الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوارث 2011.. اليابان تحرك محور الأرض 10 سنتمترات

كوارث 2011.. اليابان تحرك محور الأرض 10 سنتمترات
1 يناير 2012
سجلت الكارثة الأكبر في عام 2011 باسم اليابان التي ضرب شمال شرقها يوم 11 مارس زلزالا عنيفا بقوة 8,9 درجات تبعه «تسونامي» أمواج ضخمة تجاوزت 10 أمتار مما اسفر عن تدمير عشرات المباني ودفن المئات على شاطىء سينداي وابتلاع قطار ركاب وسفينة على متنها 100 شخص إضافة إلى انفجار مجمع بتروكيماوي واندلاع حريق داخل مبنى يضم توربينات في مصنع اوناغاوا النووي. وبينما كانت السلطات اليابانية تكثف جهودها لانتشال الناجين من كارثة الزلزال الذي قال خبراء انه أزاح محور دوران الأرض 10 سنتيمترات، برزت مخاوف كبيرة من الإشعاعات مع حدوث انهيار في محطة فوكوشيما النووية وتصاعد الخوف من انصهار نووي وسط ارتفاع حصيلة الضحايا الى 3500 قتيل و10 آلاف جريح وتسجيل خسائر اقتصادية بنحو 35 مليار دولار. وتفاقمت الكارثة النووية مع حدوث انفجارين في مفاعلين بمحطة فوكوشيما هددا سلامة وحدات الاحتواء الرئيسية واديا الى تسرب إشعاعات بمعدلات خطرة. واستعانت السلطات بالمروحيات لتبريد احد المفاعلات، وسط فرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية منطقة حظر طيران لمسافة 30 كيلومترا حول المحطة التي شهدت انفجارات جديدة أدت الى ارتفاع معدلات الإشعاع ودفعت الكثير من الدول الى بدء عمليات إجلاء لرعاياها وإغلاق 25 سفارة أجنبية مؤقتا، وسط رصد إشعاع منخفض المستوى تحرك صوب أميركا الشمالية، وآثار إشعاع على ركاب طائرة قادمة من اليابان إلى كوريا الجنوبية. وهز زلزال جديد محطة فوكوشيما في 23 مارس إدى إلى ارتفاع أدخنة سوداء أجبرت العمال على المغادرة. بينما أعلنت الحكومة اليابانية عن رصد تلوث إشعاعي بمياه الشرب في طوكيو ومنعت استخدامها للأطفال والرضع. كما تم رصد يود عالي الإشعاع في البحر قبالة فوكوشيما. وفي 28 مارس أدى انصهار نووي جزئي في المحطة الى تسرب إشعاعي لمياه البحر وتسجيل نشاط من مادة اليود المشع أعلى بـ3355 مرة من المعدل الطبيعي. كما عثر على بلوتونيوم على الأرض في مواقع داخل المحطة. وضرب زلزال جديد بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر شمال شرق اليابان في 7 ابريل حيث استنفرت محطات فوكوشيما النووية. وفي 12 إبريل سجلت هزتان جديدتان في محيط فوكوشيما الأمر الذي دفع الحكومة إلى رفع مستوى الحادث النووي في المحطة النووية الى الدرجة السابعة الموازية لخطورة حادث تشرنوبيل. لكن الانبعاثات الإشعاعية عادت وتراجعت بعد أشهر محنة قاسية متجاوزة شبح تكرار سيناريو كارثة مفاعل «تشيرنوبيل» في الثمانينات. وفي 7 ديسمبر، بدأ العمل بنقل أجزاء من الأنقاض الناجمة عن زلزال و»تسونامي» 11 مارس في بلدة أوناجاوا بمقاطعة مياجي لحرقها في طوكيو حيث تم تحميل حوالي 20 طنا من النفايات القابلة للحرق على متن عشر حاويات تم فحص كل واحدة منها لمعرفة ما إذا كانت ملوثة بالإشعاع قبل نقلها إلى مدينة سينداي عاصمة مياجي على متن شاحنات ثم نقلها إلى طوكيو بالقطار. ولن يتم نقل الأنقاض التي تحتوي على مستوى عال من الإشعاع، وستحرق الحكومة الأنقاض في منشآت بطوكيو على أساس تجريبي لفحص تركيز المواد المشعة المخلفة في الرماد والغاز المستنفد، وإذا تم التحقق من سلامتها ستوافق على نقل مزيد من أنقاض أوناجاوا إليها اعتبارا من فبراير المقبل، وسيجرى التخلص من حوالي مئة ألف طن من الأنقاض المنقولة بحلول مارس 2013 . وفي الوقت نفسه تتواصل جهود إعادة الإعمار على قدم وساق في المنطقة المنكوبة. وقد شرع المزارعون في مدينة ديت على مسافة نحو 50 كيلومترا من محطة «فوكوشيما» بحملة رش ضخمة في بساتين الفواكه سعيا لتطهيرها في أقرب وقت ممكن كي يتسنى تقديمها آمنة. وبدا على سكان المناطق الأكثر تضررا من الكارثة الانضباط والمثابرة، إذ يدبرون أمورهم بأيديهم وينظمون معظم جهود إعادة الإعمار بأنفسهم بعيدا عن الحكومة التي قال المحلل السياسي مينورو موريتا «إن الكارثة بددت الثقة فيها وانه للمرة الأولى يرى الشعب السلطات وهي عاجزة عن مواجهة أزمة». ويواصل المزارعون عملهم في حقولهم رغم مخاطر التسمم الإشعاعي والحظر المفروض على شحنات الأرز القادمة من مناطق في فوكوشيما. ويعمل الشباب المتطوعون على ضمان حصول الكثيرين من كبار السن الذين يعيشون في أماكن الإيواء العاجل على ما يكفيهم من الأغطية والأفران التي تم التبرع بها لاستخدامها في فصل الشتاء. بينما شرعت أقاليم مياجي وايوات وفوكوشيما في إنشاء مراكز للرعاية لمساعدة الضحايا على التكيف مع التداعيات النفسية التي خلفها الزلزال و»تسونامي». وبانتظار بدء الحكومة الجديدة برئاسة يوشيهيكو نودا عملية تطهير واسعة النطاق للمناطق المتضررة اعتبارا من يناير 2012 سعيا لخفض جرعة الإشعاع التي يتعرض لها سكان المناطق إلى النصف بحلول صيف 2013. تأمل الحكومة في إعطاء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والبالغ عددهم 160 ألفا فسحة من الوقت كي يتسنى لهم التخطيط والإعداد لعودتهم إلى منازلهم. لكن مع التمسك بالوقت نفسه بالطاقة الذرية حتى عام 2030 على الأقل وإعادة تشغيل المفاعلات التي أغلقت جراء الكارثة في أقرب وقت ممكن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©