الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول العمل الخيري

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول العمل الخيري
23 يوليو 2013 20:42
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلس سموه بالبطين مساء أمس محاضرة بعنوان "الإقدام على عمل الخير: المخاطرة في الأعمال الخيرية"، ألقاها الخبير العالمي مايكل غرين. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وأحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى الدولة وعدد من المكرمين في جائزة أبوظبي الذين يساهمون في اعمال خيرية وجليلة تجاه المجتمع وحشد من المدعوين. وأعرب المحاضر عن سعادته بتواجده في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر رمضان المبارك هذه الدولة التي تعمل على نشر الخير وخصوصا في شهر الرحمة. وعرض غرين في بداية المحاضرة تجاربه الأولى في عمل الخير والتي بدأت في رومانيا مع فريق من المهتمين بعمل الخير في بريطانيا إبان سقوط نظام الرئيس الروماني نيكولاي شاوسيسكو في نهاية التسعينيات من القرن العشرين حيث اتجه مع هذا الفريق لتقديم المساعدة لأطفال الملاجئ والتي انتهت بالفشل .. مشيرا الى أن هذا الفشل لم يدفعه الى اليأس وإنما دفعه الى العمل الخيري بالتعاون مع الحكومة التي تمتلك الكثير من الأموال والأدوات التي تؤهلها للقيام بالأعمال الخيرية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية حيث تولى مسؤوليات خاصة بالعمل الخيري والانساني في ثلاث حكومات بريطانية. ولفت غرين إلى أن الفشل قد يؤدي إلى طريق النجاح كما حصل مع كثير من رجال الأعمال الذين كان الفشل في خطواتهم الأولى هو بداية طريق نجاحهم فمع الإصرار والثبات شقوا طريقهم إلى النجاح في أعمالهم وهو ما حدث في وادي السيليكون الأمريكي والمتخصص بصناعة التكنولوجيا.. ولقد تخطى الشعار "افشل كثيرا وافشل سريعا" حدود الوادي.. وأكد ضرورة التعلم من أخطاء الفشل وتجربة أشياء جديدة ومبتكرة .. فالفشل هنا فرصة للتعلم وليس للتراجع ومع ذلك يبدو أن الفشل من وجهة النظر هذه غائب وغريب عن قطاع الأعمال الخيرية. وقال غرين "إن الفشل فرصة للتعلم فنحن نتعلم من الفشل أكثر مما نتعلم من النجاح" .. وأعرب عن اعتقاده بأن الأعمال الخيرية تلعب دورا مهما في المجتمع فهي مجال لتجربة الأفكار على مدى طويل وهذا الدور التجريبي يجب أن يصاب بشئ من الفشل. وأشار غرين إلى أن البروفيسور "جويل فلايشمان" تحدث في كتابه "المؤسسة .. سر أمريكي عظيم" والذي يسلط الضوء فيه على ماضي وحاضر ومستقبل الأعمال الخيرية في الولايات المتحدة عن أن أربع مؤسسات خيرية فقط اعترفت بوجود مبادرات فاشلة.. ومن هذه المعلومة نخلص إلى ثلاث نتائج هامة أولها أن قطاع الأعمال الخيرية لا يعلم إن كان ناجحا أم فاشلا وأن مؤسسات قطاع الخير لا تعلن عن المبادرات الفاشلة ولا تدعو للتعلم من الأخطاء التي وقعت بها وآخرها أن المخاطرة ليست من عادات قطاع الأعمال الخيرية. وخلص المحاضر من هذه النتائج إلى أن المؤسسات الخيرية لا تقوم بدورها في المجتمع كرأس مال مخاطر وعليها أن تقوم بمبادرات إبداعية لحل بعض معضلات المجتمع بشكل لا يمكن للحكومات التي تتفادي المخاطر أن تقوم به. وأكد غرين أن ثمة اتجاها نحو تغيير قلق المؤسسات الخيرية من الفشل.. وقال "لقد ظهر في العقود الأخيرة جيل من المحسنين الذي يتطلعون إلى تمويل أعمال خيرية ذات أثر ولا يتحاشون المخاطرة". ولفت إلى أن المؤلف "ماثيو بيشوب" وصف هذا الجيل من المتبرعين في مقال له في مجلة "الإيكونوميست" عام 2006 بـ"محسني الرسملة" وذلك لأن هذا الجيل أحسن الاستفادة من الدروس التي تعلموها من خبرتهم في مجال الأعمال. وتناول المحاضر في هذا الصدد سيرة عدد من رجال الأعمال الذين انخرطوا في الأعمال الخيرية على المستوى العالمي وهم : "تيد تيرنر": مؤسسة شبكة "سي أن أن" الإخبارية والأب الروحي لـ"محسني الرسملة".. وقال لقد مثل تبرعه السخي المقدر بمليار دولار للأمم المتحدة عام 1997 روح هذا التوجه الجديد وهو القيام بمبادرات شجاعة وجريئة تنم عن نفاذ البصيرة. وذكر أن إعلان "تيد تيرنر" عن استعداده لدفع ذاك المبلغ سلط الضوء على الأعمال الخيرية حيث وضع"تيرنير" سقفا جديدا للعطاء يمثل بذلك السمة الأولى لهذا الجيل وهي: "الشجاعة". وعرض المحاضر تجربة "بيل جيتس": أشهر المتبرعين قاطبة في يومنا هذا وهو مؤسس شركة "مايكروسوفت".. لافتا الى أن "جيتس" يعمل حاليا بشكل كامل على معالجة عدد من المشاكل بما في ذلك إصلاح النظام التعليمي في الولايات المتحدة والأمراض الوبائية مثل الملاريا وشلل الأطفال. ولفت إلى أن جيتس، على الرغم من أنه يقف على رأس أكبر مؤسسة خيرية في العالم، إلا أنه يصف مؤسسة "بيل وماليندا جيتس" بأنها "مؤسسة صغيرة جدا" لأنها كذلك بالمقارنة بالمشاكل الموجودة وبالمقارنة أيضا بقدرات بعض القطاعات خاصة الحكومات من أجل ذلك تميزت مبادرات "جيتس" بعقد شراكات مع الحكومات والمؤسسات الخيرية والمجتمعية المختلفة. وأشار غرين إلى أن "جيتس" لعب دورا فاعلا في خفض معدل الوفيات من مرض "الملاريا" بنسبة 25 بالمائة خلال العقد الماضي وهذا ما يجعل الرجل ممثلا لسمة مهمة للعمل الخيري وهي وجود شخصيات قيادية حيث تمكن من استقطاب الكثير من الناس الذين يعملون حاليا بالعمل الخيري فكانت لديه الرغبة والقدرة في التغيير بطرق مختلفة. وأورد المحاضر سيرة محمد إبراهيم رجل الأعمال السوداني- البريطاني والمدير التنفيذي لشركة الاتصالات الأفريقية الذي لعب دورا فاعلا في إفريقيا عبر إطلاقه لجائزة الحوكمة الإفريقية سنة 2007 بقيمة خمسة ملايين دولار تمنح للقادة الأفريقيين الذين لديهم سجل مشرف في خدمة شعوبهم .. مؤكدا أن هذه الجائزة تمثل بعد البصيرة حيث تحلى محمد إبراهيم بنظرة ثاقبة توصل من خلالها أن إصلاح القيادات الإفريقية هو ذو أهمية كبرى لصلاح القارة. وقال إن هذه الجائزة منحت لثلاثة من القادة الافارقة السابقين الذين انخرطوا في أعمال الخير مع راتب تقاعدي لمدة 10 سنوات وحجبت هذه الجائزة في كثير من السنوات لعدم وجود أي من القادة الافارقة الذين يستحقونها. وعرض المحاضر لسيرة "السير رونالد كوهين": رائد "رأس مال المخاطرة" البريطاني والذي برع في توظيف الاستثمار بدلا من الأعمال الخيرية لدعم القضايا الخيرية. وقد بدأت رحلة "كوهين" سنة 2000 عندما ترأس "لجنة الاستثمار الاجتماعي" والتي شكلها وزير المالية آنذاك "جوردون براون". ومنذ ذلك الوقت، عمل بمثابرة ليس في اتجاه الاستثمار الاجتماعي بل أيضا في تطوير الأدوات المالية المطلوبة لدعم هذا القطاع لا سيما "سندات الأثر الاجتماعي" .. منوها بأن "كوهين" يمثل سمة الإصرار في الاستمرار في العمل الخيري حيث كان الطريق طويلا وصعبا لإنشاء هذه النوعية من الاستثمارات. وتناول غرين دور "بيتر ثايل" مستثمر المخاطر في "وادي السيليكون" والذي صدم الكثير عندما أعلن سنة 2010 أنه سيهدي مبلغ 100 ألف دولار لأشخاص يتركون الدراسة الجامعية في سبيل تطبيق أفكارهم بدلا من تمضية الوقت في الدراسة. وأضاف المحاضر في هذا الصدد ربما يكون "ثايل" محقا أو مخطئا في ذلك ولكنه يقول: "إن أتيت بأمر جديد فإنه سيبدو غريبا بعض الشيء في جميع الأحوال.. ويمثل "ثايل" ميزة الاستعداد لتجريب أفكار جديدة ويجسد سمة الإبداع. وقال غرين تلك هي خمسة أمثلة للجيل الجديد من "محسني رجال الأعمال " الذين لا ينفرون من المخاطرة في سبيل تحسين عالمنا .. موضحا أنه عبر تحديهم للواقع وعدم خوفهم من الفشل فإن لديهم الفرصة لتحقيق أثر عظيم وهو ما يجب أن يصبو إليه كل محسن. وتبادل غرين الأفكار مع الحضور وأجاب عن أسئلتهم التي تتصل بمحاور المحاضرة وأكد أن الفشل مفتاح النجاح .. ودعا إلى تأسيس "جائزة للفشل" في الأعمال الخيرية لأن هذا الفشل مع الإصرار على الاستمرار فيه سيقودنا الى ممارسة تجارب ناجحة مستقبلا. ودعا المحسنين إلى التحدث عن تجاربهم الخيرية الفاشلة فنجاحهم عند ذلك هو "أن لا يفشل أحد كما فشلوا .. وقال إن الخوف من الفشل أمر غريزي وربما كان الفشل الأول هو الأسوأ ويتحول بعد ذلك الى تجربة ويجب أن نتحدث عن تجاربنا بصدق من أجل خلق بيئة محفزة للعمل الخيري. وأكد أن مواجهة الفشل لا تكون إلا من خلال الشفافية الكاملة والصراحة والانفتاح على الأشخاص الذين نأخذ منهم المال لبناء المصداقية بيننا .. موضحا أن العمل الخيري يتعين أن يكون في النهاية جزءا من الثقافة المدنية في أي دولة. يذكر أن مايكل غرين يعتبر خبيرا عالميا رائدا في مجال الأعمال الخيرية والابتكار الاجتماعي ومشاركا فاعلا في العديد من المشاريع الاجتماعية وهو أحد مستشاري مشروع "شبكة المجتمع الكبير" وعضو في المجالس الاستشارية لكل من "مؤسسة إيمبوتس ترست" وهو صندوق رائد للمشاريع الخيرية بالمملكة المتحدة و "فريق بي" وهي مبادرة جديدة للسير ريتشارد برانسون تهدف إلى توحيد جهود قادة الأعمال ذوي الرؤية الثاقبة تعزيزا للتفكير البعيد المدى في مشاريع الأعمال. يتولى غرين حاليا منصب المدير التنفيذي لمؤسسة "سوشل بروغرس إمبرتف" /حتمية التقدم الاجتماعي/ وهو مشروع تأسس مؤخرا يهدف إلى إعداد إجراءات خاصة بالرفاه المحلي تكون قابلة للتنفيذ بغرض مساعدة الحكومة والشركات والمجتمع المدني على التعاون بصورة أكثر فعالية من أجل التصدي للتحديات الاجتماعية والبيئية الكبرى التي تواجه العالم. وشارك غرين مع /ماثيو بيشوب/ في تأليف كتاب: "الرأسمالية الخيرية: كيف ننقذ العالم بالعطاء" الصادر عن "الإيكونومست..ووصف كتابه "الرأسمالية الخيرية" بأنه الكتاب الذي سلط الضوء على الجيل الجديد من المحسنين والمستثمرين الاجتماعيين المهتمين بتأثير الأعمال الخيرية على العالم. ألف مايكل غرين أيضا كتاب "الطريق من الخراب: رأسمالية جديدة من أجل مجتمع أكبر" والذي يحلل أسباب الأزمة المالية ويضع جدول أعمال لإصلاح الرأسمالية من أجل خدمة الناس والعالم بصورة أفضل. كما ألف كتاب "هل بالذهب نؤمن" مستقبل المال في عصر الالتباس والشك" والذي يتناول المعضلات المالية التي تقود إلى إحداث تحو ل في تكنولوجيا المال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©