجهزة التعقيم قبل استخدامها وأن الشفرات تستخدم لمرة واحدة فقط، وإتباعهم التعليمات والاشتراطات الصحية الضرورية قبل استخدام أدوات الحلاقة· ضمير الحلاق ويشير علي سيد حلاق إلى أن مهنة الحلاقة محكومة بضمير ووعي صاحبها ومدى إلمامه بالجانب الوقائي والثقافة الصحية وطرق العدوى المحتملة وكيفية تجنبها ليس من منطلق الخوف من الرقابة الصحية وتجنب المخالفات وإنما من منطلق الوعي الذاتي والضمير الذي يحكم هذه المهنة· مؤكداً حرصه التام على اتباع تعليمات التعقيم الصحيحة· ويؤكد رشيد بوكالاشي (حلاق) انه يحرص على تعقيم المواد المستخدمة في الحلاقة من مقصات وأمشاط وأمواس كما انه لا يستخدم الموس سوى مرة واحدة فقط وحريص على تغيير الموس لكل زبون· ويوضح كيزاكيريل محمد حلاق أن بعض الزبائن يحرصون على اقتناء أدوات حلاقة خاصة بهم ويأتون بها عندما يرغب الشخص في الحلاقة سواء له أو لأحد أبنائه· ويشير محمد رفيق - أحد الأشخاص تصادف وجوده داخل أحد صالونات الحلاقة - إلى أنه يحرص على أن يتابع أدوات الحلاق ويتأكد أنها نظيفة تماماً ولو على الأقل من ناحية التعقيم الخارجي حيث يجب أن يكون الموس المستخدم للحلاقة جديدا وموضوعا في مادة مطهرة قبل استخدامه· بينما يرى خالد علي -أحد الزبائن- أن مسألة التأكد من تعقيم الأدوات داخل أجهزة التعقيم لا يمكن التأكد منها نظراً لصعوبتها خاصة وان الشخص يذهب للحلاق ولا يدري متى وضع تلك الأدوات داخل جهاز التعقيم، كما أن بعض الحلاقين يمكنهم خداع الزبائن من خلال وضع الأدوات داخل جهاز التعقيم، في حين أن الجهاز لا يعمل أساساً· حملات تفتيشية ومن جانبها قررت دائرة البلديات والزراعة بلدية أبوظبي تكثيف الحملات التفتيشية على صالونات الحلاقة ومراكز التجميل للسيدات خلال المرحلة المقبلة وذلك عقب تلقيها شكاوى عديدة من الجمهور بإصابتهم ببعض الأمراض الجلدية نتيجة لاستخدام أدوات ملوثة وغير كاملة التعقيم من قبل العاملين أو العاملات في تلك الأماكن، كما أنها نجحت مؤخراً في ضبط كميات من الكريمات وأدوات التجميل غير المطابقة للمواصفات والضارة بالصحة خلال حملات قسم مراقبة الأسواق التابع لقطاع الخدمات العامة في مختلف أسواق المدينة· معاقبة المخالفين أشار صقر المنصوري مسؤول المراكز الخارجية لدائرة البلديات والزراعة في أبوظبي بالمنطقة الغربية أن هناك حملات تفتيشية دائمة على جميع محلات الحلاقة للتأكد من مدى التزامها بشروط الصحة العامة وعدم إصابة العاملين بها بأي أمراض واستخدامهم أجهزة تعقيم جيدة وصالحة لتعقيم الأدوات المستخدمة في الحلاقة من أمواس ومقصات وفرش للشعر وخلافه وذلك لضمان سلامتها وحفاظاً على صحة الزبائن وضماناً لعدم انتقال أي أمراض من شخص لآخر· وأكد أن صالونات الحلاقة تخضع للتفتيش الدوري الدائم من قبل مفتشي الصحة العامة للتأكد من عدم وجود أية مخالفات أو تجاوزات، حيث يتم التفتيش عن مدى التزام أصحاب تلك الأماكن بتطبيق الشروط والمعايير التي حددتها البلدية لممارسة النشاط وكذا التزام العاملين بشروط ممارسة المهنة من تمتعهم بالصحة وامتلاكهم بطاقات صحية سارية المفعول وارتدائهم الزي النظيف المخصص لذلك واستخدام أدوات معقمة ومواد أو مستحضرات تجميلية وكريمات بأنواعها تكون مطابقة للمواصفات ومصرحاً بتداولها في أسواق الدولة، مشيرا إلى أن هناك عقوبات رادعة بحق المخالفين لتلك الشروط تبدأ بالإنذار ثم بالإغلاق للمحل بعد تحويله للمحكمة إذا ثبت استمراره في المخالفة· ويؤكد أن مفتشي الصحة جاهزون للتأكد من أي بلاغ يرد للقسم من أي شخص تجاه أي محل يخالف تعليمات وشروط الصحة التي حددتها البلدية لمنح التراخيص لها· وأشار المنصوري إلى أن انتشار الوعي الصحي لدى الجمهور أصبح ضرورياً خاصة وان وسائل التوعية أصبحت متاحة للجميع وان وجود الوعي لدى الجمهور يسهل من عمل مفتشي الصحة في مراقبة تلك المحلات وضبط المخالفين لها· وطالب الجمهور بضرورة الإبلاغ عن أية مخالفات يتم اكتشافها لقسم الصحة التابع للبلدية وذلك للتأكد من صحة الشكوى واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق تلك المحلات المخالفة·