الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهاية قصة جميلة

19 يناير 2013 00:43
أسدل الستار على قصة جميلة عشناها معا طوال أسبوعين حافلين بالإثارة والندية والحب والشهد والدموع، حيث ودعت عروس الخليج المنامة الأشقاء الخليجيين، بعد أن احتضنتهم في حب ودفء، وهي عادة الخليجي إذا جاءه ضيف من قريب أو بعيد فما بالك وهم أشقاء وأصحاب بلد وانتقلوا من غرفة إلى غرفة في البيت الخليجي الكبير وتحت شعار «خليجنا واحد» ولا خاسر في هذا التجمع، فجميعنا فائزون بغض النظر عن النتائج. أثبتت كأس الخليج أنها أهم من كأس العالم بالنسبة لنا، وأن هذه البطولة لها خصوصية لا يعلمها إلا من عايشها حتى لو لم يكن خليجياً، فهي قامت أيضا بجهود مخلصة ساهم فيها المصري، والفلسطيني، واللبناني، والسوري والأردني والسوداني والكثير الكثير ممن كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة الرياضة الخليجية، أو استمرارية هذه الدورة، وتطورها ومواكبتها لما يحدث من قفزات تنظيمية، وفنية وإدارية، في أنحاء العالم. وبقيت هذه البطولة وفية للمدربين السابقين والحكام والإعلاميين والنجوم من داخل الخليج وخارجه حتى أصبحنا نعتبرها بطولة للتلاقي فنجد أسماء عملاقة غابت عنا بعد أن كانت نجوما تتلألأ في سماء دورات الخليج وانقطعت كل الحبال وصلات الاتصال وإذا بنا نشاهدهم ونجلس معهم نستذكر الماضي الجميل ونستلهم منهم أفكارا رائعة للحاضر والمستقبل. واليوم بعد مشهد الأمس بين الفرح والدموع، نقولها بكل صدق «إن البطل واحد» والفائز هو خليجنا العربي، بكل ما تعنيه كلمة فوز فالبطولة رغم كل ما شاهدنا وتابعنا من تصريحات ومناوشات إعلامية وحماس جماهيري، باتت تقربنا ولا تباعد أبدا. الآن، وبعد أن أسدل الستار على البطولة، لابد أن نعرج على المدربين في هذه البطولة فهم قبل الحضور إلى المنامة كانوا الحلقة الأقوى وطلباتهم أوامر وتعليماتهم «سمعا وطاعة» يتصرفون كما يريدون، ولا يهابون أحدا فعقودهم في أيديهم والملايين تحولت إلى حساباتهم والعقود بالجملة مع مدراء أعمالهم، ولكن بعد الإخفاق، فإن هذا المدرب يتحول إلى كائن مسكين مستكين يتلقى «الرفس والركل» والضرب من كل الاتجاهات، وكان عليه أن يجهز الفريق للفوز وعليه أن يصنع مهاجمين لا يضيعون أنصاف الفرص، ويبتكر مدافعين فولاذيين، كما هي قاعدة الصواريخ الدفاعية اللاقطة لكل شاردة وواردة! آخر نقطة: المسؤولون وأصحاب القرار الرياضي في الدول الخليجية ومنذ 50 سنة مضت أي نصف قرن من الرياضة الحقيقية الرسمية التي مورست بشكل عام وهم يختارون الرجل المناسب للمكان المناسب، حسب رؤيتهم وقناعتهم، ومن زواياهم الخاصة، فهل نطمح في أن يمنحوا الرياضة في بلدانهم فرصة الانتخاب الحر غير موجه كي نتابع ونقيم هذه التجربة، فقد تكون هي مركب الإنقاذ لسفن خليجية تراوح مكانها منذ 20 سنة دون تقدم أو تأخر رغم المليارات التي تصرف في سبيل تقدمها، ونجاح مسيرتها، دون فائدة تذكر، والدليل أن فرقا خرجت من رحم المعاناة القاتلة إلى منصات التتويج ونحن نهرول مكاننا في الخليج .. دمتم سالمين ولن أقول وداعا فقد يكون لي لقاء قريب معكم. علي حسين عبدالله (قطر) | rai.ali@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©