واشنطن - رويترز: أثار تصريح الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول بأنه ''قلق جدا'' من كثرة الحديث في بلاده عن حرب أهلية في العراق تكهنات بأنه ربما يقتنع بفكرة أن تلك الحرب وشيكة ويدرس خطة مستقبلية للخروج من هناك، خصوصا وأنه أقر بأن حرب العراق ''تجهد الأميركيين نفسيا''·
وأحجمت وزارة الخارجية الأميركية عن التعقيب على تصريحات بوش وما إذ كانت تعبر عن تغير في سياسته لكن مسؤولين فيها قالوا انهم يسعون للحصول على توجيهات من البيت الابيض في هذا الشأن· ورأى محللون أميركيون أن تكرار قادة عسكريين أميركيين هذا الشهر الحديث عن حرب اهلية قد يجبر الإدارة الأميركية على سحب قواتها من البلاد·
وقال السفير الاميركي السابق لدى اسرائيل ومصر نيد ووكر ''إذا كان القادة العسكريون يتحدثون عن حرب اهلية، فلا بد انهم تلقوا إذنا من البيت الابيض بفعل ذلك وان بوش يختبر الرأي العام بتلفظه بهذه العبارة''·
واضاف أن بوش يلعب لعبة خطرة بحديثه عن الحرب الاهلية لان ذلك سيعزز الضغوط من اجل الانسحاب من العراق لاسيما إذا ابرز البيت الابيض المخاوف بشأن خطر قيام ايران بصنع سلاح نووي· وأوضح ''اذا كنا سندخل إيران فينبغي أن تكون لدينا القدرة على الانسحاب من هناك'' · وتابع ''ان اقوى حجة لبوش للبقاء في العراق هي خطر الارهاب وتأثيره المباشر على الولايات المتحدة فإذا تم ابراز الحرب الاهلية بوصفها الخطر الرئيسي، فان التأييد للبقاء هناك سينحسر سريعا''·
وقال الخبير بشؤون الشرق الأوسط في ''معهد بروكينجز'' في واشنطن شبلي تلحمي إن مصداقية بوش معرضة للخطر بسبب العراق بعدما لم يعد بمقدوره الاعتماد على ''الانكار والاختلاق'' وإن الأزمة في لبنان والمخاوف المتنامية بخصوص إيران أدت إلى تزايد الدعوات إلى الانسحاب من العراق حتى بين مؤيديه المحافظين الجدد·
وأضاف ''هناك شعور بأن الشعب الأميركي لن يفكر في مواجهة مع إيران ما دامت أميركا محصورة في العراق''·
وفي رأي مخالف، قال الخبير بشؤون العراق في ''مؤسسة هيريتيج'' في واشنطن جيمس فيليبس ''لا ينبغي أن يبالغ الناس في تفسير كلمات بوش''· وأوضح ''لا أعتقد أن ذلك يشير إلى تخفيف موقفه، فتصريحاته تدل على استمرار التزامه برؤيته لعراق ديمقراطي غير أن هناك اهتماما أكبر بمسألة أن كثيرا من الفصائل المتنافسة هناط تبدو أكثر ميلا للاقتتال''·
وقد أقر بوش بأن القتال يلحق خسائر به وبالشعب الأميركي بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة انخفاض التأييد الشعبي له إلى أقل معدلاته منذ توليه الرئاسة عام ·2000
وقال ''أحيانا أشعر بخيبة الأمل ونادرا ما أدهش· أحيانا أكون سعيدا لكن الحرب ليست وقتا للفرحة هذه ليست أوقاتا سعيدة، إنها أوقات تحد وهي عصيبة وتجهد الحالة النفسية في بلدنا· إنني أدرك ذلك''· لكنه أصر على رفض دعوات معارضيه الديمقراطيين إلى انسحاب سريع للقوات الأميركية·
وقال ''لن أشكك أبدا في وطنية شخص ما لا يتفق معي، غير أنه لدي وكذا لإدارتي كل الحق لتوضيح العواقب''· ودفع بأن مغادرة العراق قبل الأوان قد تؤدي إلى اكتساب جماعات مثل تنظيم ''القاعدة'' موطئ قدم أقوى في الشرق الأوسط وتنفيذها هجمات ضد الولايات المتحدة·
ورد الديمقراطيون بأن القتال المستمر أجهد الجيش الأميركي والميزانية الاتحادية· وقال عضو مجلس الشيوخ البارز جون كيري ''المشكلة هي السياسة الكارثية لهذه الإدارة بخصوص العراق وليست الحالة النفسية للأميركيين''·
عدد اليوم
