الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حرب لبنان وظهور أول خلاف سياسي بين بوش ورايس

23 أغسطس 2006 01:23
نيويورك-أحمد كامل: في خط مواز للاشتباكات العسكرية العنيفة في جنوب لبنان كانت هناك أيضاً اشتباكات سياسية -وإن كانت أقل عنفاً وظهوراً- في واشنطن· فقد تضمنت تقارير صحافية عدة نشرت في ''لوس انجلوس تايمز'' و''نيويورك تايمز'' أنباء عما سمته ''الخلاف الكبير الأول بين الرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس''· بل إن شبكة تلفزيونية رصينة مثل ''إن· بي· سي'' قالت على نحو مباشر إن حرب لبنان أدت إلى قيام الرئيس بوش -للمرة الأولى- بتخطي سياسة اقترحتها رايس التي تعد من أقرب معاونيه واعتماد موقف معاكس لما رأته الوزيرة''· وثمة ابعاد لم تعرف بعد -بطبيعة الحال- لما دار خلف الكواليس في واشنطن· إلا أن ما دار أمام هذه الكواليس كان كافياً· فقد طلبت رايس خلال وجودها في إسرائيل مؤخراً وقف الغارات الجوية على لبنان بصورة كاملة لمدة 48 ساعة· إلا أن الإسرائيليين أوقفوا الغارات جزئياً فقط· وحين اتصلت رايس بأولمرت لتسأله عن ذلك قيل إنه رد على نحو ''غير دبلوماسي'' قائلاً: إن قرار اسرائيل جاء لاعتبارات تتعلق بأمن إسرائيل، وان العمليات الجوية ستستمر لأن حزب الله كان يحرك صواريخه مستخدما خطر الغارات· وتدخل الرئيس بوش في الأمر خلال تصريحات أدلى بها في فلوريدا حيث كان يقوم بجولة هناك حين قال إن من حق اسرائيل أن تفعل ما تراه مناسباً لحماية أمن مواطنيها، وفهم العاملون في الخارجية أن تصريحات الرئيس -الذي أحيط علما بتفصيلات ما جرى بين رايس وألمرت- شكلت ضربة معنوية للوزيرة· وجاءت الضربة الثانية حين تجاوز الرئيس طلب رايس بالتوجه إلى مجلس الأمن في غضون يومين من وقت عودتها إلى واشنطن من اسرائيل لطلب وقف اطلاق النار، وكانت رايس قد توجهت إلى البيت الأبيض ليلة عودتها حيث عقدت اجتماعاً ثنائياً منفرداً مع الرئيس· وفي الصباح التالي قالت رايس للصحافيين إنه ''ليس من المؤكد'' أن عليهم أن يحزموا حقائبهم وينطلقوا إلى نيويورك لمتابعة أي اجتماع آني لمجلس الأمن· وبينما قالت الصحف الإسرائيلية إن رايس أبلغت أولمرت باستيائها البالغ مما حدث في قانا، وهو أمر أكدته الوزيرة في تصريحات لها خلال رحلة عودتها إلى واشنطن حين قالت إنها ''تتوقع'' أن تقوم اسرائيل بالتحقيق في هذه العملية التي أسقطت عشرات الضحايا منهم عدد كبير من الأطفال فإن الرئيس كرر في اللحظة ذاتها خلال مقابلة أجرتها معه قناة ''فوكس نيوز'' التلفزيونية ان ما حدث في قانا هو ''موقف مروع'' إلا أنه لم ''يتوقع'' من اسرائيل تحقيقاً، بل أشار إلى أن هناك ضحايا مدنيين ''لبنانيين وإسرائيليين'' وأن ذلك يعد ''أمراً مؤسفاً''· صراحة الرئيس بل إن تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية آدم ايريلي جاءت متناقضة مع تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض جون سنو في القضية ذاتها وخلال يوم واحد· فقد قال ايريلي إن إسرائيل وافقت على وقف العمليات الجوية لمدة 48 ساعة ''حتى تتمكن من التحقيق في الأحداث المأساوية في قانا'' فإن سنو قال ''سأحول كل الأسئلة حول التكتيكات الإسرائيلية إلى الإسرائيليين، أما وقف العمليات الجوية فقد قُدم لنا باعتباره وقفاً ليس كاملاً، الأمر الوحيد الذي كان كاملاً هو ضمان مخرج آمن للمدنيين خلال 24 ساعة فقط''· ونشرت الصحف الأميركية تعليقاً لما وصفته بـ''مسؤول كبير في البيت الأبيض'' قال فيه ''ليس هناك أي خلاف مما تتحدثون عنه وهناك أمور لا نتحدث فيها''· أما وزارة الخارجية فقد رفضت الإدلاء بأي تصريحات حول هذه القضية· أما قادة المنظمات اليهودية فقد كانوا أقل بخلاً في تصريحاتهم، فقد قال توم نيومان المدير الإداري للمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي إن ''الرئيس بوش لا يهتم كثيراً بما يقوله الناس عنه، انه شخص صادق ويتحدث بصراحة، وفي هذا فإنه ليس دبلوماسياً مثل رايس''· صدمة قانا وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن ''رايس والآخرين في وزارة الخارجية يقيسون الأمور من زاوية مختلفة، فهم يحسبون تأثيرات ما يحدث في لبنان على المصالح الأميركية في المنطقة· أما الرئيس بوش فإنه مقتنع حقاً بأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وان حزب الله هو الذي بدأ المواجهة الحالية حين عبر مقاتلوه الحدود واختطفوا الجنديين الإسرائيليين''· وقال ديفيد ماك نائب رئيس معهد الشرق الأوسط الذي عُرف باعتدال مواقفه ''ان رايس ذهبت إلى الشرق الأوسط واقتربت من البشر وعرفت حجم المأساة وانفعلت إنسانياً لهذا السبب· اعتقد أن إحساسها بالصدمة مما حدث في قانا كان صادقاً وعميقاً''· وقال المساعد السابق لوزير الخارجية ادوارد آبينجتون ''إذا أردت الحديث بصراحة فسوف أقول إنني أعتقد أن أولمرت له قناة اتصال خاصة بالبيت الأبيض وهي قناة لا تمر بوزارة الخارجية· ولذا فإنه يتحرك بالتنسيق مع مستوى أعلى من رايس''· أما دانييل بيكتا الباحث في معهد ''اميركان انتربرايز انستيوت'' الذي يدافع دائماً عن سياسات الإدارة فقد قال إن ''مشكلة رايس انها تتعامل مع الغابة شجرة بشجرة، أما البيت الأبيض فإنه يتعامل مع الغابة ككل· فضلاً عن ذلك فإن رايس تتعرض لضغوط عنيفة من العرب والأوروبيين الذين يتصلون بها 24 ساعة في اليوم سبعة أيام في الأسبوع''· وفي كل الأحوال فإن رايس تبدو وقد خرجت مهزومة في هذه الجولة التي يرى كثيرون في واشنطن ان من أدارها حقاً كان نائب الرئيس ديك تشيني الذي يقول مؤيدوه إنه ''يرى الغابة بأكملها''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©