الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الورشة الصيفية للرسم الحر تختتم أعمالها بمعرض جماعي في الشارقة

الورشة الصيفية للرسم الحر تختتم أعمالها بمعرض جماعي في الشارقة
26 يوليو 2011 00:07
يُنهي مسرح الشباب في دبي للثقافة والفنون الورشة الفنية الصيفية التي يقيمها بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية تحت العنوان: “ورشة الرسم الحرّ” بمقر الجمعية بمنطقة الشويهين بالشارقة بإشراف فني للفنانة ابتسام عبد العزيز وإداري للفنانة منى عبد القادر العلي ومشاركة سبعة عشر منتسباً. بداية، وفي ما يتصل بتقنيات الرسم التي يكتسبها المنتسبون للورشة قالت الفنانة ابتسام عبد العزيز” إننا نبدأ معهم من الصفر دون أن نعرّضهم لأي اختبار أو تقييم، فكان المستوى الأول هو رسم الطبيعة الصامتة بالرصاص بهدف أن يكتسب المعرفة بالمنظور من كل الزوايا، ثم يأتي المستوى الآخر بتحويل الأشكال من ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد وهو ما يبرز من خلال الاشتغال بالفحم فتبرز الأبعاد المنظورية عبر الضوء والظل، للغاية نفسها تمّ الاشتغال بألوان الباستيل التي تضعهم في تحد مع أنفسهم لاكتساب تنسيق الألوان وخلق الانسجام في ما بينها”. وأضافت “من بين التمارين التي يخوضها المنتسب هو إعادة رسم لوحة عالمية ذات أثر في تاريخ الفن بعد أن أطلعناهم على القيمة الفنية لكل منها، كما عرضنا أمامهم فيلما عن الفن الحديث وعما اكتسبناه نحن عندما كنا في تجربتهم وفي أعمارهم، أيضا قدمنا عددا من المحاضرات التي عُنِيَتْ بالكشف عن التجارب الحديثة بالفن كالأعمال المفاهيمية والتركيبية مما لم نأخذ فرصة بالاطلاع عليه في بداياتنا بحيث إذا تمكن أحدهم من زيارة متحف الشارقة أن يميّز عملا فنيا لحسن شريف بوصفه عملا فنيا وليس غير ذلك”. وأكدت “أن التجاور ما بين الفني والبصري كان شاغلا بالنسبة لي بحيث نكسب مشاهدا حقيقيا متنورا للفن الحديث في الإمارات إنْ لم نكسب فنانا، ثم قمنا بإجراء دراسة تفصيلية لبعض أعمال فنانين من أمثال دافنشي ومونيه وفان غوغ ثم قام كل طالب بنقل العمل كما هو، وهو ما نعتبره خطوة مهمة يكتسب عبرها تقنيات الرسم والتلوين لدى فنانين مهمين عالمياً”. ولدى الدخول إلى مرحلة الإكرليك تمت إعادة رسم هذه الأعمال الملونة بالأبيض والأسود بهدف إكساب المنتسب مهارات في ابتكار تدرجات من هذين اللونين، بحيث يستطيع رسم مشهد أو طبيعة صامتة، أما المرحلة الأخيرة فكانت رسم المشاهد الطبيعة بالألوان منقولة عن صور وليس بالضرورة عن تلك الأعمال الفنية. وفي ما يتعلق باستجابة المنتسبين أشارت ابتسام عبد العزيز إلى أن عدداً منهم يلتحقون بهذه الدورات الصيفية بسبب أن “أهاليهم يريدون أن “يِفتكّوا منهم”، بمعنى أن يتورط مشرف الدورة أو الورشة بهؤلاء، الذين غالبا ما يكونون من الأطفال، لذا أدعو الأهالي إلى عدم إجبار أبنائهم على الالتحاق بدورات من هذا النوع الذي لا يحتمل الالتحاق به أي نوع من الإكراه، فحين يرى آخرون من أبناء جيله يرسمون أفضل منه فإن الطفل سيصاب بالإحباط، لكننا هنا نأخذ الأمور بروح رياضية فأعطيناهم ما يمكن لهم استيعابه دون ممارسة أي ضغط عليهم، ودون أن نحرمهم متعة مزاولة الرسم. بالمقابل فهناك مواهب بارزة من المنتسبين ونتوقع لهم مستقبلا جيدا في حال استمرارهم في الرسم”. وبصدد ما تحقق من ما هدفت إليه الورشة، قالت ابتسام عبد العزيز “نعم لقد تحقق الهدف من الورشة باعتقادي، فالمنتسبون ما زالوا مستمرين ويستمتعون بما ينتجون، بالتالي لا يمكن وصف الأمر على أنه مضيعة للوقت، بل أكبر من ذلك بكثير فالفنان في المجتمعات المتقدمة شأنه في ذلك شأن الطبيب والمحامي يمارس مهنة بالمعنى المحترف للكلمة”. أوضحت الفنانة منى عبد القادر العلي أن اختيار مقر الجمعية جاء لما يتميز به هذا الموقع، إذ هو موقع فني بامتياز ويتوسط مكانا فنيا قريبا من أمكنة المنتسبين الذين يشعرون بالفعل أنهم يعيشون أجواء فنية ولا يكتسبون تقنيات الرسم فحسب، وبالتالي يجعلهم هذا المناخ أقرب إلى الفن ويتعايشون معه بشتى أشكاله وصنوفه. وأشارت إلى أن الجمعية تقدم لهم المقر الذي تُقام فيه الورشة، فضلاً عن استضافتها معرضاً من أعمال منتسبي الورشة سوف يُفتتح مساء الخميس المقبل، مثمنة الدور الذي تضطلع به الجمعية في هذا السياق. وأكدت أن التركيز على الورشة الصيفية يهدف إلى تحفيز الاستمرار لدى المنتسبين، موضحة أن التواصل معهم لن يتوقف بانتهاء الورشة بل “سيبقى قائما وسيجري الاطلاع باستمرار على ما ينجزون من أعمال فنية بما يسهم في خلق جيل جديد من الفنانين الإماراتيين، لكن الأمر يتعلق أخيراً بالشخص نفسه إذا أراد الاستمرار أم لا، وكل ما لدينا هنا هو أن نبذل جهدنا في أن يكتسبوا تقنيات الرسم بما يمكنهم من مزاولة الرسم باستمرار وإن احتاجوا إلى أي مساعدة فلن يبخل عليهم أحد بها”. وأضافت “أن الورشة الصيفية عملية مستمرة منذ بدأ الفن بالإمارات، ومرّ بهذا الموقع الذي أشغله الآن في قطاع الفنون التشكيلية في مسرح الشباب بدبي فنانون كثيرون تعلمنا على أيديهم بدءاً من حسن شريف ومحمد كاظم وخليل عبد الواحد وسواهم، وأغلب هذه الورشات أقيمت هنا بالشارقة”. ولا يقتصر ما يتم تقديمه للمنتسبين على تقنيات الرسم فحسب، بل تقوم الفنانتان ابتسام عبد العزيز ومنى عبد القادر العلي بإعطائهم محاضرات تتعلق بتاريخ الفن واتجاهاته الحديثة بحيث يتم إكسابهم مهارات تجعلهم يتذوقون الفن بمختلف أنواعه وأشكاله فيدركون أن الفن لا يقتصر على اللوحة أو النحت بل يتجاوز ذلك إلى الفن المفاهيمي. في هذا السياق استضافت الورشة الفنان الإيطالي باولو ماريا في دورة قصيرة لمدة يومين تناول خلالها تجربته التي تجمع بين الرسم والفن المفاهيمي كما قدم عرضا لفيلم عن هذا النوع من الفن وتمّت مناقشته من قبل المنتسبين بعمله وإنتاج العمل، خاصة أن هذا الفنان لديه تقنية محددة في إنتاج أعماله ويشتغل على الذاكرة الشخصية تحديدا.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©