الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الليل» آية ذكرت في القرآن الكريم اثنتين وتسعين مرة

«الليل» آية ذكرت في القرآن الكريم اثنتين وتسعين مرة
23 يوليو 2013 21:48
من نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه أن جعل لهم في الليل راحة لأبدانهم ونفوسهم من عناء يوم طويل، ولا يستطيع الإنسان أن يقدر هذه النعمة التي لطالما غفل عنها، والليل آية ونعمة من نعم الله جل وعلا، هو الظلمة التي تنبعث من جهة المشرق فتغشى وجه الأرض ويخلد الجميع إلى الراحة، ويستسلمون إلى النوم ويعم السكون والهدوء. في الليل الرطوبة وبرودة الجو، وفي ذلك الفوائد للإنسان والحيوان ومعونة النبات على النماء، وفيه منافع شتى يعجز البشر عن إدراكها. وجاء ذكر الليل في القرآن الكريم اثنتين وتسعين مرة، وأشار الله سبحانه إلى دوران الأرض حول نفسها، من خلال الوصف الدقيق لنظام تولد الليل والنهار كما في قوله: (يغشي الليل النهار)، «الرعد: الآية 3»، وقوله تعالى: (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل)، «الزمر: الآية 5»، وقوله: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل)، «لقمان: الآية 5»، وقوله سبحانه: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون)، «يس: الآية 37»، وقد أوضح المفسرون بأن الله يغطي أو يلحق زمنياً كلاً من الليل والنهار بالآخر، أو يجعل زمن الليل وزمن النهار يتعاقبان بسرعة على الأرض ومعنى يغشى أي يغطي. رحمة من الله ويتعاقب الليل والنهار وبذلك لا يبقى مكان على الأرض دائم الليل أو دائم النهار، وهذه نعمة من الله على عباده، ويمن علينا ربنا ‏بها فيقول سبحانه: (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته أن جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)، «القصص: الآيات 71- 73»، ولو شاء الله بقاء الليل دائماً أو بقاء النهار دائماً لفعل وليس هناك من يستطيع الإتيان بأحدهما، ولذلك قال: (ولعلكم تشكرون). وتأكيداً لهذه النعمة والرحمة يقول تعالى: (وجعلنا الليل لباسا)، «النبأ: الآية 10»، وقوله: (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه)، «يونس: الآية 67»، فما يغطي الناس كاللباس هو ظلمة الليل. قال ابن كثير في تفسيره: أخبر الله أنه الذي جعل لعباده الليل ليسكنوا فيه، أي يستريحون من نصبهم في الظلام لتسكن حركاتهم بسببه وتهدأ أنفاسهم، ويستريحون من التعب في نهارهم (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا) أي يلبس الوجود ويغشاه، كما قال (والليل إذا يغشى)، (والنوم سباتا) أي قاطعاً للحركة لراحة الأبدان، فإن الأعضاء والجوارح تكل من كثرة الحركة، فإذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات فاستراحت، فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح معاً. وفي تفسير الطبري إن ربكم أيها الناس الذي استوجب عليكم العبادة هو الذي جعل لكم الليل وفصله من النهار لتسكنوا فيه مما كنتم فيه في نهاركم من التعب والنصب، وتهدأوا من التصرف والحركة للمعاش، جعل الليل لخلقه جنة يجتنون فيها ويسكنون، فصار لهم ستراً يستترون به كما يستترون بالثياب، وجعل النوم راحة تستريح به أبدانكم وتهدأ به جوارحكم. وقال القرطبي: لتسكنوا فيه أي مع أزواجكم وأولادكم ليزول التعب، والسكون الهدوء بعد الاضطراب. راحة للأبدان وجاء في تفسير الجلالين وهو الذي جعل لكم الليل لباساً أي ساتراً كاللباس، والنوم راحة للأبدان بقطع الأعمال، وهو الذي جعل لكم الليل ستراً للخلق يقوم مقام اللباس في ستر البدن. وقال الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن: ذكر جل وعلا أنه هو الذي جعل لخلقه الليل لباساً، والنوم سباتا، والليل لباس يغطي جميع من في الأرض بظلامه، يسترهم كما يستر اللباس عورة صاحبه. ‏وفي القرآن الكريم سورة باسم الليل وقد أقسم الله سبحانه به في كتابه، وهذه دعوة لنتأمل ونتساءل عما أودع الله فيه من عظيم حكمته ومظاهر عظمته وقدرته حتى استحق أن يقسم به ومن هذا القسم قوله تعالى: (والليل إذا أدبر)، «المدثر: الآية 33»، (والليل إذا عسعس)، «التكوير: الآية 17)، (والليل إذا يغشى). والآيات التي تتحدث عن نعمة الليل كثيرة لما في ذلك من مصالح للعباد، فالليل للنوم وفيه الراحة إذا تسكن الأشياء ويستريح البدن، فخلق الله لهذه الأشياء مع ما فيها من نعمة كبرى على الكائنات، دليل على وحدانيته تعالى لأنه وحده الذي جعل الليل سكناً مظلماً لتسكن فيه الأشياء، يقول الطبري: أفلا ترون اختلاف الليل والنهار عليكم رحمة من الله فتعلموا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره، ولمن له القدرة فعل ذلك لتفردوه بالشكر. وذكر الله في القرآن ظاهرة النوم في معرض الامتنان علينا، والبيان بأنها آية من آياته وهذا يدلنا على إثبات أن النوم ضروري للإنسان، ومنها حصول الضرر لمن يخالف الفطرة وجعل النوم حاصلاً للإنسان من دون اختياره، وأكدت الدراسات الحديثة أن النوم في الظلام يحسن نشاط جهاز المناعة ويؤدي إلى زيادة مخزون الطاقة ويجدد الخلايا ويساعد على تخلص الدم من السموم وعلى استرخاء البدن وهدوء الأعصاب ويريح العينين، ويقوي البصر ويساعد على تجديد الخلايا التالفة في الجسم. إضاءة حرم كثير من الناس هذه النعمة أما بسبب جهلهم أو ضلالهم أو عنادهم، وسلكوا طرقاً أخرى غير طريق الله وصراطه المستقيم، فضلّوا وحبطت أعمالهم، وخسروا الدنيا والآخرة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©